بقلم : زاهي حواس
عندما كتبت المقالين الأول والثانى عن بعض عظماء مصر من الرجال والسيدات، وجدت أننى سوف أكون ظالمًا لو اقتصرت على هذه الاختيارات؛ لأن هناك العديد من نجوم المجتمع الذين خدموا مصر بكل حب وتفانٍ، ولم يطلبوا مقابلاً لخدمة الوطن. وقد قلت من قبل لماذا نكتب عن الشخص بعد وفاته، ويجب أن يكرم الإنسان فى حياته؛ ليعرف أن مجتمعه يحبه ويرحب به، ويتمنى أن يعيش بيننا لنسعد بما يقدمه؛ لذا سوف أغير معنى الرثاء إلى تكريم الأحياء. وقد قلت من قبل إننى عرفت العديد من نجوم المجتمع والصحافة والفن، وللأسف لم أكتب عنهم إلا بعد وفاتهم؛ ولذلك جاءت لى فكرة تكريم من يعيش بيننا. وأعتقد أن أسماء هؤلاء النجوم سوف تُكتب بأحرف ذهبية سواء فى كتب عنهم أو مقالات صحفية، وعندما نقابلهم نفرح بهم ونطلب أن نتصور معهم. وقد وجدت أننى لن أكتب فقط عمن أعرفهم من النجوم، ولكن عن كل الأشخاص الذين قدموا الكثير لهذا البلد العظيم، ونحن جميعًا ندين بالشهرة والحب والستر إلى الله سبحانه وتعالى وإلى الوطن الطيب الذى نشأنا فيه. وهو من أعظم بلاد الدنيا، ولا يوجد مكان يستطيع أن يقدم لنا الخير والحب إلا مصر الحبيبة.
■ عدلى منصور
عرفنا معدن هذا الرجل من خلال خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المولد النبوى الشريف، عندما قال إنه تحايل على المستشار عدلى منصور كى يرشح نفسه بعد العام الذى قضاه كرئيس مؤقت للبلاد، لكنه رفض. وهذا يشير إلى أن خدمة هذا البلد العظيم ليست سهلة، وأنها تكليف وتفانٍ. وقد كان رئيسًا للمحكمة الدستورية العليا. وأدى مرسى اليمين أمامه. وبعد ذلك قبل أن يتولى رئاسة مصر مؤقتًا لمدة عام. وقد أعطى قيمة كبيرة للمنصب، وأضاف للمنصب الوقار والهدوء. وقد استطاع خلال العام أن يعيد الحق إلى جامعة النيل؛ ولذلك فقد حصل على حب وشكر كل المصريين.
■ لميس جابر
تمتاز هذه السيدة بالشجاعة والرأى القوى الواضح. وما تزال طائرًا مغردًا خارج سرب النفاق. وعندما تجلس إليها تحس أنها سيدة وديعة جدًا وتتحدث بأدب شديد، ولكن عندما تكتب تحس أن كل كلمة منها تخرج مثل الرصاص الذى يدخل قلوبنا بسعادة. عاشت أول وآخر قصة حب مع صديقى الفنان يحيى الفخرانى. وقضيا معنا أجمل سنوات طب عين شمس. وتعتبر من أهم كتاب الدراما التاريخية. وقد أنصفت الملك فاروق الذى تنازل عن العرش بإرادته ولم يُخلع كما قالوا لنا. وجعلتنا نحب هذا الرجل. وكانت تتمنى أن تقدم شخصية محمد على باشا. وقد اغتالوا الملك فاروق فى حياته وشخصيته، لكن لميس جابر أنصفته. ووقفت ضد تجاوزات 2011. ووقفت مع ثورة 30 يونيو ضد الإخوان. وتتحدث عن الرئيس السيسى بحب واحترام وتشيد بإنجازات الرئيس التى أنارت حياتنا. لميس جابر لا تخاف من أحد. وهى الطفلة التى لم تضع مكياجًا على وجهها.
■ شريف إسماعيل
تخصص فى علم البترول. ولم أقابله إلا مرة واحدة وهو مستشار الرئيس للمشروعات القومية. وقد استدعانى لمعرفة رأيى فى أحد المشروعات الأثرية. ويعتقد البعض أنه فى بداية حياته حدث تعتيم على نبوغه فى مجال البترول؛ لأنه كفاءة نادرة فى هذا المجال. وتم اختياره وزيرًا للبترول. وقام بتشجيع المشروعات العالمية للحفر فى البحر المتوسط وحدثت اكتشافات عالمية. واختاره الرئيس السيسى رئيسًا للحكومة. وبلا شك فقد راقبه وهو وزير للدفاع وعرف أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة من تاريخ مصر. وقدمت حكومته العديد من الإنجازات، أهمها علاج فيروس سى والصرف الصحى ومنازل للفقراء وارتفاع الاستثمار ومكافحة الفساد. رجل منظم جدًا. هادئ الطباع. ويعمل فى صمت. ولا يعلق على أعماله. ويعطى الرجال حوله الثقة والحب؛ لذلك أحاطوه بالحب والعرفان. مغرم بالحضارة الفرعونية. وقد أرسلت له بعضًا من مؤلفاتى. وهو حريص على أن تبتعد عائلته عن وسائل الإعلام. رجل محترم.
■ عباس الطرابيلى
شيخ الصحافة. ومن الكتاب القلائل الذين يكتبون فى العديد من الموضوعات، خاصة التاريخ وفنون الطهى. عمل مع ملوك الصحافة من على أمين ومصطفى أمين وشردى وغيرهم. واستطاع وهو رئيس تحرير جريدة الوفد أن يثير العديد من الموضوعات الصحفية المهمة. ورغم جرأته فى الكتابة ودخوله مرات عديدة عش الدبابير، فإن الجميع يحترمه ويقدره ككاتب. وهو شخص يقف دائمًا بجوار أصدقائه فى محنهم. ويعشق صاحبة الجلالة منذ أن حصل على ليسانس الحقوق عام 1959. ويعتبر من المتخصصين فى الاقتصاد والبترول. دمياطى أصيل ويقول: «لا أعترف بدمياطى لا يعرف معنى الشِر والشَبار». وهما نوعان من السمك الصغير. يعشق الصيادية و«مَرت» البط. وشجعنى على أن أكتب بالعربية كتابًا عن الفرعون الذهبى الملك توت عنخ آمون وأهديته له. يحرص الكل على متابعة عموده اليومى. وأعشق لجهته الدمياطية. وقال: «هيكل لم يترك مدرسة، بل ترك تلاميذ يدخنون السيجار».
■ محمد فتحى البرادعى
نابغ فى تخصصه الهندسى والمعمارى؛ لذلك عندما تولى محافظة دمياط كان من المحافظين القلائل الذين حصلوا على حب الدمايطة. وقد بدأ فى العديد من المشروعات المهمة والتى كانت ذات أثر فى رفع مستوى المواطن الدمياطى. حافظ على كوبرى دمياط الأثرى وجعله تحفة معمارية تزار لولا يد العبث التى طالته بعد 2011. واستطاع أن يبنى فندقًا فى منطقة اللسان، وعارضه البعض، ولكن بعد إقامته، أصبح فندقًا عالميًا فى أروع بقعة على أرض مصر. تولى وزارة الإسكان فى فترة صعبة من تاريخ مصر. وبعد ذلك رفض العودة. وعُرضت عليه مناصب عدة. استطاع أن يجعل الآثار ترمم جامع عمرو بن العاص، الذى هو من أقدم مساجد مصر، وجامع الحديدى بفارسكور. وأقام احتفالات فى دمياط وفارسكور احتفالاً بهذه الإنجازات. وهو من الرجال الذين يمتازون بالأخلاق العظيمة والاحترام؛ ولذلك نقدم له وسام الاحترام.
■ فتحى سرور
سوف يسجل التاريخ أن هذا الرجل يعد من أهم من تولوا رئاسة مجلس الشعب لمدة 21 عامًا منذ عام 1991. واستطاع أن يقود المجلس بما فيه من معارضة قوية ورجال أقوياء بقيادته وأسلوبه الذى يمتاز بالكلمات الرنانة واللغة الفصحى مما جعل الكل يحبه ويحترمه. وفى عهده استطعنا بصعوبة أن نمرر قانون الآثار الجديدة. عرفته وهو وزير التعليم العالى. وقد اتهم ظلمًا بموقعة الجمل وغيرها. وقال: «دخلت السجن ظلما، فقررت الدفاع عن المظلومين». وقد عاد إلى حلبة المحاماة؛ لأنه يعتبر من أهم الذين درسوا القانون الجنائى. يدرس القضايا جيدًا ويعرف الطريق إلى براءة المظلومين. استغل فترة الظلم وألف العديد من الكتب القانونية المهمة. رجل محترم دمث الخلق وذو ذكاء حاد وسرعة بديهة وذاكرة حديدية