أهدى هذا الوسام إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهنا لن أتحدث عن الإنجازات التى تحدث فى مصر والتى نراها جميعاً، ولكن سوف أتحدث عن إنجازات الرئيس الثقافية والأثرية والتى لا يعرف عنها العالم شيئا، لأن الإعلام الخارجى قد يكون نوه عنها فقط، ولكن لابد من أن نشير إلى هذه الإنجازات لنقدم للرئيس وسام الامتنان ليس منى فقط بل من كل أفراد الشعب المصرى. فقد شاهدنا الرئيس يذهب إلى سوهاج ويفتتح المتحف القومى، وكان ذلك إشارة من الرئيس بالاهتمام بالثقافة من أجل أهالى الصعيد وكى يعرف العالم كله أن المتاحف ليست فى القاهرة فقط، ولكن هناك متاحف فى كل محافظات مصر تحكى ملحمة وكفاح الشعب المصرى منذ أقدم العصور وحتى نصر أكتوبر العظيم. وكذلك زيارة الرئيس لافتتاح قصر البارون والذى أصبح منارة ثقافية لسكان مصر الجديدة كما أصبح من المعالم التى تودع وترحب بالسائح الذى يزور القاهرة. وقد ذهب الرئيس إلى منطقة الهرم لكى يشجع ويتابع بنفسه المشروع الهام الذى سوف يحول الهرم من حديقة للحيوان حيث الجمال والخيول إلى متحف مفتوح يوجد به الهرم الأكبر، إحدى عجائب الدنيا السبع، والمتحف المصرى الكبير الذى اهتم به الرئيس شخصياً ويتابع بناءه باهتمام شديد، وقد كلف الحكومة هذا المتحف حتى الآن ما يقرب من مليار دولار.
وهذه برقية للعالم حيث نقول إن مصر تهتم بتراثها. والعام القادم سوف يشهد افتتاح هذا المتحف الذى يعتبر أهم مشروع ثقافى فى القرن الحادى والعشرين، حيث ستظهر روائع توت عنخ آمون ومراكب خوفو. وقد أمر الرئيس بعمل مشروع عملاق بين منطقة الأهرام والمتحف الكبير سوف يتم فيه بناء موتيلات ومحلات سياحية تجعل السائح يسير من الهرم حتى يصل إلى المتحف ويجاورهم إنجاز مهم آخر للرئيس وهو مطار سفنكس، الذى سوف يحضر إليه السائحون من كل مكان فى الدنيا لقضاء أيام جميلة بين ظلال الأهرامات والمتحف العظيم. وقد حدثت إنجازات عدة بالمتحف حتى الآن يجب أن نضيفها له لأنها إنجازات غير مسبوقة وسوف نشاهد الرئيس قريباً وهو يستقبل وفد المومياوات الملكية التى سوف تخرج من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط فى احتفال عالمى، وسوف يشاهد العالم الرئيس وهو يستقبل ملوك مصر السابقين..
سيادة الرئيس هذه الإنجازات سوف أتحدث عنها فى كل بلاد الدنيا التى أحاضر فيها عن مصر، فقد بدأت بالإعلان عن هذه الإنجازات من داخل الأكاديمية المصرية بالفنون بروما.. شكراً سيادة الرئيس.
د. عبد المنعم عمارة
يعتبر من أهم الشخصيات المصرية المثقفة والنشطة وهو أصغر شاب يحصل على منصب محافظ الإسماعيلية، وأول شخص من أبناء المحافظة يتولى هذا المنصب. وقد اختاره لهذا المنصب الرئيس أنور السادات لإيمانه بالشباب وأيضاً لأن الرئيس كان يعشق الإسماعيلية وكان يذهب لزيارة المدينة كثيراً ويعقد اجتماعات مباحثات السلام بجزيرة الفرسان. وقد تولى عبد المنعم عمارة وزارة الشباب حيث كان لديه اهتمام خاص بالشباب والرياضة، لأنه كان لاعباً بالمنتخب الوطنى لكرة اليد.
كما أضاف عمارة لمسات جميلة لتطوير مدينة الإسماعيلية واعتبرت من أنظف وأجمل وأهدأ مدن مصر، وجعل أغلب المصريين يقضون إجازاتهم بشواطئ المدينة، وأصبحت فى عهده ثالث أهم مدينة مصرية. وأعلن د. عمارة أنه سعيد لأن رؤساء مصر من الرئيس السادات وحتى الرئيس السيسى أعطوا للإسماعيلية الكثير ولكن الإسماعيلية ليست محظوظة ببعض المحافظين الذين لم يفهموا طبيعة شعب الإسماعيلية المحب للجمال وروح التسامح.
