توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبقرية المهندس المصري القديم

  مصر اليوم -

عبقرية المهندس المصري القديم

بقلم - زاهي حواس

يجب علينا أن ندرس ما قام به المصريون القدماء من إنجازات عظيمة في كل مجالات الحضارة؛ ولا يزال علماء اليوم يحاولون فك طلاسم العبقرية المصرية القديمة. إن الإبداع الذي حدث في عصر الفراعنة يرجع إلى نقطة هامة جداً وهي إيمان المصريين القدماء بالحياة في العالم الآخر. إن البحث عن الآخرة هو الذي دفع الفراعنة لبناء أهرامات ما زال العالم يتحدث عن أسرار بنائها إلى الآن. كذلك برع المصريون القدماء في الفلك واستطاعوا أن يعرفوا التقويم الشمسي، ورصد النجوم والكواكب وتدوين الظواهر الطبيعية؛ ولذلك استطاعوا أن يعرفوا عدد شهور السنة وعدد الأيام.

وكان هناك مدينة «أون» القديمة تخرج في جامعاتها علماء في الطب والهندسة والفلك؛ وخرجت منها أول نظرية عن خلق الكون ونظريات الفنون والعمارة والأدب. وقد وجدنا في العصر الحالي أن الفيضانات التي تأتي لوادي الملوك تأتي بشكل قوي وخطير وتدخل المياه داخل المقابر وتعرضها للتدمير الكامل. 

وكانت المفاجأة أننا اكتشفنا أن الفراعنة درسوا مسار الفيضانات في الوادي الشرقي والغربي، وكانوا يبنون المقابر الملكية بعيداً عن مخرات السيول، وبذلك تكون محمية من مخاطر الفيضانات. وكان الفراعنة أيضاً لديهم معرفة ممتازة بعلم الجيولوجيا ودراسة طبيعة صخر الجبل، والشروخ التي توجد به. 

فكان المصري القديم يحفر مقابره عكس الشروخ، فإذا كانت الشروخ عرضية فيتم حفر المقبرة، أما إذا كانت طولية فلا يتم حفر المقبرة في هذا المكان. وكشفنا أيضاً أن المعماري المصري القديم الذي كان يضع مخططات المقبرة ومسؤولاً عن متابعة أعمال الحفر، وفي حال الكشف عن عيوب موجودة في الصخر كان يتم وقف العمل واختيار مكان آخر. ولذلك من المهم جداً لأي أثري قبل أن يعمل في أي موقع أثري أن يقوم بدراسة الصخر ومسار السيول لكي يحدد المكان الذي يمكن أن تختفي فيه المقابر، ولدينا دليل على ذلك من مكان مقبرة الملكة «حتشبسوت» - أول مقبرة تبنى بوادي الملوك - ولم يتم بناؤها داخل الوادي نفسه بل بنيت في الوادي الخلفي أو في الفرع الصغير من الوادي، والهدف الأول هو إخفاء المقبرة عن أعين اللصوص. وهناك معلومة أخرى وهي أن المقابر كانت تحفر في مستوى أعلى من مستوى الأرض. 

وقد عثر في وادي الملوك الشرقي على الطريقة التي استخدمها الفراعنة للحفاظ على الوادي من السيول، حيث حفر مجرى في أعلى الجبل تنزل عليه السيول، وبعد ذلك تم عمل قنوات لكي تصرف فيها مياه الفيضانات إلى أرضية الوادي بعيداً عن المقابر. وكانوا يقيمون السدود الصغيرة داخل هذه القنوات حتى تهدأ من سرعة جريانها. إن الحفر في وادي الملوك يجعلنا نفكر دائماً في الطريقة التي كان يفكر بها الفراعنة لكي نعرف المكان الذي وضعت فيه المقبرة التي يريد أن يحيى فيها في الحياة الأخرى أو في «جنة الأيارو» وهو اسم الجنة عند المصريين القدماء؛ ولذلك كان يعد المقبرة وداخلها الرسومات التي تساعده على أن يجتاز الصعاب حتى يصل إلى مقابلة «أوزوريس» في العالم الآخر، وبالإضافة إلى المقتنيات الموجودة داخل المقبرة والتي سوف يستعملها في العالم الآخر... الإيمان بالعالم الآخر هو الذي بنى مصر.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبقرية المهندس المصري القديم عبقرية المهندس المصري القديم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon