وحيد حامد
كان صدمة للوسط الثقافى والفنى رحيل هذا الرجل الفريد المثقف الذى أثرى الفن بعلامات مميزة جريئة وقوية. فعندما قدم لنا مسلسل الجماعة استطاع أن يدرس كل الفترات السياسية والاجتماعية التى تشير إلى دور الإخوان المسلمين فى المجتمع. لقد كان حامد بالنسبة لى صديقًا عزيزًا حيث اجتمعنا فى صالون ثقافى يقدمه الصديق الناشر إبراهيم المعلم، وصالون آخر تستضيفه المخرجة العبقرية ساندرا نشأت بحضور الفنانة لبلبة وإبراهيم المعلم، وكانت دائمًا حواراته مثمرة ومثيرة تجعلك تنصت إليه جيدًا. أصبحت أفتقد حديثه التليفونى الدائم معى، فوفاته جعلت دموع أصدقائه تسيل على الخدود حتى الآن.
يوم أسود فى تاريخ أمريكا
أعتقد ما حدث فى الولايات المتحدة يجعلنا نتذكر الربيع العربى: هل هذا انتقام مما فعلته الولايات المتحدة فى العالم العربى؟. لقد استطاع ترامب، هذا الرجل الغريب أن يجعل أمريكا تعيش أسوأ أيامها ويجعلنا نترحم على الديمقراطية، وفى نفس الوقت نخاف من وجود ترامب فى السلطة ولو حتى خلال الأيام القليلة الباقية. يجب أن يرحل هذا الرجل وأن يقوم الكونجرس وأعضاؤه باستعمال مادة الدستور التى تجيز إقالته إذا كان رجلًا غير سوى وغير مؤهل لقيادة أمريكا. يجب أن تتم محاكمة هذا الرجل حتى لا يتكرر هذا اليوم الأسود فى تاريخ الولايات المتحدة مرة أخرى.
المومياوات الملكية
سعدت جدًا عندما عرفت بالقرار الخاص بتأجيل موكب المومياوات الملكية لحين الانتهاء من نوبة الكورونا. وسيكون لموكب خروج المومياوات من المتحف المصرى بالتحرير مردود عالمى، حيث سيشاهد هذا الحدث الضخم كل شخص من جميع أنحاء العالم. فما سوف يحدث يعتبر أكبر دعاية سياحية وثقافية لمصر تحسب لهذا الوزير الناجح د. خالد العنانى الذى يثرى السياحة بما يفعله من إنجازات فى مجال الآثار، فسنرى 22 مومياء لملك وملكة تسير فى شوارع القاهرة ليكون فى استقبالهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليعطى إشارة للعالم كله بأن مصر ورئيسها يقدمان الاهتمام الكبير للثقافة والآثار. وسوف يعطى هذا الموكب الخلود والقوة لمصر الفرعونية التى تجعلنا نحن الأحفاد فخورين بإنجازات أجدادنا.
عبدالعزيز مخيون
فى حديث جميل للفنان عبد العزيز مخيون بملحق الأهرام يوم الجمعة بعنوان «عانيت كثيرًا فى وسط ملىء بقتلة المواهب»، استوقفنى هذا العنوان كثيرًا، خاصة لأن هذا الفنان يملك من المواهب ما يجعله ينافس عمالقة الشاشة مثل محمود المليجى وغيره، فقد أعطى له الله سبحانه وتعالى الموهبة الكبيرة والصوت المميز. ورغم قلة أعماله وصغر أدواره، إلا أنه ترك بصمة واضحة فى الأعمال التى اشترك فيها، وخاصة دور الشرطى فى فيلم الهروب ودور طه السماحى فى مسلسل ليالى الحلمية، وشخصية وحيد فى مسلسل الشهد والدموع. ومن أهم مقولاته «إن تقنيات الدراما زمان كانت أقل ولكن الإبداع كان أكبر وأجمل».
عبد العزيز مخيون من مواليد قرية أبو حمص بالبحيرة، قابلته لأول مرة عام 1968 ونحن نتدرب فى نقابة الصحفيين لمدة ثلاثة شهور، حيث قامت وزارة الثقافة آنذاك بعمل هذه الدورة لكل العاملين الجدد بها، ولم يكن أحد منا مشهورًا حينها غير نور الشريف الذى بدأ أدواره الجميلة فى مسلسل القاهرة والناس، وكان قد رشح لدور فى ثلاثية نجيب محفوظ، ولكن عبد العزيز مخيون كان أكثرنا حضورًا، حيث كان من القلائل الذين يناقشون المحاضر بلغة عربية فصحى سليمة وجميلة، لذلك احترمناه بشدة، ولكن الزمن استطاع أن يبعدنا كثيرًا حتى أصبحنا نتكلم تليفونيًا دون ترتيب.
دخل مخيون عالم السياسة لحبه الشديد لوطنه ولكنه لم يزايد مثل البعض وعارض الإخوان وأعلن صراحة أن مرسى كذب على الشعب. وقد تعرض لعملية اغتيال نجاه الله سبحانه وتعالى منها لأنه شخص طيب وودود ويحب الناس كثيرًا لذلك أحبه الجمهور ووضعه فى مصاف النجوم رغم أنه لم يقم بأى دور من أدوار فتى الشاشة الأول.
لا أعرف لماذا تتجاهل السينما فنانًا بهذا الثقل وتلك الموهبة، رغم أن سنه قد تمنحه أدوارًا جديدة تعيده للمجد مرة أخرى، فعبد العزيز مخيون يسكن داخل قلوبنا بأعماله الرائعة رغم قلتها فهو نجم فريد محترم يستحق بجدارة أن نقدم له وسام الامتنان.
جيهان السادات
كتبت أكثر من مرة عن هذه السيدة الراقية العظيمة والتى استطاعت أن تدخل قلوب كل المصريين، سواء حينما كانت سيدة مصر الأولى أو حتى بعد أن خرجت من دائرة الضوء. ولكن استمر بريقها أكثر لأنها استطاعت أن تدرس وتتعلم حتى تمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه، وقد حضر مناقشة رسالتها زوجها الرئيس العظيم الراحل أنور السادات. ونظرًا لأنها أعدت رسالة أكاديمية محترمة فقد حصلت على وظيفة أستاذ بأهم جامعتين بالولايات المتحدة، واستطاعت أن تصول وتجول باعتبارها محاضرًا فى العديد من الولايات الأمريكية، وتقص على الحاضرين قصة الحب التى جمعتها بالرئيس السادات، وحكايات ومواقف عن الحرب والسلام.
من أهم ما تمتاز به السيدة جيهان السادات أنها محترمة ولطيفة وحلوة الحديث الناس، فهى دائمًا ما تستعمل لفظ «حضرتك» فى حديثها مع أى شخص، لذلك نالت احترام كل المصريين، ولم نسمع أنها تطاولت على أى إنسان فى أى فترة من فترات حياتها. وعندما تعرضت مصر لمحنة سياسية واحتلت سياسيًا من قبل هؤلاء الذين لا يعرفون الرحمة، عانت السيدة جيهان كثيرًا خاصة عندما رأت قاتل زوجها يجلس بجوار رئيس مصر آنذاك.
هناك العديد من المواقف التى جمعتنى بهذه السيدة الرائعة خاصة من خلال العديد من الجلسات معها بمنزلها فى حضور عمالقة الفن والثقافة، ومنهم الكاتب الكبير أحمد رجب ورجل الثقافة الناشر إبراهيم المعلم والدكتور مصطفى الفقى وغيرهم من القامات الثقافية الكبيرة. وقد حضرت توقيع كتابها الأخير داخل قصر المانستيرلى ووجدت اندفاعًا كبيرًا من قبل الحاضرين للتوقيع على الكتاب وحرصهم الشديد على التقاط الصور التذكارية معها. وعندما وجدت هى أن السياحة فى مصر أخذت فى الانحسار، كانت تقوم بدورها الوطنى فى تنشيط السياحة مرة أخرى، فكانت بعلاقاتها تشجع الأمريكيين على القدوم إلى مصر وتستضيف الأفواج الأمريكية فى منزلها فتتحدث إليهم عن قصة حياتها بينما كانوا يعتبرون مثل هذا اللقاء أهم من زيارة الأهرام، وقد أخبرنى البعض منهم بأنها سيدة عظيمة لبقة تعرف كيف تختار الكلمات التى تدخل قلوب كل الناس من كل مكان.
أكتب هذه الكلمات وأنا أعرف أنها تعرضت لأزمة صحية فنالت تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيدة حرمه، وسافرت للعلاج بالخارج تقديرًا من الدولة لتلك السيدة التى وقفت بجوار الرئيس السادات بطل الحرب والسلام، الذى جعلنا نرفع رؤوسنا بفخر بسبب هذا الانتصار المهيب على يد جيش مصر العظيم.. حفظك الله لنا.