حصل د. عمارة على الليسانس من كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة عين شمس ثم حصل على الدكتوراة فى العلوم السياسية من جامعة قناة السويس. وكان من أهم أسباب نجاحه هو حبه لبلده وللمواطن الإسماعيلى ولذلك كان التفكير فى هموم المواطن هو شاغله الأول وكذلك التفكير فى قوت المواطن اليومى. وكان بابه مفتوحاً لكل المواطنين ودائماً معهم فى الشارع لحل مشاكلهم اليومية لذلك عشقوه وأصبح هو أهم مواطن إسماعيلاوى.
دعانى د. عمارة ومعى صديقى الكاتب عادل حمودة لإلقاء ندوة بالإسماعيلية وشاهدت بنفسى كيف يتسابق الكل من الشباب وبقية المواطنين لتحيته، فقد دخل عمارة قلوبهم لأنه كان يعمل من أجلهم. وهو يقوم حالياً بكتابة مقال أسبوعى فى جريدة «المصرى اليوم»، رغم أن المقال فى صفحة الرياضة إلا أنه مقال فنى ثقافى سياسى وأنا أتابعه أسبوعياً.
د. عبد المنعم عمارة من أهم إنجازاته أنه جعل مدينة الإسماعيلية تستضيف المهرجانات العالمية، وأعتقد أنه لم يحدث لمصرى أن دخل قلوب المواطنين فى أى مدينة مثل د. عبد المنعم عمارة.
د. مصطفى الغمراوى
قد لا يعرفه العامة لأنه يعيش بعيداً عن الإعلام، وهو أستاذ متخصص فى ميكانيكا التربة وفى نفس الوقت عاشق للآثار، وأهم إنجازاته العلمية تتمثل فى مجال ترميم الآثار. قابلته أول مرة فى الواحات الخارجة وكنت هناك ضمن لجنة كى نقرر هل سيتم نقل معبد هيبس من مكانه إلى الناحية الشمالية لتفادى تخلخل التربة أم سيظل فى مكانه وتتم معالجة التربة وترميم المعبد. وقد انتصر الحل الأول وتم البدء فعلاً فى تنفيذ نقل المعبد، وهذا الحل كان من رأى د. الرملى الذى كان يعمل معه د. الغمراوى. وهناك فى الواحات جلست مع هذا الرجل ووجدت أنه رجل محترم وعالم متخصص يعتمد على العلم، خاصة لأن دراسته الخارجية فى هذا المجال جعتله من أهم أساتذة ميكانيكا التربة. وقد سألته عن سبب موافقته على الحل الذى ينص على نقل المعبد وقد وجدت أنه فعلاً يعمل مع د. الرملى ولكنه علمياً كان ضد عملية نقل المعبد رغم البدء فى عملية نقله وتم تدمير العديد من عناصره المعمارية.
بدأ د. مصطفى يشرح لى كيفية الحفاظ على المعبد وأن يتم ترميم التربة وتدعيمها ثم يتم عمل برنامج لترميم المعبد فى مكانه. حينها أوقفنا أعمال نقل المعبد وبدأ العمل فى إعادة ما نقل، ونجحنا فى الحفاظ على المعبد وتم افتتاحه بعد أن تركت العمل الأثرى، ولكن كل أعمال الترميم وتهيئة الموقع تمت تحت إشرافى ومعى د. الغمراوى. فعندما عينت أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار كنت أعتمد على آرائه العلمية ولذلك أصدرت قراراً بأن يكون د. الغمراوى عضواً باللجنة الدائمة للآثار المصرية التى تقوم بدراسة كل المشاريع العلمية الخارجية. ولذلك كان له دور فعال فى الحفاظ على كثير من المواقع الأثرية، وأصبح عاشقاً للآثار وكل أعماله العلمية متعلقة بالآثار. وعندما افتتحنا مدرسة المتحف المصرى كان أول الدارسين بهذه المدرسة ودرس العام الأول ثم الثانى وأصبح مهندساً متخصصاً فى الآثار. وقد كان لدراسته أهمية كبيرة بالنسبة للمشروعات التى أشرف عليها، خاصة مشروع ترميم الهرم المدرج والذى أعده الدكتور المهندس حسن فهمى، وكان للدكتور الغمراوى آراء هامة جداً طوال أربعة عشر عاماً فى ترميم أهم وأقدم هرم فى مصر.
د. مصطفى الغمراوى رجل محترم متواضع جداً يعشق بلده وآثارها واستطاع أن يصبح من أهم المهندسين الذين تركوا بصمة مهمة جداً فى ترميم الآثار المصرية.