توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

  مصر اليوم -

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية

بقلم:زاهي حواس

تخطو المملكة العربية السعودية نحو التوسع في عمليات البحث والتنقيب عن الآثار ليس فقط داخل أراضيها الممتدة على مساحة أكثر من مليونين وربع المليون كيلومتر مربع، ولكن بدأنا كذلك مؤخراً نسمع عن أخبار اكتشافات أثرية مهمة في مياه البحر بالقرب من سواحل المملكة على البحر الأحمر. والمثير للإعجاب ليس فقط نوعية الاكتشافات الأثرية التي تعلن عنها هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية من حين لآخر، والتي تضيف إلى تاريخ المملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة العربية ودورها الحضاري الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، بل أيضاً الرؤية التي تنتهجها هيئة التراث للكشف والحفاظ على التراث السعودي سواء في البر أو في البحر. وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية عضو في اتفاقية التراث الثقافي المغمور بالمياه منذ عام 2015.
قبل نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي أعلنت هيئة التراث عن نجاح بعثتها للكشف عن الآثار الغارقة في العثور على حطام سفينة غارقة على مسافة 300 متر فقط من ساحل محافظة حقل على البحر الأحمر. وإلى جانب العثور على حطام السفينة تمكن الغواصون السعوديون من انتشال مئات القطع الأثرية التي هي جزء من حمولة السفينة، ولا تزال أعمال المسح الأثري تجري بالموقع للكشف عن المزيد من أسراره. وتقوم البعثة الأثرية للكشف عن الآثار باستخدام أحدث تقنيات الكشف عن الآثار الغارقة، ومنها أجهزة المسح الراداري وكذلك أجهزة السونار البحري. كما تقوم البعثة بأعمال التصوير الثلاثي الأبعاد للمواقع الأثرية أسفل المياه وكذلك للقايا الأثرية.
وعودة إلى حطام السفينة المكتشفة فقد تمكنت بعثة الآثار من تحديد سبب غرق السفينة وهو اصطدامها بالشعاب المرجانية التي سببت ضرراً جسيماً في جسم السفينة لم يتمكن معه طاقمها من إنقاذها من الغرق. أما عن تاريخ غرق السفينة فمن خلال الحطام وكذلك اللقايا الأثرية استطاع فريق البحث أن يؤرخ حادثة الغرق بأواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وهو العصر الذي نشطت فيه التجارة البحرية وكثرت أعداد السفن التجارية التي تجوب البحر الأحمر وتنقل بضائع الجنوب والشمال بين آسيا وأفريقيا.
وتمتلك هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية خرائط موقع عليها أكثر من خمسين موقعاً أثرياً أسفل مياه البحر الأحمر به حطام سفن غارقة معظمها لسفن تجارية وقليل منها حربية. وتعود هذه المواقع لفترات تاريخية مختلفة وتلقي الكثير من الضوء على النشاط التجاري البحري للمملكة العربية السعودية في العصور القديمة. وتتعاون هيئة التراث مع العديد من المعاهد العلمية المتخصصة في مجال الكشف عن التراث الغارق، وقد نجحت البعثة السعودية الألمانية المشتركة في عمل مسح أثري لسواحل المملكة في الفترة من 2012 وحتى 2017، ونجحت البعثة في الكشف عن حطام سفينة رومانية هي إلى الآن أقدم سفينة يتم العثور عليها قبالة سواحل المملكة، إضافة إلى سفينة غارقة تعود إلى العصر الإسلامي المبكر. كما نجح الفريق السعودي الإيطالي المشترك عام 2015 - 2016 في الكشف عن حطام سفينة بالقرب من مدينة أملج، وقد صنعت السفينة من خشب البلوط والصنوبر، وهذه السفينة محملة بالأواني الفخارية والخزفية، إضافة إلى الأواني الزجاجية والمعدنية.
بات من المؤكد الآن أن إعلان الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة عن تأسيس مركز متخصص لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك خلال اجتماع وزراء ثقافة دول مجموعة العشرين الذي استضافته المملكة سنة 2020، قد بدأ يؤتي ثماره وستشهد الأيام والشهور القادمة المزيد من الأخبار السارة عن اكتشافات أثرية جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية مستقبل البحث عن الآثار الغارقة بالسعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon