توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهواة: توت عنخ آمون ليس مصريًا.. العلماء: توت مصرى مائة بالمائة

  مصر اليوم -

الهواة توت عنخ آمون ليس مصريًا العلماء توت مصرى مائة بالمائة

بقلم : زاهي حواس

لا أعرف أى مصدر يمكن أن يعتمد عليه أى إنسان كى يقول ويكتب إن كيا عبرانية، وإن ذلك قد يثبت أن توت عنخ آمون عبرانى!!!. وقد صدر هذا الكلام عن شخص يقيم بعيدًا عن أرض الوطن، وقد قام العديد من المغرضين من الأجانب بكتابة العديد من كتبه التى تشير إلى أن فراعنة الأسرة الثامنة عشرة من العبرانيين مثل تحتمس الثالث وإخناتون، وأن توت عنخ آمون هو السيد المسيح. وقد تلقى هذا الشخص دروسًا قاسية من العلماء المصريين؛ لذلك لا أذكر اسمه، وأتركه يتحدث ويهاجم دون علم أو دليل، وهو يستغل كل فرصة لنشر سمومه وشره ضد الحضارة المصرية العظيمة.

وللأسف الشديد، فإن البعض هنا فى مصر يسير وراء ذلك الشخص المغرض؛ ولذا قررت عدم كتابة اسم أى أحد من هؤلاء فى مقالى، غير أنى وجدت ضرورة أن يعرف الجمهور والمثقفون حقيقة الدراسات التى نشرها العلماء المصريون المختصون فى الحامض النووى. ويعرف الجميع أن لى أكثر من مقال علمى وخمسة عشر كتابًا عن توت عنخ آمون، ولى كتاب عن «فحص الفراعنة بالأشعة المقطعية» بالمشاركة مع د. سحر سليم، التى تعتبر من أهم المصريين المتخصصين فى المجال، ونشرنا معًا عددًا كبيرًا من المقالات العلمية فى الموضوع.

وهناك آفة شهيرة بين معظم المصريين، وهى أنهم صاروا علماء فى كل شىء، ويفتون فى كل الموضوعات، ويجب أن نترك العلم لأهله بدلاً من الإفتاء فى الآثار؛ لأن عالم الآثار هو الذى يبحث ويكتب؛ ولذلك فإن العلم ليس بالكلام فى الصحف أو الظهور بالتليفزيون، ولكن العلم بما أنجزت وكتبت من مقالات وكتب علمية. وشخصيًا، سوف أغلق هذا الموضوع تمامًا بعد هذا المقال كى أثبت للجميع أننا لم نكتب أن كيا عبرانية. وقد أشرنا فى المقال السابق إلى الدراسات التى قام بها العلماء تحت إشراف د. يحيى جاد، ومعه د. سمية إسماعيل.. وثبت أن والدة توت عنخ آمون هى ابنة الملك أمنحتب الثالث والملكة تى. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن كيا ليس لها صلة بتوت عنخ آمون.

وقد اتصلت بالدكتور يحيى جاد، وطلبت منه أن يرسل لى ملخصًا بكل الأبحاث التى قام بها واعترف بها العالم كله. وهذا هو نص حديثه:

«المقالة العلمية التى نُشرت فى 2010 والمعنية بدراسة الأسرة الملكية المصرية الثامنة عشرة بُنيت على دراسة لمومياوات لأشخاص محددى الهوية بناءً على الكشوف الأثرية والمعلومات التاريخية وهم يويا وتويا، الزوجان النبيلان (ووالدا الملكة تى كمعلومة تاريخية مثبتة)، وتوت عنخ آمون، وأمنحتب الثالث (والد إخناتون تاريخيًا)، بالإضافة إلى عدد من المومياوات التى لم يتم تحديد هويتها من قبل، وإنما فُرضت نظريات كثيرة عن هويتها دون تقديم دليل علمى أثرى أو معملى يثبت ذلك.

وقد تم إجراء الدراسة عن طريق أخذ عينات دقيقة من عظام المومياوات ثم استخلاص الحامض النووى منها فى صورة نقية. وبعدها تمكن الفريق البحثى من تحليل المواقع الجينية المتعددة والخاصة بتحديد البصمة الوراثية للأشخاص. ومن المعروف أن هذه الجينات بها اختلافات تكرارية عددية تميز كل شخص عن الآخر، وتمثل فى مجموعها بصمة جينية متفردة لكل إنسان. وهذه البصمة الوراثية يتم توريثها بحيث يكون نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم؛ أى أنه يجب مطابقة نصف البصمة للشخص كاملاً مع نصف بصمة الأب، والنصف الآخر مع نصف بصمة الأم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه توجد بصمة الكروموسوم الذكرى (ص) الذى ينتقل من الأب إلى ابنه وإلى حفيده، أى أن تلك البصمة تنتقل على خط الذكور الأقارب من ناحية الآباء فقط.

وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

■ وجود تطابق فى بصمة الكروموسوم الذكرى (ص) بين 3 أشخاص هم الملك توت وأمنحتب الثالث والمومياء 55 من مقبرة وادى الملوك.

وعن طريق تحليل البصمة الوراثية والحسابات الإحصائية للنتائج، تم إثبات بنسب تتعدى 99.99% الآتى:

■ إن يويا وتويا هما والدا مومياء السيدة الكبيرة فى المقبرة 35 من وادى الملوك، والتى بناءً على المعلومات التاريخية تكون هى الملكة تى.

■ إن الملكة تى (مومياء السيدة الكبيرة فى المقبرة 35) وأمنحتب الثالث هما والدا مومياء المقبرة 55؛ إذ إن إخناتون تاريخيًا هو ابنهما؛ لذا فقد تم ترجيح أن تكون مومياء المقبرة 55 لإخناتون. وقد تضاربت الأقوال والنظريات التاريخية على تحديد هوية سمنخ كارع، وعما إذا كان شخصية حقيقية أم لا؛ لذا لم يتم نفى هذه الاحتمالية غير المرجحة فى المقالة العلمية بأن تكون المومياء فى المقبرة 55 لسمنخ كارع.

■ ثبت أن مومياء السيدة الصغيرة فى المقبرة 35 هى لابنة كاملة للملكة تى وأمنحتب الثالث، وبالتالى فهى شقيقة كاملة لمومياء المقبرة 55.

■ ثبت أن مومياء السيدة الصغيرة فى المقبرة 35 ومومياء المقبرة 55 (إخناتون) هما والدا الملك توت عنخ آمون.

■ وبناءً على تحليل البصمة الوراثية والمعلومات التاريخية المتاحة، تم تحديد علاقات نسب الملك توت بثلاثة أجيال تسبقه فى أسرته من الوالدين إلى جديه الأعليين وتم رسم شجرة عائلة الملك توت بأجيالها المتعددة، ولكن لم تُتح المعلومات التاريخية المعروفة تحديد شخصية والدة الملك توت عنخ آمون.

وتعليقًا على ما أثير مؤخرًا، لم تتم الإشارة فى الدراسة المنشورة إلى نسب 68.7% التى ذُكرت، كما لم تتم الإشارة إلى احتمالية أن تكون مومياء السيدة الصغيرة فى المقبرة 35 هى لمريت آتون، لعدم وجود دلائل تاريخية تثبت ذلك. وأيضًا لم تتم الإشارة فى الدراسة العلمية إلى انتساب أعضاء الأسرة الثامنة عشرة إلى أى مجموعات عرقية بالتحديد. وأخيرًا، مومياء نفرتيتى لم يتم تحديدها إلى الآن، والتى تعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية المنتظرة من قبل العالم كله.».

وفى النهاية، أقول إن الاختلاف فى الرأى ظاهرة صحية، غير أنى قد وجدت أن ما يُكتب فى الموضوع بعيد عن العلم والعلماء، وأن ذلك الشخص الذى يريد أن يفحص المومياوات كى يثبت أن الفراعنة عبرانيون وقد وقف أمامه كل علماء مصر، ومنهم د. أحمد قدرى، ورفض وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى أن يتم فحص مومياء يويا وتويا دون وجود علماء؛ لذا سوف نتركه وشأنه ليقول ما يقول!!!.

إن مومياء السيدة الكبيرة التى عُثر عليها فى المقبرة 35 فى وادى الملوك تخص الملكة تى، ومومياء السيدة الصغيرة تخص أم الملك توت عنخ آمون، ومومياء المقبرة 55 فى وادى الملوك هى للملك إخناتون. وهذا دليل قاطع على أنهم مصريون. وفى النهاية، فإن العلم هو الذى يبقى، ويذهب تهويل الهواة مع الريح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهواة توت عنخ آمون ليس مصريًا العلماء توت مصرى مائة بالمائة الهواة توت عنخ آمون ليس مصريًا العلماء توت مصرى مائة بالمائة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon