بقلم: زاهي حواس
تحتضن وزارة الثقافة السعودية ممثلة بهيئة التراث الجديدة حزمة كبيرة ونوعية من البرامج والمشروعات التي تُعنى بالنهوض بقطاع التراث الوطني بمكوناته الرئيسية (الآثار، والتراث العمراني، والحرف والصناعات اليدوية، والتراث اللامادي) يقودها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ضمن منظومة عمل احترافية، تُعزز رغبة المملكة في المضي قدماً نحو وضع تراثها على الخارطة العالمية كمولد اقتصادي وثقافي متطور.
وقد رصدت ذلك من خلال مشاهداتي الشخصية عبر الاهتمام العالمي بالتراث السعودي، وخاصة من قبل القنوات العالمية مثل ناشيونال جيوغرافيك وديسكفري ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها، حيث ينصب الاهتمام في نقل كل الإنجازات التي تشمل الاكتشافات الأثرية والأبحاث وأعمال التأهيل والترميم لمواقع الآثار والتراث العمراني.
البرامج التي تم إطلاقها للعناية بمجالات الأبحاث العلمية ومسارات التعاون مع الجامعات والمعاهد العلمية المحلية والإقليمية والعالمية وتأهيل المراكز العلمية المحلية والجامعات السعودية للاستفادة من خبرات المراكز البحثية العالمية والجامعات الأجنبية، التي لها باع طويل في مجال الكشوف والتنقيبات الأثرية، تمثل منعطفاً مهماً في مسيرة العناية بالتراث الحضاري للمملكة، والاهتمام البالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، تبرز من خلال إعلان وزارة الثقافة أن هناك رسالة مهمة جداً تود أن تعلنها للعالم كله، بأن هناك جهوداً كبيرة في مجال البحث العلمي الخاص بالتراث الحضاري، وذلك لتغذية الخريطة الأثرية بمواقع جديدة تكون رافداً للبعد الحضاري في المملكة، وكذلك إمداد الحضارة الإنسانية بالعديد من المكتشفات والقطع الأثرية التي تسهم في تغيير ثقافات وحضارات العالم، وتكشف دور الحضارات والممالك القديمة في شبه الجزيرة العربية.
وقد جاء إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في شهر سبتمبر (أيلول) بإطلاق مشروع ترميم مباني التراث العمراني بوسط مدينة الرياض، تأكيدا على اهتمام المملكة بتاريخ الدولة السعودية والأماكن التي شهدت ارتباطا عمرانيا بمراحل تأسيسها ونهضتها.
إن هذه الجهود سوف تميط النقاب عن أمجاد المملكة الممتدة في جذور التاريخ كملتقى للحضارات الإنسانية في فترات التاريخ المختلفة، ويعزز ذلك الإعلان عن الاكتشافات الأثرية الجديدة التي تحدث على أرض المملكة.