توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آثار على طريق الحج المصري

  مصر اليوم -

آثار على طريق الحج المصري

بقلم:زاهي حواس

ما زلنا مع الأستاذ الدكتور علي إبراهيم الغبان وبحثه الشائق عن طريق الحج المصري، ووصفه الممتع لأهم المواقع الأثرية والآثار التي لا تزال تقف شاهدة على جزء مهم من تاريخنا الإسلامي. وقد كان الاهتمام بطرق الحج من مهام الحكام على مر العصور الإسلامية، خاصة حكام مصر عبر عصورها المختلفة والذين اهتموا بحفر الآبار، وتعبيد الطرق للقوافل وبناء المساجد على طول محطات واستراحات قوافل الحجيج. وتشير المصادر التاريخية إلى تمهيد عقبة أيلة وتنظيفها من الحجارة على يد فاتن مولى خمارويه بن أحمد بن طولون وثاني حكام الدولة الطولونية في مصر. ويذكر المقدسي الآبار السبع التي حفرت في مكان نزول الحجاج بوادي ضباء، وخان العشيرة بينبع بأنها لا نظير لها. كذلك بنى ملوك مصر مساجد بدر وبركة خليص وقناتها.

ومن الآثار التي لا تزال باقية على طريق الحج المصري الداخلي، بركة عين النابع بالقرب من شغب، وبركة بدا، وآبار بلاطة بين بدا والخشيبة، هذا إلى جانب مئات النقوش العربية المبكرة ومنها نقوش شهيبة بدا الشمالية.
وعلى عكس آثار الطريق البري الداخلي، فإن آثار الطريق الساحلي شحيحة جداً، تكاد تقتصر على القليل من النقوش العربية المبكرة، نظراً لعدم توفر الصخر اللازم على طول الطريق الساحلي، خاصة في سهل تهامة. وإلى جانب النقوش العربية عثر على بعض البرك بمحطات الطريق. ويقترح الدكتور الغبان أن سبب قلة الآثار على هذا الطريق إنما يعود إلى الإصلاحات والإضافات التي نفذت في محطات هذا الطريق خلال العصرين المملوكي والعثماني.
وقد أسهب الدكتور علي الغبان في وصف الآثار الموجودة على امتداد طريق الحج المصري من برك وآبار وقلاع ومساجد وغيرها، وهو ما يحتاج إلى عدد كبير من المقالات للحديث عنه، وقد يكون الموضوع مهماً فقط للقارئ المتخصص والدارس، بينما ما نريد التأكيد عليه هنا هو أن شعيرة الحج ساعدت على خلق مدن وقرى وإحياء شعوب ونقل ثقافات بين أمم مختلفة، ولا نزال في أمس الحاجة إلى دراسات اقتصادية واجتماعية وأدبية وغيرها من الدراسات المتخصصة عن أثر الحج.
فكما أوضح الدكتور الغبان كان سلوك طريق من طرق الحج وهجر طريق آخر سبباً مباشراً في إحياء قرى وموات أو خراب أخرى. إن الحكمة من حج بيت الله الحرام تتعدى الهدف الديني إلى أهداف أخرى، لعل أكثرها إثارة للعجب هو خريطة حركة الإنسان من مختلف بقاع الأرض نحو بيت الله الحرام؛ آلاف وملايين البشر تختلف ألسنتهم ولون بشرتهم، بينما توحدهم عقيدة سمحة ساوت بين خلق الله جميعاً من دون تفرقة إلا بالتقوى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثار على طريق الحج المصري آثار على طريق الحج المصري



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon