بقلم: زاهي حواس
نعرف العديد من القصص حول مؤامرات الحريم في بداية العصور الإسلامية ولدينا العديد من الروايات وأشهرها شجرة الدر، ولكن هنا سوف أتحدث عن أول مؤامرة للحريم حدثت منذ نحو 4200 عام تقريباً. أما ملكة هذه الرواية فهي الملكة «إيمتس» زوجة الملك بيبي الأول، ثالث ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة. وقد عرفنا ما حدث لهذه الملكة من القائد العسكري «وني» الذي قام بعمل رحلات حربية وقص لنا العديد من الروايات حول جنوده والتعليمات التي أعلنت للجنود بالإضافة إلى تصرفاتهم حيال احترام الأطفال والنساء، وهذه هي مثالية الجندي المصري منذ أقدم العصور حتى الآن.
وقال لنا «وني» إن الملك أعطى له تعليمات واضحة بالتحقيق مع الملكة ولكن لم يتحدث «وني» عن السبب المباشر في تحويل الملكة للتحقيق. هل كان السبب هو خيانة الملكة للملك مع شخص آخر غيره؟ وأنا شخصياً أستبعد هذا السبب؛ لأن الملك لا يمكن أن يسمح بأن يعرف الشعب أن الملكة خانته وهذا يضعف من قوة فرعون مصر لدى الشعب؛ ولذلك لن نستطيع أن نخمن الذنب الذي اقترفته الملكة ولكن هذه أول مرة يتعرض شخص أو موظف للحريم الملكي.
وهناك قصة أخرى وهذه المرة ليست خيانة زوجية أو مؤامرة من الحريم، ولكنها قصة حدثت للملك بيبي الثاني، الذي حكم وهو في سن الثامنة واستمر في الحكم نحو 90 عاماً، أي أطول فترة في تاريخ مصر الفرعوني... أما القصة فهي غريبة جداً ولم تكتب خلال عصر الملك بيبي الثاني وإنما كتبت خلال عصر الدولة الوسطى، وكررت مرة أخرى خلال العصر المتأخر، ولا نعرف سبب كتابة هذه القصة أو سبب تكرارها. أما القصة فتشير إلى أن هناك أحد الموظفين كان يراقب الملك بيبي الثاني وهو يخرج ليلاً من قصره من دون أن يراه أحد وبعد ذلك وجده يذهب متسللاً إلى منزل قائد الجيش ويرسل إشارة للقائد ويجد أمامه سلماً يستخدمه لدخول المنزل من أعلى السور، وبعد ذلك يحدثنا الشخص الذي كتب هذه الرواية ويقول إن الملك كان يوجد داخل منزل قائد الجيش طوال الليل وبعد ذلك وفي الفجر يخرج من المنزل متسللاً ويتوجه إلى قصره من دون أن يراه أحد.
وبعد ذلك يقول هذا الشخص في البردية «إنني لا أتهم الملك بشيء وأنا أحكي لكم ما أشاهده خلال فترات كثيرة». وهنا نجد أن هذا الشخص يتهم الملك بوجود علاقة بينه وبين قائد الجيش... أما سبب تكرار البردية فقد يعود إلى أن الناس لم تتقبل هذه العلاقة بين الملك وبين أي شخص آخر.
إنها حكايات من زمن الفراعنة.