توقيت القاهرة المحلي 09:30:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

  مصر اليوم -

زيارة قصر مارد بدومة الجندل

بقلم - زاهي حواس

عندما تقوم بزيارة أي موقع أثري في أي بلد بالعالم، فإنك تعتمد على ما تعرفه مسبقاً عن الموقع الذي ستقوم بزيارته ربما عن طريق ما قرأته أو شاهدته أو حتى سمعته عن الموقع. ومن المحتمل كذلك ألا تكون على علم بأي شيء عن المكان الذي ستزوره؛ معتمداً على ما ستجده عند زيارتك للمكان من معلومات مكتوبة في كتيبات تعريف بالموقع، أو على لوحات إرشادية بالمكان. وفي كل حال من أحوال الزيارة، لا شك أنك ستستمتع برؤية شيء جديد ومعرفة معلومات جديدة حتى ولو كانت من خلال مشاهداتك وتجولك في الموقع الأثري أو المكان التاريخي. على أي حال تختلف المتعة من شخص لآخر حسب درجة الشغف بالآثار وبزيارة الأماكن التاريخية، كذلك بدرجة خيال كل إنسان! فهناك من يملكون الخيال الواسع الذي يساعدهم على بناء ما حطمته الطبيعة بفعل القدم، وبالتالي يكون قادراً على تخيل نفسه وهو يسير بين طرقات وشوارع مدينة من آلاف السنين بين أهلها بملابسهم وعاداتهم وحتى لغتهم ومعتقداتهم. هذه النوعية من الناس من أصحاب الخيال هم أكثر المستمتعين بزيارة المواقع التراثية من دون غيرهم ممن لا يستوعب أهمية بقاء تلك الأطلال من الماضي ويظل يسأل نفسه ومن حوله عن جدوى كل هذا الاهتمام بتلك الأطلال والصرف عليها للحفاظ على بقائها؟!
كان من أجمل الأماكن التي زرتها خلال وجودي بالمملكة العربية السعودية منذ أشهر قليلة، موقع قصر مارد بدومة الجندل. ولحسن حظي كان يرافقني وفد علمي من هيئة التراث السعودية برئاسة الدكتور عبد الله الزهراني. ويقع القصر على هضبة مرتفعة تشرف على موقع دومة الجندل، الذي يعد واحداً من أهم مواقع الاستيطان البشري بالمملكة؛ به قامت ممالك ودول متعاقبة. ويبدو من الوثائق التاريخية أن دومة الجندل كانت من المحطات التجارية المهمة في العالم القديم، ربما بداية من العصر الآشوري أو حتى قبله. وقد ورد ذكر دومة الجندل في نصوص القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وكذلك تم ذكرها في نصوص القرن الثالث الميلادي في عصر الملكة الشهيرة زنوبيا.
وقد ذكرت التقارير الأثرية أن أقدم القطع الأثرية التي تم كشفها خلال أعمال التنقيب تشير إلى وجود مستوطنات سابقة لظهور الإسلام، التي ما زالت تحت الكشف حالياً. ويذكر كذلك وجود حصن عسكري مكان دومة الجندل في المصادر النبطية، ولكن ليس من المعروف بالتأكيد من قام بتشييده. وقد ذكر عالم الجغرافيا ياقوت الحموي نقلاً عن أبي سعد السكوني أن الملك أكيدر بن عبد الملك كان يمتلك قصر مارد بدومة الجندل.
لقد وصف العديد من الرحالة قصر مارد، غير أن تاريخ بنائه ظل غامضاً، ثم قام مؤخراً عالم الآثار المعيقل بتحديد خمس مراحل في تشييد القصر على أساس طرق البناء المختلفة، حيث تظهر أقدم الجدران طريقة بناء «أيسودومية» تتميز بدقة فائقة في ضبط البناء تعود إلى القرن الأول الميلادي.
يضم القصر وحدتين رئيسيتين؛ الأولى هي القلعة وتخطيطها بيضاوي، وقد بنيت على مساحة 42 متراً في 487 متراً. وتحتوي على أربعة أبراج في زواياها، وقد استعمل الحجر في بناء الأجزاء السفلى بينما الطوب اللبن في استكمال الأجزاء العليا. مدخل القلعة يوجد في الجنوب الغربي ويفضي إلى ساحة تؤدي عبر ممرات إلى أبراج القلعة، وكذلك إلى بئر مياه في الجنوب الشرقي. ووجود البئر هو ما سمح للأهالي بالصمود داخل القلعة أثناء الحصار. وقد هدم القصر عدة مرات عبر التاريخ وأعيد بناؤه أكثر من مرة.
أما الوحدة الثانية، فتضم سلسلة حديثة من التحصينات على طول الجانب الجنوبي من المبنى الرئيسي، وتضم جداراً وأبراجاً وساحة مفتوحة ومسجداً. ولا تزال أعمال الكشف عن أسرار قصر مارد قائمة وستحل في المستقبل كثيراً من الغموض والأسرار التي لا تزال تكتنفه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة قصر مارد بدومة الجندل زيارة قصر مارد بدومة الجندل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
  مصر اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 04:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon