توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان (21)

  مصر اليوم -

وسام الامتنان 21

بقلم : زاهي حواس

أتابع باهتمام ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل مصر، خاصة الدور الدبلوماسى فى قضية نهر النيل، تلك الأزمة الموجودة بين مصر وإثيوبيا. كما أتابع أيضاً غضب المصريين من إثيوبيا لعدم حل قضية النيل الذى يعتبر روح المصريين، حيث إن مصر أثبتت للعالم كله أن القضية تخص حياة المصريين، لأن النيل هو مصدر الخير والرخاء. وكان الفيضان يغمر أرض مصر منذ القدم حيث كان يعتقد المصريون القدماء بأن الإله آمون يترك مقره بمعبد الكرنك ليلتقى بزوجته الإلهة موت بمعبد الأقصر وهذا إيذاناً بالخصوبة، وفى نفس الوقت جريانا لنهر النيل بالفيضان.

يعتبر نهر النيل أطول أنهار العالم، حيث يبلغ طوله حوالى 6 آلاف كم، وهو العمود الفقرى لمصر على مر العصور وهو الحد الفاصل بين الحياة الدنيوية والحياة فى العالم الآخر. ويمكننا القول بأن نهر النيل والشمس معاً هما أساس الحضارة المصرية القديمة. وكما قدس المصريون القدماء الشمس فقد كان هناك معبود للنيل وهو المعبود حابى على هيئة رجل ممتلئ الجسد يجمع بين أعضاء الذكورة والأنوثة معاً فى جسد واحد، دلالة على الخصوبة والنماء. وكان أيضاً المعبود خنوم هو أحد حراس منابع النيل، فعندما حدثت مجاعة فى عهد الملك زوسر أشار عليه مهندسه ومستشاره إيمحتب بأن يقدم القرابين لخنوم لكى تأتى المياه والخير لمصر مرة أخرى، حيث إن نقص المياه يعنى مجاعة المصريين. ومن بين معالم قداسة النيل عند الفراعنة هو أن المعبودة إيزيس قد فاضت بالدموع بعد أن قتل المعبود ست أخيهما أوزوريس، لذلك اعتقدوا بأن دموع إيزيس هى التى جرت فى النيل، لذلك أقام المصريون القدماء للنيل أفراحاً شعبية يسودها المرح والسرور، ومنها ليلة الدموع، حيث إن حدوث الفيضان كان ينسب لدموع إيزيس.

النيل هو أساس الزراعة وهو الوسيلة الوحيدة الهامة للتواصل بين الشمال والجنوب فى مصر القديمة فكانوا يقسمون أمام المعبودات بأنهم لم يدنسوا نهر النيل، كما كان هناك مقاييس للنيل يتم من خلالها قياس منسوب النيل كل عام. وقد اعتقد البعض بأن الفراعنة كانوا يلقون عروساً فى النيل كى يأت إليهم بالخير، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن الفراعنة كانوا بعيدين عن تلك الخرافات، وهذه المقدمة تثبت أهمية النيل لمصر والمصريين ولذلك نقدم جميعاً الشكر والتحية للرئيس السيسى الذى يعمل من أجلنا ومن أجل مصر لكى تصبح عظيمة قوية.

سوزان مبارك

مازالت هذه السيدة العظيمة تبهرنى سواء عندما كانت السيدة الأولى لمصر أو بعد ذلك، فقد ذهبت لمقابلتها ومعى الخبير السياحى السيد عمرو بدر، وكان اللقاء جميل وودى ولم تتحدث عن أحد ممن ظلموها وتنكروا للجميل الذى صنعته لمصر، فهذا حال بعض المصريين للأسف الشديد، لكنها تتسامح وتحدثت عن مصر الحديثة وكيف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعبر بمصر إلى المستقبل وتتمنى الخير لمصر والمصريين.

وأنا فى الحقيقة عملت مع هذه السيدة عن قرب فى إنشاء متحف الطفل الموجود حالياً بحى مصر الجديدة، ويعتبر أهم وأجمل متحف للطفل فى الشرق الأوسط. كنت أشاهد هذه السيدة دائمة الابتسام وأنا أتحدث معها عن هذا المتحف، كما كانت تراجع كل كلمة وكل صورة تخص هذا المتحف وكان أملها الأكبر هو إسعاد الطفل المصرى. وخلال اللقاءات الأسبوعية لم أشاهد منها غير التواضع فى كل شىء والابتسامة التى تقابل بها كل من يعمل معها سواء العمال أو الموظفين أو حتى المساعدين، ولذلك حصلت على كل هذا الحب لأنها أعطت الخير للكل وكانت تمد يدها لكل من يطلب المساعدة.

ومن أسعد لحظاتها عندما ذهبت لزيارة المتحف منذ مدة بسيطة وشاهدت مظاهرة من الحب من كل العاملين به الذين تتلمذوا على يديها وتعلموا منها الكثير، لأنها اختارتهم بنفسها وهم حالياً يقومون بأعمال عظيمة داخل هذا المتحف الرائع والذى يحكى تاريخ مصر من الماضى مروراً بالحاضر ونحو المستقبل. وقد قامت جمعية مصر الجديدة بوضع لوحة داخل المتحف تشير إلى أنه من عمل هذه السيدة العظيمة، وقد استطعت أن أجمع تبرعات لهذا المتحف من مصر واليابان وأمريكا، ولم يكلف هذا المتحف الدولة مليماً واحداً. كما قام السيد المشير حسين طنطاوى بتكليف الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة لبناء هذا المتحف ووضع كل التكنولوجيا الحديثة فيه. وكانت السيدة سوزان مبارك تؤكد دائماً على ضرورة أن يعرف الطفل فكرة البحث والاستكشاف لذلك تم عمل حقل مجهز كى يتعلم فيه الأطفال الكشف عن الآثار. وأنا هنا لن أعدد الأعمال التى قامت بها من أجل مصر سواء للطفولة أو المرأة أو الثقافة، خاصة مشاريع الكتاب والترجمة ومساعدة العشوائيات، ولكن هنا أتحدث عن عمل واحد لهذه السيدة وهو متحف الطفل. وقد وجدت امتنانها للرئيس وحرمه عندما ذكروا الرئيس مبارك، فهذه هى أجمل هدية للسيدة سوزان مبارك.

المهندس كميل حليم

مازلت أتلقى من الوزيرة النشطة المحترمة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، معلومات عن مشاهير المصريين الناجحين فى كل دول العالم ومنهم المهندس كميل حليم، وهو يعتبر نموذجا للمصرى الذى حقق أعلى درجات النجاح. ويعتبر المهندس حليم من أهم المصريين الذين سطروا بالعرق والجهد قصة نجاح باهرة حيث يتصدر اسمه وممتلكاته العقارية قائمة أهم المستثمرين فى شيكاغو بأمريكا. كما استحق دعوة الوزيرة نادية مكرم خلال المؤتمر الوطنى الخامس لعلماء وخبراء مصر فى الخارج «مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية». حصل حليم على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة وهاجر إلى الولايات المتحدة فى أواخر ستينيات القرن الماضى. وبدأ مشوار نجاحه فى مدينة شيكاغو، حيث أنشأ حليم شركة مقاولات خاصة تولى إدارتها بنفسه، وآمن بالتخصص لذلك صنع من شركته علامة مميزة فى إنشاء وتطوير المكاتب والعقارات والإنشاءات المختلفة. حصل على شهرة واسعة بين رجال الأعمال فى أمريكا. كانت لدى حليم هواية جميلة هى أن يجمع الأشياء القديمة، لذلك طاف بلاد الدنيا ونجح فى أن يجمع ساعات نادرة وقطع زجاج بأشكال مختلفة من خلال المزادات الكبرى.

استطاع المهندس حليم من خلال ذلك أن يقيم متحفاً فريداً من نوعه بضاحية إيفانستون بشيكاغو عرض فيه كل النوادر الرائعة التى جمعها، فيتكون المتحف من خمسة طوابق يعرض بداخله أكثر من 600 ساعة نادرة ليس لها مثيل فى العالم كله، إلى جوار جناح خاص يمثل دوراً كاملاً لفن الزجاج، حيث يضم حوالى 300 نافذة من الزجاج الملون لأشهر الفنانين العالميين ونوافذ أديرة وكنائس أوروبية قديمة ويضم كنوزاً من فنون القرن التاسع عشر وغيرها من الروائع. واستطاع متحف كميل حليم أن ينافس متاحف عالمية أخرى مثل متحف «هارفينهاوس» بالنمسا ومتحف «طوبكابى سراى» بتركيا. وقد اختار حليم للمتحف تصميما مصريا ليصبح صرحاً عالمياً يظهر عظمة حضارة الفراعنة وليعكس عشق هذا الرجل لمصر وأن وطنه مازال فى قلبه.

أتقدم بالتحية لهذا الرجل العظيم الذى أصبح سفيراً رائعاً لبلده وحضارتها مصر لذلك أقدم له وسام الامتنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان 21 وسام الامتنان 21



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon