بقلم : زاهي حواس
■ الزم البيت
هذا هو النداء المطلوب من الكل، سواء أكان غنيًا أم فقيرًا. لم أحصل على إجازة فى حياتى، ولكنى أُجبرت مثل بقية الناس على أن أجلس فى المنزل منذ أسبوعين. ولقد بدأت فى قراءة رواية «أولاد حارتنا» للروائى الكبير نجيب محفوظ. ولم أستطع أن أكمل القراءة، لأن تفكيرى كان مركزًا فى هذا الشيطان الذى لا نراه. ولكنى خلال هذا الأسبوع شاهدت بعض الأفلام، كان أهمها الفيلم العربى «خرج ولم يعد» للمخرج المميز الراحل محمد خان. وشاهدته لأول مرة، وهو من الأفلام العظيمة لصديقى المبدع يحيى الفخرانى، الذى حصل على العديد من الجوائز عن هذا الفيلم، ومنها جائزة عالمية. وقد أدت ليلى علوى أروع أدوار الفلاحة وهى تحلب الجاموسة وتتحدث ببساطة وبلهجة فلاحة. وأعتقد أن هذا الفيلم جعل مخرجى السينما يلهثون وراء النجم يحيى الفخرانى والفنانة الدافئة الجميلة ليلى علوى.
وبدأت أعمل فى الأسبوع الثانى، وأكتب مقالاتى لصحف الشرق الأوسط والأخبار والمصرى اليوم. وأكتب الآن قصة حياتى الأثرية، وأتابع حفائرى الأثرية فى وادى الملوك ومنطقة آثار سقارة. وهناك اكتشافات سوف نعلن عنها بعد أن تعود الحياة إلى طبيعتها بإذن الله.
وهنا أصفق لهذا الرجل العظيم الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة المصرية على هذا الأداء العظيم، والذى صفق له أيضًا العالم كله، فقد قاد السيد الرئيس سيمفونية رائعة لحماية كل المصريين من هذا العدو غير المرئى: فيروس كورونا.
■ المرحوم منصور الجمال:
فقدنا الأسبوع الماضى صديقًا من أعز الأصدقاء المرحوم د. منصور الجمال. وقد حزن القلب ودمعت العين على فقد هذا الرجل المحترم الذى أحبه كل الناس، فقد كان ودودًا لكل أصدقائه، وقد أحبه كل من تعامل معه لأخلاقه ونبله. وقد عرفت هذا الخبر من خبير البنوك صديقى محمود عطا الله. وقد كان المرحوم عضوًا فى جمعية نطلق عليها «الفرسان»، وهم مجموعة منتقاة من كل التخصصات تعمل من أجل مصر. وكان المرحوم نائبًا لرئيس «الفرسان». وكان محبوبًا ومعشوقًا من كل فارس من الفرسان. ونزلت دموعهم حزنًا على فراق الرجل الذى لم يفعل غير الخير لكل الناس.
وقد اتصل بى صديقى العزيز، عميد سفراء مصر، السفير عبد الرؤوف الريدى، الدمياطى الأصيل، وقد أرسل لى موضوعًا عن أصل عائلة الجمال التى يعود أصلها إلى مصطفى بك الجمال، الجد الأكبر للفارس منصور وأخيه محمود، وذلك فى بداية الحرب العالمية الثانية، وشيد بيتًا على الشاطئ بعزبة البرج المقابل لمصيف رأس البر الجميل. وكان مصطفى بك يلبس الملابس البيضاء ويأتى إلى مكتب الحاج السيد الريدى، والد السفير الريدى، كى يجرى مكالمة تليفونية، حيث لم يكن هناك غير تليفونين هناك فى ذلك الوقت. وكانت عائلة الجمال من أعيان دمياط، ويعملون فى منتجات الألبان. وكان مصطفى بك له والدان محمود ومنصور. وترشح محمود لعضوية مجلس النواب عن حزب الوفد. وكان السفير الريدى يخاطب الناخبين من أجله. وأكبر أولاده كان ضابطًا طيارًا، وعُين بعد ذلك سفيرًا بالخارجية. وأنجب منصور ولدًا هو «أبو بكر»، وأصبح محافظًا لدمياط. وأن الجيل الجديد، جيل منصور ومحمود، كان أولاد يحيى الجمال، أحد أبناء هذه العائلة. وعندما كان السفير الريدى مدير مكتب السفير محمود رياض أمين عام الجامعة العربية عام 1974 جاء منصور ليعمل محلقًا للأمانة، وأُرسل مندوبًا للجامعة ببروكسل. وبعد ذلك، استقال ليصير رجل أعمال بارزًا. وكما قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الفجر «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِى فِى عِبَادِى. وَادْخُلِى جَنَّتِى.» صدق الله العظيم.
اللهم ارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك.
■ رجال الأعمال والكورونا:
وصلنى العديد من الرسائل والمكالمات التليفونية تعليقًا على مقالى السابق فى جريدة «المصرى اليوم» عن رجال الأعمال والكورونا. وجاء أغلب هذه الردود إيجابية. وطالب البعض رجال الأعمال بالتبرع لمصابى الكورونا، فقلت لهم يكفى أنهم يلبون نداء السيد الرئيس بعدم الاستغناء عن أى عمالة وبعدم تخفيض رواتب العمالة. وأعتقد، بل وأؤكد مرة أخرى ومجددًا، وأرجو من قلبى أن نغير العقيدة الثابتة التى تعتبر كل رجال الأعمال فاسدين. ويجب ألا نختلف وألا نفرق بين فئات المصريين. ويجب ألا نعمم السلبيات فقط عن فئة ما من المجتمع المصرى. والمهم الآن أن نتماسك جميعًا كى نخرج من هذه الأزمة. ويجب أن نجلس فى منازلنا نفكر فى الماضى، ونتدارك الأخطاء، ويجب أن نفكر أيضًا فى المستقبل، سواء على المستوى الشخصى أو على المستوى العام. ولابد أن نعلن حبنا للآخرين ولبلدنا الحبيب مصر.