اللوفر والقطع الأثرية المسروقة
سمعت حديثًا للدكتورة جيهان زكى فى برنامج «ابن مصر» قالت فيه بأنها استطاعت أن تعيد خمس قطع أثرية مسروقة من مصر، كانت معروضة فى متحف اللوفر بفرنسا.
والحقيقة أن هذا الكلام ليس له أى أساس من الصحة، فلم تلعب الدكتورة جيهان أى دور فى عودة الآثار المسروقة، وأنا لا أتصور أن تدلى بهذا الكلام فى حين أن كل أبطال القصة مازالوا على قيد الحياة.
بدأت القصة الحقيقية عندما أرسل لى أحد علماء الآثار الأجانب المحترمين يخبرنى بأن متحف اللوفر قد قام بشراء خمس لوحات مسروقة من مقبرة أحد النبلاء بالبر الغربى بالأقصر، حيث سرق اللصوص هذه اللوحات قبل أن أتولى مسؤولية العمل بالمجلس الأعلى للآثار. وبلا شك فإن أمينة قسم المصريات كريستيان زيجلر قد قامت بشراء تلك اللوحات وهى على يقين بخروجها من مصر بطريقة غير شرعية. وعلى الفور قمت بإرسال خطاب إلى مسيو لوريت مدير متحف اللوفر، وقد تكون الدكتورة جيهان قامت فقط بترجمة الخطاب إلى الفرنسية. وبعد وصول الخطاب وجدت صديقى لويس مونريال أمين مؤسسة أغاخان يحضر إلى مصر ومعه مسيو لوريت، وطلب منى أن أصبر عليهم لمدة ستة أشهر كى يقوموا بإجراءات عودة الآثار، وانتظرنا أكثر من تسعة أشهور ولم تصل اللوحات. لذلك قمنا من خلال اللجنة الدائمة للآثار المصرية بإيقاف بعثة حفائر متحف اللوفر التى تعمل بسقارة تحت رئاسة زيجلر. وكان هذا الإيقاف بمثابة قنبلة اهتزت لها الصحافة العالمية، لذلك قام الرئيس الفرنسى آنذاك ساركوزى بالاتصال بالرئيس الأسبق مبارك شاكيًا له ما قمت به تجاه فرنسا. وفى صباح أحد الأيام وجدت الرئيس مبارك يتصل بى وحدثنى عن مكالمة ساركوزى فقلت له «هل عند حضرتك وقت لسماع القصة كاملة؟»، فأتاح لى الفرصة للتحدث وفى النهاية قال لى «إنت عملت الصح»، وأضاف «أنا مسافر الأسبوع القادم لفرنسا..أرسل أحد الأثريين وسوف يعود لكم باللوحات».
هذه هى القصة التى لم تقدم فيها جيهان زكى أى دور حيث كانت تعمل تحت رئاستى فى هذا الوقت.. من العيب أن يتطلع البعض إلى بطولة زائفة.
حسن حمدى
شهرته وزير دفاع الأهلى ليس فقط وهو لاعب ولكن أيضًا عندما تولى إدارة الأهلى نائبًا للكابتن صالح سليم، حيث كان هو الرئيس الفعلى للنادى فى ذلك الوقت، خاصة لأن العظيم صالح سليم كان دائم السفر للعلاج. استطاع حمدى من خلال مساندة العاملين بالنادى والجماهير له أن يصل بالنادى الأهلى سواء من الداخل أو على مستوى تحقيق البطولات، إلى أعلى المستويات، وفى نفس الوقت نجح فى إدارة منظومة الإعلانات بمؤسسة الأهرام بطريقة لم تتكرر حتى الآن، ولا يزال العاملون بالوكالة يتحدثون عن تلك الفترة الذهبية.
حسن حمدى هو الرئيس الثالث عشر للنادى الأهلى، وخلال تلك الفترة استطاع بهدوئه وثقته فى نفسه واختيار معاونيه أن يصل بالنادى الأهلى إلى القمة، فقد اختار المدرب المخضرم مانويل جوزيه وعرف كيف يختار أهم لاعبين فى مصر ويضمهم للنادى ليسعد الجماهير الأهلاوية الذين يرون أنه من أهم من تولوا مسؤولية هذا النادى العريق. قال عنه الكابتن طه إسماعيل إنه كان مدافعًا رائعًا لا يتكرر، وبعد الاعتزال أثبت براعته الإدارية الهائلة.
عمل حسن حمدى فى وكالة الإعلانات التابعة لمؤسسة الأهرام وهو يلعب الكرة عام 1977 لتحسين دخله، وكان أول مبلغ يحصل عليه من النادى ثلاثة جنيهات، بينما كان راتبه من الوكالة 300 جنيه. انضم حمدى للنادى الأهلى وهو فى عمر 12 سنة وتعلم فنون اللعبة على يد مدرب يوغوسلافى كان يدرب الفريق الأول والناشئين حيث علمه أن الموهبة لا تكفى ولا بد أن يصقلها بقواعد معينة يجب أن يتعلمها كى يكون لاعب كرة متميزا. ثم لعب حمدى مع الفريق الأول وعمره 20 سنة ولذلك استطاع أن يلعب مع جيل الأساطير مثل صالح سليم وطه إسماعيل وعادل هيكل، حيث كان يلعب بجوارهم أساسيًا وهو فى هذه السن الصغيرة، مما جعله يعشق النادى الأهلى منذ صغره ويقدم له الكثير من الإنجازات ليس فى كرة القدم فقط، ولكن من خلال إدارة النادى فى العديد من الألعاب الأخرى. وقدم لنا نموذجًا راقيًا كرئيس ناد محترم. حسن حمدى رجل هادئ الطباع برع فى كل المناصب التى تولاها وحصل على حب الجميع، ولم يدافع عن نفسه أمام الظلم الذى تعرض له وهؤلاء الذين يحاولون تحويل إنجازاته إلى العكس، ولكن فى النهاية انتصر الحق لهذا الرجل الذى نقدم له وسام الامتنان.
د. إبراهيم فوزى
من الرجال المحترمين القلائل، حمل بداخله أفكارًا عديدة لتطوير مجالى الاستثمار والصناعة، فهو رجل قليل الكلام يعمل دائمًا فى صمت. كان د. إبراهيم فوزى من أفضل من تولوا مسؤولية هيئة الاستثمار حيث كان يعمل وفق قناعته الشخصية، لذلك كان لديه من الشجاعة أن يتقدم باستقالته من المنصب. عُين د. إبراهيم فوزى وزيرًا للصناعة لكنه كان يصرح بأن الصناعة ليست من أولويات الحكومة فى تلك الفترة، وكان ينادى بأن تكون الصناعة على أجندة التنمية الاقتصادية فى المرتبة الأولى.
أما عن قصة استقالته من هيئة الاستثمار فلا زالت حديث البعض، فعندما نعود للماضى بما فيه من أمور حسنة وأخرى سيئة نتذكر قيام د. إبراهيم فوزى بالاعتراض على سياسة د. عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك فى موضوع معين لا داعى للخوض فيه، واحتجب عن وسائل الإعلام تمامًا ورفض أن يتحدث عن أى مواقف حدثت أو أن يجرح أى شخص.
أرى أن د. إبراهيم فوزى من أهم الخبراء فى مصر سواء فى مجال الصناعة أو الاستثمار، كما أعتقد أن هناك ضرورة فى أن نستعين بخبراته فى هذين المجالين لأننا فى احتياج أن نرفع هذا الوطن إلى العلا، وذلك عن طريق الاستعانة بأبناء مصر الأبرار وعلى رأسهم هذا الرجل المحترم.
د. إبراهيم فوزى يعمل أستاذًا للهندسة كما أنه عضو مجلس إدارة العديد من الشركات واللجان وعضو فى مجلس جامعة النيل ورئيس جمعية الصداقة المصرية الأمريكية. وقد قام بدور هام فى مجال التعليم والثقافة عندما كان مستشارًا ثقافيًا لمصر فى لندن. له العديد من الآراء الهامة المحترمة والتى لا زلنا نكررها الآن وخاصة عندما أعلن أن د. عاطف صدقى هو أفضل رئيس حكومة فى عهد الرئيس مبارك.
دائمًا ما يتصل بى تليفونيًا وخاصة عندما يكون لديه فكرة أو رأى يعتقد أننى يمكن أن أتولى تنفيذه. د. إبراهيم فوزى شخصية محترمة تخرج الكلمات الجميلة منه عندما يتحدث عن العديد من الشخصيات التى عمل معها، وأعتقد أن إنجازاته فى مجال الصناعة وخبراته التى وصلت إلى نحو خمسين سنة تجعلنا نقدم له وسام الامتنان ونشكره على ما قدمه لمصر العزيزة.