توقيت القاهرة المحلي 09:30:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتب التراث والحياة في نجران

  مصر اليوم -

كتب التراث والحياة في نجران

بقلم :زاهي حواس

تعرضنا في المقال السابق إلى الدراسة العلمية للباحثة السعودية فاطمة بنت ضيف الله العبدلي، التي نالت بها درجة الماجستير من جامعة الملك خالد وعنوانها وموضوعها هو «الحياة الاقتصادية في نجران خلال القرن الأول الهجري السابع ميلادي». وفي هذا المقال نتعرض لموضوع جد مهم في الدراسات الأثرية والتاريخية، وهو ما يعرف بـ«مصادر الدراسات الأثرية والتاريخية». ففي دراسة الباحثة فاطمة العبدلي نجد أنفسنا أمام صورة واضحة المعالم للحياة في نجران بشكل عام والاقتصادية بشكل خاص منذ ما يقرب من أربعة عشر قرناً! والسؤال كيف استطاعت الباحثة السعودية الوصول لهذه النتائج؟ وبالنظر إلى قائمة المصادر الخاصة بالدراسة نجد أن كتب التراث كان لها نصيب الأسد؛ حيث كان اعتماد الباحثة عليها كبيراً في الوصول إلى نتائج الدراسة. ومن أهم هذه المصادر كتاب «صفة جزيرة العرب» للحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني أوائل القرن الرابع الهجري؛ ويحتوي الكتاب على كنز من المعلومات عن الأدب والجغرافيا والأنساب، هذا بالإضافة إلى المؤلفات الأخرى للهمداني والمعروف أيضاً بابن الحائك. ولقد أفادت هذه المؤلفات الباحثة في رسم صورة جغرافية لنجران.
ومن الكتب التراثية الأخرى التي اعتمدت عليها الباحثة فاطمة العبدلي كتاب «بلاد العرب» للحسن بن عبد الله الأصفهاني؛ إضافة إلى كتب الرحالة والجغرافيين أمثال «معجم البلدان» لـياقوت بن عبد الله الحموي؛ و«تاريخ المستبصر» لـجمال الدين أبو الفتح المعروف بابن المجاور؛ ولتاريخ القبائل وأنسابها كتاب «الطبقات الكبرى» لابن سعد الزهري. هذا بالإضافة إلى كتب السيرة النبوية الشريفة وكتب اللغة والأدب والمعاجم والتراجم والأخبار، ومنها تراجم الأدباء والشعراء مثل كتاب «لسان العرب» لابن منظور ومعجم «العين» للفراهيدي ومعجم «تاج العروس من جواهر القاموس» للزبيدي؛ وكتاب «أخبار مكة» لمحمد بن إسحاق الفاكهي.
وأخيراً كانت كتب الحديث والفقه من المصادر المهمة للباحثة لأنها تتناول أمور البيع والشراء والتجارة.
إن الأهم من استخدام كتب التراث والاستشهاد بها للوصول إلى نتائج ترقى إلى مرتبة الحقيقة التاريخية، هو الوعي بأهمية مقارنة المصادر بعضها البعض؛ من حيث قربها الزمني والجغرافي من نطاق البحث، وكذلك منهج المؤلف نفسه في الكتابة، فإذا كنا مثلاً نبحث في الأوضاع في نجران خلال القرن الأول الهجري، فإنه كلما كانت مصادرنا أقرب إلى هذا التاريخ كانت أهمية الاستعانة بها. كذلك لا بد من التفريق بين المصادر المعاصرة وغير المعاصرة لنطاق البحث.
بالطبع واجهت الباحثة فاطمة بنت ضيف الله العديد من صعوبات البحث العلمي؛ مثل قلة الأخبار الموثقة للحياة في نجران في المصادر سالفة الذكر، كذلك ندرة المصادر المعاصرة. ورغم ذلك استطاعت وبمجهود محمود أن تقدم لنا بحثاً علمياً عن الحياة الاقتصادية في نجران خلال القرن الأول الهجري أتوقع أن يكون بداية سلسلة متخصصة من أبحاث أخرى عن أنماط الحياة في شبه الجزيرة العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتب التراث والحياة في نجران كتب التراث والحياة في نجران



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
  مصر اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon