توقيت القاهرة المحلي 02:13:34 آخر تحديث
السبت 26 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

بلاد بونت كشف بالمصادفة... عودة أخرى

  مصر اليوم -

بلاد بونت كشف بالمصادفة عودة أخرى

بقلم : زاهي حواس

قررتُ حينما كنت أشغل منصب مدير عام آثار الجيزة، إعداد منطقة أهرامات أبو صير التي لا تبعد أكثر من 8 كيلومترات عن أهرامات الجيزة وفتحها أمام الزائرين. كان العمل يتطلب تمهيد طرق، وفتح مسارات، وإزالة كميات كبيرة من الرمال وردم الحفائر القديمة التي أُجريت في بدايات القرن العشرين في منطقة أبو صير على يد كثير من البعثات الأجنبية، أهمها البعثة الألمانية برئاسة لودفيغ بورخارت. كانت هناك تلال من الرمال تحتاج إلى إزاحتها وفتح مسارات للزيارة، وكان العمل يتطلب وجود «لودر» لأداء المهمة تحت إشراف مفتشي الآثار. وبالفعل عهدتُ بالمهمة إلى سائق «لودر» الآثار الذي يُدعى محمد مصيلحي الذي بدأ في العمل بكل جهد ونشاط، وفي أحد الأيام من عام 1993 اصطدم «اللودر» بكتلة حجرية ضخمة لم يكن هناك أي دلائل على وجودها أسفل الردم، ولأن سائق «اللودر» اعتاد العمل في المناطق الأثرية ويعلم جيداً طبيعة العمل في مواقع الآثار، فقد توقف عن العمل وبدأ في استطلاع الأمر وإزالة الرمال بيده حتى كشف عن حجر من الأحجار الجيرية المقطوعة بعناية.

كانت الأحجار التي كُشف عنها بالمصادفة دليلاً على وجود مزيد من نقوش المجموعة الهرمية التي لم تكتشَف بعد. في ذلك الوقت كان أحد أهم المساعدين الذين عملوا معي من شباب الأثريين، طارق العوضي، يستعد للسفر للدراسة بجامعه تشارلز في جمهورية التشيك التي بها واحد من أعرق معاهد المصريات في أوروبا، وكان أستاذه هو ميروسلاف فيرنر أحد أهم خمسة علماء مصريات متخصصين في علوم الأهرامات في ذلك الوقت، ولذلك اتفقت أنا وميروسلاف فيرنر على أن يقوم طارق العوضي باستكمال الحفائر في منطقة أبو صير حول الطريق الصاعد إلى الملك ساحورع؛ للكشف عمَّا إذا كان هناك مزيد من المناظر المنقوشة للملك ساحورع أم لا؟ والحقيقة أنه وبعد ثلاثة مواسم من العمل وست سنوات من الدراسة والنشر العلمي استطاع الدكتور طارق العوضي الحصول على درجة الدكتوراه، ونشرها في مؤلف علمي يعد أحد أهم المؤلفات العلمية التي صدرت عن الأهرامات وبرنامج المناظر الملكية المصورة على جدرانها.

قدمت لنا حفائر الدكتور طارق العوضي في أبو صير معلومات مهمة في التاريخ المصري القديم لم نكن نعرف عنها من قبل. ولعل أهم هذه المعلومات هو الكشف عن مناظر رحلة بونت المصوَّرة على جدران الطريق الصاعد للملك ساحورع، التي تصوِّر قدوم البعثة التي أرسلها الملك إلى بلاد بونت لإحضار كنوزها؛ من عاج وحيوانات برية ومُرّ وبخور من أجود الأنواع. وكان من ضمن من أرسلهم ساحورع إلى بلاد بونت خبراء في التعدين والكشف عن الكنوز، وكذلك كان هناك موظفون يحملون لقب المترجم! أي إنه كان في مصر من يجيد لغة البلاد الأجنبية التي يتاجر معها المصريون.

وكان من ضمن المناظر المكتشفة منظر يصوِّر جلب الهريم الخاص بهرم الملك ساحورع لوضعه فوق قمة الهرم؛ إيذاناً بالإعلان عن انتهاء بناء الهرم الذي كان يمثل المشروع القومي لمصر. وفوق الهريم نقشٌ هيروغليفي يؤكد كسوة الهريم بالذهب الأبيض (الأليكتروم) وهو خليط من الذهب والفضة. ومناظر جر الهريم تتبعها مناظر الاحتفال بانتهاء بناء الهرم من ذبح الأضاحي، وإقامة الولائم والمسابقات بين العمال والجنود، وكذلك مناظر الرقص والغناء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلاد بونت كشف بالمصادفة عودة أخرى بلاد بونت كشف بالمصادفة عودة أخرى



GMT 21:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 10:51 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 10:50 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 10:48 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 10:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 10:44 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 10:43 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:14 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5 درجات يهز البحر المتوسط

GMT 15:28 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

عمرو يوسف يكشف لأول مرة عيوب زوجته

GMT 11:57 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إيران تصارع اليابان على بطاقة نهائي كأس آسيا الإثنين

GMT 14:45 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

طرق سهلة لتوفير المدافئ في الديكور المنزلي المعاصر

GMT 19:45 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

معلومات عن هاني البحيري مصمم فستان بقيمة ١٠ مليون دولار

GMT 20:16 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفي عبده تعتذر لجمهورها عن الصفحات التي تحمل اسمها

GMT 09:08 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ "صرعات ورق الجدران‎" لمحبّات التجديد

GMT 20:41 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "سقطرى" أبرز الوجهات السياحية في اليمن

GMT 01:32 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نداء شرارة ترفض مقارنتها بـمحمد عساف ويعقوب شاهين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon