توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «10»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «10»

بقلم : زاهي حواس

يوجد فى مصر الآن أكثر من مائة مليون مواطن. وإذا نظرنا إلى المصريين، فسوف نجد أنهم هبة مصر. وقد شاهدنا مئات من العمالقة الذين أثروا حياتنا الفنية والثقافية. ولا نزال نستمتع إلى الآن بأصوات المصريين وغير المصريين أمثال كوكب الشرق أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبد المطلب وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة. ولا نزال نعيش على الأصوات وكلمات الأغانى والتلحين.

وظهر فى مصر العديد من الفلاسفة والكتّاب. وكان لكل شخصية شكل مميز. وعندما كتب صديقى الشاعر فاروق جويدة عن مقالب أنيس منصور، تذكرت أيام صالون أنيس منصور، والذى كان يقيمه المهندس إبراهيم المعلم. وكان يحضره عمالقة الفن والثقافة. وإذا كان أنيس منصور قد عزم كل مؤسسة دار المعارف على حساب فاروق جويدة، فقد تسّبب أحد مقالبه معى فى أن تركت أو فُصلت من الآثار لمدة عام. وهذه حكاية سوف أسردها فى أعداد قادمة. وكان أجمل هذه اللقاءات عندما كان يجتمع أنيس منصور وأحمد رجب. وكنا نذهب إلى العشاء. وفى طريقنا إلى المنزل، ومعى أحمد رجب، كان يقول: «مش عايز أشوف أنيس تانى!». وبعد أسبوع يتصل أحمد رجب ويقول: «هنشوف أنيس إمتى؟». وكان ينضم إلينا عمر الشريف. وكان جريئًا جدًا فى الرد على أسئلة أنيس منصور. وكنا نتفق على أن هناك أشياء قالها عمر الشريف لا يصح أن تُنشر. من هذه المقدمة، أود أن أقول بأننا لو نظرنا فى كل محافظة، سوف نجد أن هناك العديد من النجوم الذين سطعوا فى سماء مصر. فهل لنا أن نتصور لو كرمنا أحد الراحلين وحضر حفيده، أو حفيدته، وسمع عن الجد، فبلا شك فإن ذلك سوف يؤثر على حياته ويدفعه إلى التقدم وأن يصل إلى ما وصل إليه. هناك نجوم ساطعة فى مصر قد لا يعرفهم شبابنا اليوم. وهذا هو ما أحاول أو أجتهد فى تقديمه. وعندما قابلت الوزير المحترم النشيط الدكتور أشرف صبحى عرضت عليه تجربة موجودة فى العديد من دول العالم وهى أن يتم اختيار مائة وخمسين طالبًا من نوابغ الثانوية العامة بكل فروعها فى مصر، وأن يتم اختيار 15 نجمًا مصريًا فى كل المجالات. ويقيمون مع هؤلاء الطلاب لمدة خمسة أيام فى شرم الشيخ أو الغردقة أو الأقصر أو أسوان وأن يقصوا عليهم تجاربهم ولحظات الفشل والنجاح فى حياة هؤلاء المشاهير كى يتعلموا منهم ويكون لديهم آمال وأحلام قبل دخول الجامعة. وأعتقد أن وزارة الشباب والرياضة قادرة على تحقيق هذا الحلم.

د. فاروق العقدة:

من أعز أصدقائى. وقد تقابلت معه عندما ذهبت للدراسة فى جامعة بنسلفانيا الأمريكية عام 1980. وقد كان يدرس قبلى بكلية وارتن بالجامعة (Wharton School). وتعتبر أهم وأرقى كلية فى إدارة الأعمال والتجارة، ومن يتخرج منها يلتحق بأهم الوظائف فى عالم التجارة والبنوك. وكان يسكن بجوارى بشارع والنت (Walnut Street). وهى نفس الجامعة التى تخرج منها قبلنا الدكتور أحمد زويل. وكان فاروق طالبًا ملتزمًا جدًا ومحترمًا بين أساتذته وزملائه. وأنا حاليًا عضو فى مجلس أمناء نيوجيزة، وهو رئيس المجلس. ودائمًا يتحدث عن أيام الدارسة، ويشرح كيف أننا كنا نزيد من دخلنا بعمل محاضرات فى المكتبات العامة بالولاية عن مصر. وقد سلمنى راية المحاضرات. ومن خلالها تحدثت ودرست وعرفت كيف يتربع الإنسان كى يكون محاضرًا. قام فاروق بالتدريس فى نفس الجامعة. وبعد ذلك عمل فى بنك أوف نيويورك، وكان نائبًا للرئيس ومساعدًا لقسم الشرق الأوسط. واختار شريكة حياته جيهان. وكانت تدرس معنا فى ذلك الوقت. وعمل مستشارًا لمؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولى. ثم عاد لمصر عندما تم اختياره محافظًا للبنك المركزى المصرى؛ نظرًا لخبرته البنكية الواسعة. وشارك بعلم وقوة فى عملية الإصلاح الاقتصادى. حصل على العديد من الألقاب منها لقب المحافظ العربى ومحامى الشعب. وحصل على جائزة أهم شخصية عربية لعام 2005. واختارته مؤسسة اليورومنى أفضل محافظ فى الشرق الأوسط. ورشح مرتين لرئاسة الوزارة. ويعتقد البعض أنه شخصية غامضة؛ وسبب ذلك أنه لا يتحدث للصحافة عن عمله، ولا يحب الظهور فى البرامج التليفزيونية؛ ولذلك قد لا يعرفه المواطن العادى، رغم أننا يجب أن نعلن عن شخصية محترمة فذة لا تعرف الوساطة فى العمل. واستطاع أن يكون له العديد من التلاميذ. وبعد أن ترك العمل العام، قرر أن يستريح، ولكن أعماله دائمًا مشرفة. واستطاع أن يقود السفينة البنكية فى مصر إلى بر الأمان. د. فاروق العقدة شخص صريح جدًا وطيب وذكى جدًا، وصديق لأحبائه؛ لذلك نقدم له حب واحترام كل المصريين، ونعلن أنه من أحق الناس بوسام الاحترام.

عزت العلايلى:

يعتبر أمير الفنانين. وُلد فى حى باب الشعرية. وحصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية. عمل كمقدم برامج فى بداية حياته؛ لأنه كان مسؤولًا عن رعاية أخواته الأربعة بعد وفاة والده. بدايته كانت فى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» عام 1962. وبعد ذلك، ظهرت مواهبه السينمائية. واستطاع أن يقدم لنا مائة وخمسين عملًا فنيًا من أفلام ومسلسلات ومسرحيات. وقد اختار النقاد أهم مائة فيلم فى السينما المصرية ومن ضمنها عشرة أفلام كان العلايلى بطلًا لها مثل «الأرض»، و«الاختيار»، و«السقا مات»، و«على من نطلق الرصاص». وسوف تجد أن كل أفلامه لها مدلول سياسى. واستطاع أن يدخل قلوب كل المصريين. قابلته أول مرة فى حفل استقبال مهرجان السينما الذى كان يقيمه كمال الملاخ. ووقفت معه. وعرفنى بسعاد حسنى. وقد مثل معها ستة أفلام منها «غرباء»، و«الاختيار». وبعد ذلك كنا دائمًا على موعد خلال شهر رمضان، فكنا نمشى معًا قبل الإفطار. وخلال تلك الفترة، زادت صداقتنا وعرفت عنه الكثير. وهو من الفنانين القلائل الذين عاشوا حياة عائلية مستقرة. وعندما فارقته زوجته، كانت تلك أصعب لحظات حياته. لم يكن فنانًا عاديًا بل كان له دور مهم جدًا فى المجتمع. ودائمًا يعلن رأيه بصراحة. يقف مع المظلومين؛ ولذلك يكن له كل زملائه التقدير والاحترام. قدّم لنا العديد من المسلسلات أهمها «بوابة الحلوانى»، و«الجماعة». ولأن المسرح كان عشقه منذ الصغر؛ لذلك كان يبنى مسرحًا داخل شقتهم من خشب السرير بعد خروج والديه، وكان يجمع الجيران للمشاهدة. ومن أمتع مسرحياته التى شاهدتها أكثر من مرة مسرحية «أهلا يا بكوات» مع حسين فهمى. وحصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية. النجم عزت العلايلى فنان محترم. يعيش داخل قلوب المتفرجين. صوته مسرحى قوى. ونقدم له وسام الاحترام والحب من كل المصريين.

د. على الدين هلال:

رجل هادئ للغاية. يعمل دائمًا فى صمت بعيدًا عن الإعلام. حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة ماكجيل الكندية. ويعتبر واحدًا من السياسيين المحنكين وأستاذًا أكاديميًا بارزًا. نال حب تلاميذه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. ويعتبر من النجوم الساطعة بالكلية. كان يعمل بالسياسة منذ البداية فى منظمة الشباب. وكان زميل صديقى المفكر السياسى البارز الدكتور مصطفى الفقى والعديد من نجوم هذه الفترة. وقد اُختير وزيرًا للشباب عام 1999 إلى 2004. وتتلمذ على أيدى العمالقة مثل د. عبد الملك عودة ود. بطرس بطرس غالى. وقد دخل السياسة وهو طالب عندما اُختير أمينًا للجنة الطلاب والاتحاد الاشتراكى. وحضر العديد من المؤتمرات الطلابية والسياسية. وكانت مدرسة تعلم فيها رفعة النقاش وآداب الاختلاف. له عشرات الكتب والأبحاث التى نُشرت باللغة العربية والإنجليزية فى مجال تخصصه حتى استطاع أن يصبح من أهم عمداء الكلية. وبعد أحداث يناير، قرر أن يبتعد عن العمل السياسى والعودة إلى عشقه الأول العمل الأكاديمى. ورغم أنه كان أحد صناع القرار، فإن الجميع كان يحترمه ويقدره؛ لأنه لم يحاول النيل من أحد أو الحصول على مكاسب شخصية؛ لذلك يعتقد الكثيرون أنه يحتفظ فى ذاكرته بالعديد من الأسرار، ورغم ذلك لم ينشرها فى أحاديث صحفية أو فى سيرة ذاتية. يشير إلى أن ما يحدث فى مصر الآن هو تحويل مصر الهرمة إلى مصر الشابة فى ظل المشاريع وتطوير منظومة التعليم والصحة، وأن البلد تحول إلى ورشة عمل، وأن هناك مصر جديدة تُولد.

د. على الدين هلال شخص بسيط، ولطيف الحديث، لم تغيره المناصب، وظل على معدنه الأصيل لامعًا لا يصدأ أبدًا، على تعبير صديقى المفكر السياسى الكبير الدكتور مصطفى الفقى؛ لذلك نقدم له كل الود والتقدير مع وسام الاحترام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «10» وسام الامتنان «10»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon