بقلم: زاهي حواس
اتصل بي العديد من العلماء والمهتمين بالآثار الفرعونية من كل مكان في العالم للرد على إيلون ماسك، الملياردير الأميركي الذي أعلن أن الهرم بناه قوم من الفضاء، وأن الملك رمسيس الثاني أيضاً جاء من الفضاء. ويبدو أنه لا يعرف شيئاً عن الهرم وعن الملك رمسيس الثاني.
وقد قمت بالرد عليه عن طريق عمل فيديو باللغة العربية وآخر باللغة الإنجليزية، وقلت فيه إن المقابر الخاصة بالموظفين والكهنة توجد غرب الهرم، غرب هرم الملك خوفو، وكذلك مقابر الأمراء والملكات التي توجد شرق الهرم يوجد داخلها نصوص بالكتابة الهيروغليفية تشير إلى الملك خوفو وإلى هرمه. وأن هناك معابد تجاور الهرم وعناصر معمارية يصل عددها إلى نحو 14 عنصراً كان يتم فيها إحياء عقيدة الملك المدفون داخل الهرم.
كما أن هناك أسماء فرق العمال الذين اشتركوا في بناء الهرم ومنهم أسماء مثل «أصدقاء الملك خوفو» ومجموعة «خوفو بالتاج القبلي» وأخرى «بالتاج الأبيض»، بالإضافة إلى ذكر العام 11 من حكم الملك خوفو. أما أهم دليل ضد ادّعاء الملياردير الأميركي فهو كشف مقابر العمال بناة الأهرام، والتي تم كشفها جنوب هرم الملك خوفو، وهذا الكشف يُظهر أن المصريين هم بناة الأهرام وأن الأهرامات لم تبنَ بالسُّخرة. وقد كشفنا عن الجبّانة السفلية التي دُفن فيها العمال الذين نقلوا الأحجار وكان يتم إرسالهم عن طريق العائلات الكبيرة في الوجه القبلي والبحري، وبالتالي كان ذلك بمثابة دفع الضرائب للدولة.
والجبّانة العلوية بها ألقاب للفنانين والمهندسين الذين عملوا في بناء الهرم مثل لقب «المشرف على غرب الهرم»، وكذلك «المسؤول عن الميناء»، والنحاتين والفنانين. وشرق المقابر عثر فيها على منطقة الإدارة وبها مدن العمال الشرقية والغربية ومخابز العيش وتجفيف السمك. وهذا يشير إلى أن الهرم كان المشروع القومي لمصر كلها، وقد تضامن الـ3 ملايين نسمة لبناء الهرم لكي يصبح الملك إلهاً في العالم الآخر، هذا بالإضافة إلى بردية وادي الجرف الذي كُشفت حديثاً ويشير فيها رئيس العمال (مرر) الذي قام ومعه 40 عاملاً بنقل الأحجار لبناء الهرم، وقال لنا إنه يعمل في العام 27 من حكم الملك خوفو، وإن هرم خوفو اسمه «أفق خوفو»، ومنطقة الهرم كانت تُعرف باسم «خوفو يعيش». فهل (مرر) هذا جاء من الفضاء أيضاً يا سيد ماسك؟
أما الملك رمسيس الثاني فكان شرقاوياً يعيش في الدلتا بمنطقة تُعرف باسم قنطير، وقد ترك لنا آلاف النصوص التي تشير إلى أعماله وحُكمه الذي استمر أكثر من 60 عاماً، وما زالت مومياء الملك موجودة بالمتحف المصري وليس هناك دليل على أنه جاء إلينا من الفضاء.
كما قلت، إن السيد ماسك خرج علينا بتخاريف وذلك ليجعل اسمه لامعاً موجوداً بين الناس، ولكن للأسف هذا التصريح أثبت جهله، وهذا يجعلنا ننصحه بضرورة أن يقرأ ما كُتب عن الهرم... كفى تخاريف أميركية.