توقيت القاهرة المحلي 03:14:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة إلى آثار المملكة (3)

  مصر اليوم -

رحلة إلى آثار المملكة 3

بقلم - زاهي حواس

تناولنا في المقال السابق جانباً من التحديات التي تواجه زملاءنا في المملكة العربية السعودية، القائمين على حفظ التراث الأثري. وكان التركيز على قضية استعادة القطع الأثرية من الخارج خلال عقود سابقة بدأت مع ما يسمى عصر اكتشاف البترول بالمملكة العربية السعودية، وما صحبه من عمليات حفر واستكشاف على نطاق واسع. وقد أكدنا نجاح المملكة العربية السعودية في استعادة آلاف القطع الأثرية ولا تزال تعمل من خلال منظومة ناجحة لإعادة كل ما تم نهبه من الأرض السعودية.
والتحدي الثاني الذي تواجهه هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة بالمملكة، هو وضع آلية محكمة لحماية المناطق الأثرية النائية غير المأهولة والبعيدة بمئات الكيلومترات عن أماكن العمران، ولا يذهب إليها إلا المغامرون من محبي رياضة السفاري. وللأسف فإن بعضهم ليسوا على الوعي المطلوب لما يجب أن يكون عليه سلوك الفرد عند الوجود في مكان أثري له تاريخ.
والمعروف أنه ليس من المنطق وضع حراسة بشرية في كل موقع أثري، خاصة لو علمنا عدد هذه المناطق واتساع نطاق بعضها الجغرافي الذي يغطي أحياناً عدة كيلومترات، وبالتالي كان من الضروري البحث عن حلول عملية لحفظ وصيانة هذه المناطق الأثرية النائية وآثارها التي لا تقدر بثمن. ولذا رأينا برامج توعية مختلفة من هيئة التراث، تهدف إلى التعريف بقيمة المواقع الأثرية وأهمية الحفاظ عليها، ومحاولة حث المجتمع على المشاركة الفعّالة في الحفاظ على التراث الأثري. وقد سبق لنا الحديث عن مسابقة رائعة أطلقتها هيئة التراث، تدعو فيها السعوديين والمقيمين بالمملكة إلى اكتشاف وحفظ النقوش والكتابات الصخرية. والهدف كما هو واضح، دفع المجتمع للمشاركة في حفظ التراث.
إن قضية المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث ليست قضية المملكة العربية السعودية وحدها، بل هي قضية عالمية من أجلها نظمت الهيئات الدولية المعنية بقضايا التراث كمنظمة اليونيسكو وغيرها من الهيئات، العديد من المؤتمرات العلمية وحلقات البحث والدراسة. وقد اتفقت معظم الدراسات في هذا الشأن على ضرورة وجود مادة أساسية للتراث الأثري وأهميته وطرق حمايته تدرس للتلاميذ والطلبة في كل مراحل التعليم المختلفة. كذلك كان من التوصيات المتفق عليها بين الدول، محاولة إعادة صياغة كتب التاريخ والحضارة بالمدارس لكي لا تكون جافة ثقيلة بما تحمل من تواريخ وأحداث، بل لكي تصبح مادة شائقة للدراسة. كذلك يأتي التركيز على الدور التثقيفي والتربوي لمتاحف الآثار والفنون، التي تغيرت وظيفتها بالفعل من كونها مجرد دور لحفظ الآثار إلى مؤسسات ثقافية مؤثرة في مجتمعاتها.
ما زلت أعتقد أن من أهم ما قمت به في مصر هو المشاركة في بناء أول متحف للطفل بمدينة القاهرة، وهو متحف يهتم بتقديم تاريخ وحضارة الأرض وعلومها إلى الطفل بطريقة مشوقة وهذا ما نحتاج إليه في كل عالمنا العربي... أن نبدأ مع أطفالنا ونعلمهم كيف يحافظون على تاريخهم وحضارتهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة إلى آثار المملكة 3 رحلة إلى آثار المملكة 3



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon