توقيت القاهرة المحلي 08:58:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر كشف المومياوات الملكية

  مصر اليوم -

سر كشف المومياوات الملكية

بقلم: زاهي حواس

كان وادي الملوك هادئاً والجو حاراً، وذلك في يوليو (تموز) 1871، وكان أحمد عبد الرسول، أحد أفراد عائلة عبد الرسول الشهيرة، يرعى غنمه في الوادي، وفجأة هربت واحدة من القطيع إلى أعلى الوادي جنوب معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، ثم جرى الشاب الصغير وراءها حتى وصل إلى قمة الجبل، وعندما بدأ يمسك النعجة وجد أمامه بئراً عميقاً يصل عمقه إلى نحو 20 متراً، وترك النعجة وبدأ ينزل إلى قاع البئر.
وجد عبد الرسول أن هناك سدة في الناحية الشمالية من البئر، ثم بدأ يزيل الأحجار حتى وجد أمامه مدخلاً لمقبرة منحوتة في الجبل، فدخل ووجد أمامه مفاجأة لم يتوقعها إطلاقاً. داخل البئر ذهب وفضة وتوابيت ونحو 40 مومياء ملكية. ولم يلمس أي قطعة من داخل خبيئة المومياوات وجرى ليقابل إخوته، وقال لهم عن الكشف الخطير. واتفقوا على أن يحفظوا السر ولا يتحدثوا مع أحد عن هذا الكشف.
في ذلك الوقت كانت الدول الأجنبية تعين قناصل بالأقصر مهمتهم الأساسية هي شراء الآثار وإرسالها إلى أوروبا وأميركا. وكان القنصل الإنجليزي صديقاً للأسرة، ولذلك عرف السر وبدأ يتناقش مع أولاد عبد الرسول. وقد دخلوا الخبيئة ثلاث مرات وحصلوا على بعض الآثار الملكية التي بدأت تظهر في أوروبا.
وكان ماريت باشا في زيارة لباريس، وهناك عرف بوجود آثار ملكية بدأت تباع في السوق، ولذلك أيقن أن هناك مقبرة ملكية قد كشفت بوادي الملوك، لذلك فقد أرسل مجموعة من الأثريين إلى الأقصر وعلى رأسهم أحمد باشا كامل، أول أثري مصري، وذلك للتعاون مع الشرطة لكشف السر.
وبعد عمل الكثير من التحريات وجدوا أن عائلة عبد الرسول لها يد في موضوع الكشف، لذلك فقد قامت شرطة قنا باعتقال واحد من أفراد العائلة وظل داخل السجن لمدة شهر كامل.
وخرج الشاب محمد عبد الرسول من السجن ودخل القرية بالقرنة ليعلن براءته من سرقة الآثار، ثم دخل المنزل واجتمع مع إخوته وقال لهم إنه تعذب في السجن، ولذلك يجب أن يكون نصيبه من الخبيئة أكثر، وبدأت المعركة والشجار بين الإخوة، حتى قام أحدهم بالذهاب إلى مدير قنا وأبلغ عن وجود خبيئة الدير البحري وذلك عام 1881، أي بعد 10 سنوات من كشفها. وجاء العاملون في الآثار والشرطة إلى مكان الخبيئة، واستمروا شهراً كاملاً في الحفر، واستخراج المومياوات ووضعوها داخل مركب لتسافر إلى القاهرة، وعند وصول المومياوات إلى القاهرة كان هناك منطقة جمارك ورفض موظف الجمارك دخول المومياوات لعدم وجود اسم لها بالدفاتر، ولذلك أشار عليه رئيسه بوجود كلمة «سمك مملح»، ودخلت المومياوات على أنها سمك مملح. وقد أخرج الرجل المبدع شادي عبد السلام هذه القصة باسم «المومياء»، وللأسف الشديد كل من عملوا في هذا الفيلم توفوا عدا الفنانة الجميلة العظيمة نادية لطفي التي تعيش في مستشفى المعادي، وعندما أزورها تحكي لي دائماً عن أجمل الأيام التي عاشتها بالقرنة وهي تمثل فيلم «المومياء». وأجمل المناظر عندما سافرت المومياوات إلى القاهرة ووقفت النساء بملابس سوداء يصرخن لرحيل أجدادهن من الأقصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر كشف المومياوات الملكية سر كشف المومياوات الملكية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon