بقلم : زاهي حواس
مسلسل كفاح طيبة
اتصل بى الكاتب الكبير طارق الشناوي وعدد من الصحفيين يتساءلون عن أحداث المسلسل والبعض يعترض على عيون عمرو يوسف الخضراء وكيف يقوم بدور أحمس، بالإضافة إلى كون أحمس قد أحب ابنة ملك الهكسوس وهذا لم يحدث فى الحقيقة. قلت إن نجيب محفوظ كتب قصة أحداثها من وحى خياله ولم يكتب مؤلفا علميا، لذلك أرى من حق الكاتب أن يتخيل ويتصور أحداثاً من الخيال، ولكن حينها يجب أن ينوه فى مقدمة المسلسل أنه «عمل من خيال ورؤية المؤلف وليس له صلة بالأحداث التاريخية الحقيقية»، وهذا ما كنت أطلبه من الرقابة عندما كانوا يرسلون لى أى فيلم من هوليوود مثل فيلم المومياء أو ستارجيت وغيرهما. لا يمكن لأى كاتب دراما أن يقص علينا عملاً تكون كل أحداثه حقيقية، لأن التاريخ أغلب حكاياته عن الدين والعالم الآخر، فى حين لدينا قصص قليلة عن حياة المصرى القديم اليومية. وهنا أود أن أشير إلى نقطة مهمة، وهو أن زوجة الملك خوفو كانت ذات عيون خضراء رغم أن البعض يعتقد أنها ليبية الأصل. لذلك أرجو أن نشجع السينما المصرية والتليفزيون المصرى على تصوير مسلسلات فرعونية ولا نعترض على القصة لأنها من وحى خيال الكاتب. ولكن المصيبة التى تحدث فى المسلسل هو أن شكل الملابس والديكورات لا تمت للفراعنة بأى صلة. ورغم أننى أشجع الدراما لكن لابد أن ترتبط بشكل الملابس الحقيقية من حيث أزياء الملوك والجنود وحتى المصرى القديم العادى، كذلك شكل المعارك والأسلحة، فلدينا فى المتحف المصرى أكثر من خمسة أنواع من الأسلحة التى كان يستخدمها الهكسوس. وقد اتصل بى المخرج الأمريكى العالمى ستيفن سبيلبرج عندما كان يستعد لإخراج فيلم الكارتون «أمير مصر» فطلبت منه أن يقوم كل الرسامين والمنفذين بزيارة مصر لكى يعرفوا شكل وتفاصيل المصريين القدماء. وأنا لا أعرف سبباً واحداً يمنع مخرج مسلسل كفاح طيبة أو أحمس لكى يظهر الملابس والديكورات بشكل محترف ويحاكى الواقع الفرعونى. لدينا فى مصر العديد من الفنانين الذين درسوا كل ما يخص حياة الفراعنة من ملابس ومجوهرات وحلى، ومنهم د. محمود مبروك، الذى شارك العبقرى شادى عبد السلام فى التحضير لفيلم إخناتون، وكذلك الفنان المسرحى وليد عونى الذى أخرج أوبريت إخناتون والذى تم عرضه بدار الأوبرا.
ومازلت أكرر: الملابس التى يرتديها المشاركون فى مسلسل كفاح طيبة قبيحة!
زياد بهاء الدين
عندما تسمع هذا الاسم يتبادر إلى ذهنك على الفور هذا الرجل المعارض المستنير، حيث إنه يعارض ليقدم أفكاراً تعود بالفائدة على البلد، خاصة عندما تقرأ له مقالاً تجده خاليًا من التجريح وتشعر بأن هذا الرأى الجديد أو المعارض هو لشخص له نية سليمة وواضحة.
زياد بهاء الدين عقلية اقتصادية وسياسية لا تحتاج إلى تعريف، فكان مسؤولاً عن هيئة الاستثمار وأعطى للهيئة الكثير من الإنجازات، كما عمل أيضاً نائباً لرئيس الوزراء د. حازم الببلاوى. هو ابن الكاتب الراحل العظيم أحمد بهاء الدين، وقد ورث عن أبيه سمعته الذهبية وعمل على الحفاظ على تلك السمعة، وكان عليه أن يكون دقيقاً فى حياته وتصرفاته ويزيدها بالثقافة والعلم والإقدام. كما وضع والدته فى المقام الأول بحياته بعد رحيل والده وقام برعايتها أفضل رعاية.
من أهم أعماله هو إنشاء جمعية خيرية فى أسيوط مسقط رأسه وأطلق عليها اسم والده الراحل العظيم وهذه الجمعية تهتم برعاية الفقراء والطلاب وصحة المواطنين. كما يعمل زياد فى مجال المحاماة، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة دولية فى هذا المجال، ونظراً لخلفيته الاقتصادية والقانونية تم اختياره ليكون رئيس مجلس إدارة أحد البنوك الإيطالية وهو بنك سان بولو والذى اشترى بنك الإسكندرية. وأعتقد أن من أهم المناصب التى برع فيها وقدم خلالها عدة خدمات جليلة للدولة عندما اختير وزيراً للتعاون الدولى، بالإضافة إلى دوره عندما كان نائباً فى البرلمان. له العديد من المقالات المهمة، منها تعليقه على قانون الجمعيات الجديد ورأيه فى أن الرياضة تحتاج إلى إدارة مختلفة وعن الفقراء والمهددين به والمساواة لا يحميها سوى القانون. وقد سمعت مؤخراً حديثه مع الإعلامى المميز عمرو أديب عن تأثير فيروس كورونا على الوضع الاقتصادى فى مصر. وقد أشاد بما تقوم به الدولة من حماية الأفراد وأشار إلى ضرورة مناقشة الأزمة من الناحية الاقتصادية، كما يرى أن مصر تهتم بمكافحة المرض على مستوى كبير. زياد بهاء الدين رجل محترم ويستحق منا وسام الامتنان.
صلاح منتصر
كاتب محترم وظّف قلمه لخدمة الوطن، ولم يحدث أن هاجم أى شخص أو جرح أى إنسان، وعندما كان يريد أن يكتب فى قضية ما، دائماً ما يختار الكلمات الطيبة السهلة ويكون السبب فى ذلك هو شخصيته الطيبة المحبة للناس، فلم يحدث أن خاصم منتصر أى شخص فهو محب للجميع. وكنت أتحدث مع صديق لى عن صلاح منتصر وكان رأى هذا الصديق هو أنه لم يدخل فى معارك قوية من خلال عموده اليومى والذى ينشر فى جريدة الأهرام، فقلت له إن ذلك ليس خوفاً منه ولكن هذه هى شخصية صلاح منتصر، فهو شخص دمعته قريبة وخاصة إذا ما تعرض صديق له لأزمة أو فقد عزيزاً لديه. وقد لمست ذلك من خلال حزنه على ابن أخيه المرحوم إسماعيل منتصر والذى كان يعتبره صلاح ابنًا له. أعتقد أن صلاح منتصر كاتب عمود من الطراز الأول أى أنه يمثل الصدارة وليس هذا تصريحا منى، ولكن ذلك هو رأى القراء الذين يتابعون عموده اليومى باعتباره قائما على دراسة وليس مجرد كتابة، كما أنه إذا أخطأ تجده يعتذر وهذه ثقافة ليست موجودة لدى بعض الكتاب. منتصر من الأشخاص الذين يختارون أصدقاءهم بصعوبة ويدققون فى معارفهم. وقد تصادف أن تلفظ منتصر بلفظ خارج وهو يتحدث مع شخص صفيق، لكنه لايزال حتى اليوم يعتذر عن هذا اللفظ والذى مر عليه أكثر من 15 عاماً. من أهم معاركه التى خاضها ونجح فيها معركة محاربة التلوث والتدخين. وقد سافرت معه للخارج كثيرًا، ولكن أهم رحلتين معه كانتا رحلة افتتاح معرض آثار توت عنخ آمون فى لوس أنجلوس وكانت صحبته لطيفة ومفيدة، حيث تعلمت منه الكثير، والرحلة الثانية كانت رحلة الحج وكانت رحلة روحانية جميلة لن أنساها، وقد تصادف أن جاء الضابط المسؤول فى مِنى وقال لى إن المصريين يريدون أن يقيموا لك حفل ترحيب، وعندما سألته عن السبب قال لأنك أشهرت إسلامك!!
صلاح منتصر محاور جيد وسبب ذلك هو أنه يعد نفسه للحوار وتجهيز الأسئلة ومناقشة الموضوعات وخاصة فيما يطرح على مائدة تجمع الفرسان والذى شارك فى تأسيسه. أتمنى له من كل قلبى الصحة والعافية ليعطينا الدفء والحنان.