توقيت القاهرة المحلي 09:21:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مومياء الملك إخناتون

  مصر اليوم -

مومياء الملك إخناتون

بقلم: زاهي حواس

كان إخناتون أول ملك مصري يفكر في وجود قوة كامنة خلف قرص الشمس، أطلق على هذه القوة اسم إله، هو آتون، وترك بعد ذلك كل الآلهة المصرية، بل ترك طيبة التي يوجد بها كهنة آمون وأتباعه، وذهب وأنشأ مدينة جديدة أطلق عليها اسم «أخت آتون» بمعنى «أفق آتون» وعاش في هذه المدينة نحو 17 عاماً يعبد هذا الإله الجديد، لكن خطأه الوحيد هو أنه جعل الشعب يعبد الإله الجديد من خلاله، لذلك عندما مات إخناتون انتهت تماماً العبادة الجديدة لآتون.
وقد دفن إخناتون في تل العمارنة، بالمقبرة المعروفة باسم المقبرة الكبيرة، رغم أنه قد قام بحفر مقبرة لنفسه عندما كان يعيش في طيبة مع والده الملك أمنحتب الثالث، وهي المقبرة رقم 25 بوادي الملوك الغربي، أو الوادي المعروف باسم وادي القرود. ولم يتم العثور على مومياء هذا الملك، لكن عثر في وادي الملوك على مقبرة تحمل اسم المقبرة رقم 55 وكانت هذه المقبرة بها آثار ومومياء من تل العمارنة، ويعتقد أن الملك توت عنخ آمون هو الذي نقل هذه المومياء والآثار إلى طيبة.
وكان الهيكل العظمي الذي عثر عليه داخل المقبرة رقم 55 موضوعاً داخل تابوت ملكي، ولكن للأسف الشديد فقد أصيبت المومياء بتلف شديد، وأخذت في التآكل حتى أصبحت هيكلاً عظمياً غير مكتمل. وفي بداية الأمر، كان من المعتقد أن هذا الهيكل العظمي لامرأة، ولكن الدراسات اللاحقة قد أثبتت أن الهيكل يخص عظام رجل. وقد توصل الباحثون من قبل إلى أن الجمجمة الخاصة بهذا الهيكل العظمي تشبه جمجمة الملك توت عنخ آمون، ما يدل على أن هذين الرجلين من دم ملكي واحد.
وقد أجمعت معظم الدراسات حول هذا الهيكل العظمي على أن صاحبه قد توفي في أوائل العشرينات من عمره، في حين توصل فريق من الباحثين إلى أن عظام هذا الهيكل العظمي هي لرجل قد توفي في عامه الـ35، وذلك بناء على تاريخ الوفاة ومحتويات المقبرة التي تضمنت آثاراً تحمل أسماء الملوك، مثل أمنحتب الثالث، وإخناتون، وتوت عنخ آمون، والملكة تي. واعتقد كثير من العلماء أن هذا الهيكل العظمي هو للملك سمنخ كارع، وهو ملك غامض، ويعتقد أنه الشقيق الأكبر لتوت عنخ آمون، وأنه قد يكون شارك إخناتون في العرش في أواخر أيامه، ثم خلفه بعد وفاته.
وبعد ذلك، قمت برئاسة المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية، وبدأنا رحلة البحث عن مومياء إخناتون، ولذلك قمنا ببناء معملين للحامض النووي، واحد في بدروم المتحف المصري، والآخر في كلية طب القصر العيني. وقمت بتعيين فريقين، لكل معمل فريق، وبدأنا في الحصول على عينات الحامض النووي من مومياء الهيكل الذي عثر عليه داخل المقبرة رقم 55، وكذلك عينات من مومياء توت عنخ آمون، وكذلك عينات من مومياء أمنحتب الثالث، والملكة تي التي عثرنا على موميائها، واتضح أن مومياء المقبرة 55 هو ابن أمنحتب الثالث وتي، ووالد الملك توت، وأن أشعة CT - Scan بيّنت أن عمره وصل إلى 35 عاماً، لذلك فقد اتفقنا على أن هذه المومياء تخص الملك إخناتون، وبعد دراسة مظاهر هذا الهيكل اتضح أنه شخص طبيعي، ولا توجد فيه مظاهر الرجولة والأنوثة التي نراها في تماثيله، واتضح أن هذه المظاهر فنية من ديانة آتون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مومياء الملك إخناتون مومياء الملك إخناتون



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon