توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياحة الثقافية في السعودية

  مصر اليوم -

السياحة الثقافية في السعودية

بقلم: دكتور زاهي حواس

إذا سألت أي مسلم في أي مكان بالعالم عن الدولة التي يحلم بزيارتها سيقول لك من دون تردد السعودية، وكيف لا والحج فريضة وركن من أركان الإسلام. وتسهم السياحة الدينية بنصيب معتبر في اقتصاد المملكة التي لا تدخر وسعاً ولا جهداً في توفير كل سبل الراحة والزيارة الآمنة لحجاج بيت الله والمعتمرين من كل أنحاء العالم. ومشروعات التوسعات المعمارية سواء بالحرم المكي أو النبوي تشهد على ذلك إضافة إلى تخصيص وزارة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم).
ورغم أهمية السياحة الدينية والمواقع التاريخية الإسلامية المنتشرة في ربوع المملكة العربية السعودية، فإن المملكة بدأت تخطو خطوات جادة نحو تنمية ما يعرف بقطاع السياحة الثقافية، بحيث تكون مصدراً جديداً للناتج القومي وجزءاً مهماً لخلق وظائف جديدة والاستفادة من المقومات الثقافية وإمكانات المملكة التي تؤهلها بالفعل لمكانة متقدمة على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
لقد أدركت القيادة السعودية أنه لا بد من وجود عملية تأهيل شاملة وعلى كل المستويات لكي تكون المملكة قادرة على الاستفادة من مقومات تراثها الثقافي المتنوع. ولذلك رأينا نهضة مخططة ومدروسة بعناية للنهوض بالمواقع الأثرية والتراثية وإعدادها بحيث تكون قادرة على استقبال السائحين سواء من داخل أو خارج المملكة.
الأمر لم يتوقف فقط عند تعبيد وإنشاء طرق لتلك المواقع الأثرية وبعضها ضارب في عمق المناطق الصحراوية، أو حتى عمل ممرات سياحية ومراكز للزوار ومتاحف موقعية تحكي قصة الموقع وتقدم إرشادات للسياح! لقد اختارت المملكة سياسة النهوض بقطاع السياحة الثقافية المتكاملة بمعنى تطوير المتاحف والمواقع الأثرية والتراثية، والعمل على تسجيل المواقع والآثار والتراث المادي على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وكذلك الحفاظ على الصناعات التراثية من الاندثار، والاهتمام بسياحة المهرجانات التي تقام سنوياً والدعاية لها حتى أصبحت المهرجانات التراثية في العلا والدرعية التاريخية وغيرهما من المهرجانات مصادر جذب سياحي مهم يتطور عاماً بعد آخر. أضف إلى ذلك تميز المملكة برياضات معينة وسباقات وهوايات خاصة مثل الاهتمام بالإبل التي أصبح لها مهرجان خاص بها وكذلك تربية الصقور التي أصبح لها هي الأخرى مهرجان خاص بها بمحافظة طريف، وأصبحت بالتالي من مصادر الجذب السياحي لقطاع كبير من عشاق تلك الهوايات والمهرجانات.
إن النهوض بالسياحة الثقافية في المملكة العربية السعودية قد أصبح ضمن استراتيجية ورؤية القيادة السياسية بالمملكة ورؤيتها لمستقبل السعودية لعام 2030.
يبقى شيء أخير وضعته المملكة العربية السعودية ومؤسساتها المعنية بالقطاع السياحي والثقافي على أجندة اهتماماتها ومهامها، وهو تأهيل المجتمع السعودي للإسهام بفاعلية في النهوض بالسياحة من خلال التعريف بأهمية التراث الثقافي السعودي وأهمية الحفاظ عليه باعتباره جزءاً من الهوية الوطنية للسعوديين، وكذلك التعريف بأهميته كجزء من ثروة البلاد يمكنه أن يتحول إلى رقم إيجابي في الناتج القومي والاقتصاد السعودي. وفي ذلك الإطار لم تعتمد السعودية فقط على الدورات التدريبية والمسابقات الثقافية والمبادرات ولكن قامت بضم التراث الثقافي السعودي إلى مناهج التعليم في كل المراحل، وليس فقط لطلبة السياحة والآثار. ستجني المملكة في السنوات القليلة القادمة ثمار النهوض بهذا القطاع الجديد من السياحة في المملكة التي من المتوقع أن تصبح على قائمة المقاصد السياحية العالمية في مجال السياحة الثقافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة الثقافية في السعودية السياحة الثقافية في السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon