توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أين قُطعت المسلات المصرية؟

  مصر اليوم -

من أين قُطعت المسلات المصرية

بقلم: زاهي حواس

عندما توليت مسؤولية العمل أميناً للمجلس الأعلى للآثار، بدأت لأول مرة أنفّذ برنامجاً أُطلق عليه اسم «Site Management»، بمعنى إدارة المواقع الأثرية. وأعتقد أن هذه الفترة يمكن أن يطلق عليها «العصر الذهبي للآثار المصرية»، حيث كان يتولى مسؤولية وزارة الثقافة فاروق حسني، ورغم أنه لم يكن أثرياً ولكنه كان عاشقاً للآثار، لذلك فقد وقف إلى جانبنا لكي ننفّذ أهم مشروعات للحفاظ على المواقع الأثرية، ولذلك فقد بدأت أدرس هذا البرنامج الجديد وسافرت للاشتراك في مؤتمر نظّمه معهد «بول غيتي»، وكان المؤتمر داخل مركب، وسافرنا من تونس إلى روما ومررنا بتركيا والعديد من المواقع الأثرية.
وكان من أهم المشروعات التي تمت هو العمل في أحد محاجر الجرانيت بأسوان، ومن المعروف أن هناك أكثر من خمسة محاجر للجرانيت في منطقة الشلال الأول، ولدينا العديد من اللوحات الموجودة بالموقع والتي تسجل قَطْع اللوحات من هذا المحجر. أما أهم مواقع الجرانيت فكان ذلك الموقع الذي توجد فيه مسلة ضخمة حدث خطأ في أثناء قطعها، لذلك فقد تُركت في مكانها، ويعتقد البعض أن هذه المسلة تعود إلى عصر الملكة حتشبسوت. وكان السياح يحضرون لرؤية هذه المسلة التي أُطلق عليها اسم «المسلة الناقصة»، ويسيرون على المسلة ويلتقطوا الصور، وقد بدأنا مشروعاً مهماً جداً لتطوير المسلة اشترك معنا فيه الدكتور المهندس طارق والي والأثري عادل الكيلاني، واستغرق هذا المشروع نحو 6 سنوات وأزلنا من الموقع أكثر من 50 ألف متر مكعب من الأحجار والرمال. وقد تم الكشف عن العديد من الاكتشافات التي أظهرت لنا كيف تم قطع المسلات الضخمة، وقد شاهدنا العمال وتركوا لنا أسماءهم مكتوبة بالإضافة إلى صور الإله بس، إله المرح والسرور، الذي كان يعبده العمال، وعلامات عديدة تركها المهندسون للعمال لكي يعرفوا أماكن قطع المسلات، بالإضافة إلى طرق قطْع المسلات عن طريق حفر ترنشات يضعون داخلها أخشاباً وتُرش بالماء حتى يمكن قطع الجرانيت بسهولة. وشاهدنا أيضاً مناظر جميلة تركها العمال، منها مناظر رسم للمسلات، بالإضافة إلى مناظر لأسماك الدولفين، ومن المعروف أن هذا النوع من الأسماك لم يكن موجوداً في نهر النيل، ولكن في البحر المتوسط والأحمر، وهذا يشير إلى وجود عمال من هذه المناطق اشتركوا في قطع المسلات. وعثرنا أيضاً على نص من عصر الملك تحتمس الثالث يشير فيه إلى أنه أصدر أوامره إلى مدير كل أعماله لكي يقوم بقطع مسلة لكي تقام داخل معبد والده الإله آمون - رع داخل معبد الكرنك.
هذا وقد تم توظيف الموقع للسياحة عن طريق عمل مدخل للمنطقة ومركز زوار يُعرض فيه فيلم عن المسلات، وداخل المركز يمكن الحصول على المعلومات عن الموقع، وبعد ذلك تم عمل مسار داخل المنطقة الأثرية، وفي نهاية الزيارة يجد السائح أمامه كافيتريا ودورات مياه وبيوت بيع الهدايا. هذا هو ما يطلق عليه إدارة المواقع الأثرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين قُطعت المسلات المصرية من أين قُطعت المسلات المصرية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon