توقيت القاهرة المحلي 13:02:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«دندنة» سناء البيسي

  مصر اليوم -

«دندنة» سناء البيسي

بقلم : زاهي حواس

وصلنى كتاب «دندنة» من تأليف الكاتبة الصحفية سناء البيسى، وقامت دار نهضة مصر بنشر هذا الكتاب، وأقول إننى فعلا استمتعت بقراءته. هذا الكتاب يعتبر مرجعا هاما جدا لكل باحث فى مجالى الفن والموسيقى، فقد قدم لنا هذا الكتاب معلومات تثبت أن سناء البيسى هى سيدة القلم وسيدة الصحافة الأولى وكاتبة صحفية عظيمة لا مثيل لها، أى أن الصحافة المصرية لم تقدم لنا من قبل سيدة بكل هذه المواصفات. وعندما تكتب مقالا سوف نجد أنه عبارة عن تحقيق صحفى علمى ومرجع هام جدا، وقد كتبت عنى مقالا صفحة كاملة فى جريدة الأهرام، وهذا هو المقال الوحيد فى حياتى والذى قدمته لمساعدتى سارة عبدالعزيز وطلبت أن يتم وضع المقال داخل برواز ليعلق فى مكتبى فهو أهم تحقيق صحفى حدث فى حياتى ويعتبر وثيقة هامة جدا ووسامًا منها على صدرى.

«دندنة» عبارة عن قطعة موسيقية شديدة الشجن والجمال والمعلومات والأسرار. فقد أبدعت سناء البيسى فى كتابة «دندنة» لأن كل شخصية كتبت عنها بشكل موسوعى جذاب، لم تترك موقفا أو أزمة أو إشادة فى حياة كل من كتبت عنهم إلا وتجدها فى هذا الكتاب، ولا أدرى كيف استطاعت تجميع هذه المادة المدهشة من لغة وكلمات وحروف من ذهب. وأقول دائما إن الإبداع فى أى عمل يأتى من العشق ولذلك فقد عشقت سناء البيسى الصحافة والكتابة وقد دفعها هذا العشق لكى تسطر لنا فى هذا الكتاب وفى موضوعاتها الصحفية الأسبوعية كلمات تخرج من العشق إلى القلب مباشرة. ورغم عالم الإنترنت إلا أن مقالها الأسبوعى جعل كل القراء ينتظرون اليوم الذى يقرءون فيه صفحة بها معلومات قد تصل إلى وزن كتاب، هذا الكتاب مرجع يرصد الحياة الاجتماعية والفنية والسياسية فى مصر على مدى عصور مختلفة وهو أيضا كتاب توثيق لعالم الموسيقى والأصوات والأشعار فى مصر خلال القرنين الـ١٩ و٢٠.

فقد قدمت لنا ١٠ ملحنين و١٥ مطربا من عبده الحامولى مرورا بالعندليب وفريد الأطرش ونجاة وصولًا بشكوكو وشعبان عبدالرحيم. وهذا التوثيق وصل إلى دقة متناهية، هذا بالإضافة إلى معلومات جديدة نعرفها لأول مرة عن مؤلفى الأغانى الذين ذاع صيتهم فى كل مكان وغنى كلماتهم العمالقة من المطربين سواء أم كلثوم وعبدالوهاب وهؤلاء هم أحمد بك شوقى ورامى ونزار وكامل الشناوى وصلاح جاهين حتى نجم وإمام.

وقد اختارت لكل النجوم عنوانا جديدا مثيرا مثل «عبدالوهاب: النهر الخالد، ليلى مراد: الكروان، نجاة: مطرحك فى القلب، منيرة المهدية: الغندورة، وأخيرا أم كلثوم: كم أناديك. وقد استطاعت سناء البيسى أن تخلط أو تضفر السياسة بالأدب بالفن بالعلاقات الإنسانية والشغف الإنسانى وجنون الموهبة.. سناء البيسى فى هذا الكتاب عبارة عن جواهرجى يضع الكلمات بروحه ويلتقط الأحجار الكريمة ويضعها فى عنق هؤلاء العمالقة بأنامله وقلبه.

ووصفت شعبان عبدالرحيم بالمزاج الشعبى وروحه الطيبة ووجدت أنه ذكى جدا حيث يعرف الوضع السياسى ويغنى له وخاصة عندما أشهرته أغنية «أنا بكره إسرائيل». سناء البيسى تتلمذت على عمالقة الصحافة، مصطفى وعلى أمين، وعاشت فى مدرسة هيكل وتزوجت العبقرى منير كنعان، رائد من رواد الفنون التشكيلية. أبدعت وهى رئيسة تحرير مجلة نصف الدنيا، وأعتقد أنها المجلة الوحيدة التى كانت أعدادها تنفد من السوق وعملت موضوعات جبارة عن النجوم من فاتن حمامة وليلى مراد حتى دخلت أيضا فى عالم الفراعنة وأفردت موضوعا رائعا عن الملك الذهبى توت عنخ آمون، ومن الخبطات الصحفية التى ما زلنا نذكرها هى تجميع نجيب محفوظ وأحمد زويل، حاملى نوبل، على ضفاف النيل فى حوار صحفى جميل ومثير نشر فى مجلة نصف الدنيا.

وقد اتصلت بالصديقة الكاتبة زينب عبدالرازق، رئيس تحرير مجلة الديوان، لكى أعرف رأيها فى الكاتبة سناء البيسى وخاصة أنها تتلمذت على يديها وعملت صحفية فى مجلة نصف الدنيا، وقد لخصت لى سناء البيسى بكلمتين: طيبة جدا- وحازمة جدا. فكانت تأتى للمجلة الساعة التاسعة صباحا وبالتالى كان المحررون يحضرون فى الميعاد أو قبلها ولذلك استطاعت المجلة أن توزع ١٦٠ ألف نسخة، وذلك بفضل عشق سناء البيسى للمجلة ولعملها.

سناء البيسى أيضا معروفة بين الكل أنها تمتاز بالدقة والحزم فى نفس الوقت- تعلن لكل من يعمل معها أن من شروط النجاح: ممنوع الغلط، ورغم الحزم والدقة إلا أنها كانت فى منتهى الإنسانية فى نفس الوقت. كانت فى المجلة رايحة جاية شايلة الورق فى إيديها، كل عدد صدر عن نصف الدنيا كان عبارة عن تحدٍّ لأنها تريد أن تصل فى كل عدد إلى الكمال. مشوار وصل إلى أكثر من ٦٠ عاما وأعتقد أن جائزة النيل يمكن أن تتشرف بها، وأقول إن سناء البيسى دخلت قلوب كل المصريين من خلال الحب والعشق الذى أعطته لعملها؛ وبذلك رفعتها الكلمة والصحافة لتطول السحاب وتتربع على كرسى صاحبة الجلالة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«دندنة» سناء البيسي «دندنة» سناء البيسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon