توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حول النشاط الأثري في السعودية

  مصر اليوم -

حول النشاط الأثري في السعودية

بقلم: دكتور زاهي حواس

بدأ النشاط الأثري لبعثات التنقيب الأجنبية في المملكة العربية السعودية في منتصف القرن الميلادي الماضي. وإن كانت هناك عدة محاولات سبقتها في صورة أعمال وصفية لرحالة ومستشرقين لا ترقى إلى أعمال البحث الأثري لكونها قد اقتصرت على وصف الأطلال والآثار القائمة فوق الأرض. ومن المهم أن نعرف أن كتابات المستشرقين والرحالة الأوائل كانت من أهم أسباب لفت الأنظار إلى آثار شبه الجزيرة العربية، وأن هناك تراثاً عريقاً مدفوناً أسفل رمال تلك الصحاري المترامية في انتظار أن يتم الكشف عنه. وكان من أشهر المستشرقين الأجانب، بل وأهمهم وهو أول أجنبي يقوم بقطع صحراء الربع الخالي من الشرق إلى الغرب، هو المستشرق جون فيلبي أو المعروف بالشيخ عبد الله فيلبي، بعد أن أشهر إسلامه، وقد كان له دور سياسي وثقافي مهم في شبه الجزيرة العربية.
كانت بعثة الآثار الرسمية الأولى في السعودية هي البعثة البلجيكية التي قامت بالكشف عن عدد من المواقع الأثرية في جنوب المملكة وغربها بين عامي 1951 و1952. وقد أخرجت لنا أول أعمال الكشف والتسجيل الأثري وتصوير العديد من مواقع الفن الصخري بالمملكة. وقد تبعتها بعثة الآثار الدنماركية تحت إشراف الجيولوجي جفري بيبي، وقد امتدت أعمال المسح الأثري لتشمل مناطق شاسعة في المملكة العربية السعودية امتدت من تاج في المنطقة الشرقية إلى قرية الفاو بوادي الدواسر في المنطقة الوسطى.
وخلال الأعوام من 1962 حتى 1967م، قامت البعثة الكندية التابعة لجامعة تورنتو برئاسة فريدريك وينست بأعمال التنقيب والمسح الأثري في شمال المملكة العربية السعودية، وذلك بغرض القيام بأعمال التسجيل للشواهد الأثرية السطحية من فخار وأحجار منقوشة وكتابات تاريخية وغيرها. وقد تلتها البعثة الإنجليزية من معهد الآثار بجامعة لندن التي قامت هي الأخرى بأعمال مسح أثري مهم في شمال غرب المملكة.
ورغم قلة عدد البعثات الأجنبية في ذلك الوقت، فإنها كانت الأساس الذي بنيت عليه أعمال التنقيب والمسح الأثري بعد ذلك. ولا يمكن إهمال دور العلماء والباحثين السعوديين الأوائل، فرغم قلة أعدادهم فإنهم استطاعوا إرساء اللبنات الأولى للحفاظ على التراث الأثري السعودي ولفت الأنظار إلى أهميته وأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة وتنشئة جيل من الباحثين السعوديين قادر على منافسة العلماء الأجانب في مجال التنقيب والمسح الأثري والنشر العلمي لمخرجات العمل الأثري.
ويعد الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري من أوائل علماء الآثار والمؤرخين السعوديين، وأسهم في تطوير الدراسات الأثرية في جامعة الملك سعود، وإنشاء كلية التاريخ والآثار بالجامعة التي حملت عبء تشجيع الطلبة على الدراسات التاريخية والأثرية من خلال الرحلات الميدانية والمحاضرات. وتعد حفائر الدكتور الأنصاري في الفاو من أهم أعمال التنقيب الأثري التي أسهمت في التعريف بأهمية الدراسات الأثرية في الجزيرة العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول النشاط الأثري في السعودية حول النشاط الأثري في السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon