توقيت القاهرة المحلي 03:23:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نكتة فرعونية خارجة

  مصر اليوم -

نكتة فرعونية خارجة

بقلم : زاهي حواس

وصل إلينا نص من العصر الفرعوني يشير إلى حديث بين اثنين من الموظفين في الحكومة الفرعونية. الموظف يسأل زميله الذي فُصل من العمل وطلب منه أن يخبره عن سبب الفصل، وقال الموظف الثاني: «إنني أطلقت نكتة خارجة وقد سمعها رئيسي فأمر بفصلي من الخدمة». وما زلنا نوضح أن فن الكاريكاتير في العصر الفرعوني كان سياسياً بالدرجة الأولى، وهذا يشير إلى أن المجتمع كان محكوماً من الناحية الدينية بحيث يعمل الجميع من أجل أن يصبح الملك إلهاً في العالم الآخر، لذلك فقد شاركوا في بناء الأهرامات والمعابد ولم يكن من حق الفنان أن يعبر عن نفسه أو حتى يوقع أسفل المناظر التي يرسمها، لذلك فقد كان يغلق على نفسه استوديو الرسم وينفس عن نفسه من خلال الكاريكاتير، ولذلك سوف نجد عندما أراد الفنان المصري القديم أن ينتقد بعض الأوضاع الخاطئة في المجتمع، ومنها أن أمور البلاد وشؤونها أصبح يتولاها من هو غير أمين عليها، ولذلك نرى الفنان يصور لنا قطيعاً من الإوز يقوم على رعيه ثلاث من القطط وراح أحدها يستلذ بالتهام إوزة من القطيع وآخر راح يلهو بطعام وشراب القطيع بينما القط الآخر، وهو كما يبدو كبير الرعاة، يسير بهدوء خلف الإوز ينظر له بعينين شرهتين وفم قد سال لعابه على الإوز.

وفي منظر كاريكاتيري آخر مشابه يصور القط يسير خلفه مجموعة من الإوز يرعاها وقد أمسك بإوزة يستعد لالتهامها.
ومنظر كاريكاتيري آخر يصور الفنان قطيعاً من الكباش يرعاه اثنان من الذئاب. سار أحدهما أمام القطيع والآخر يسير خلف القطيع، وقد حمل على كتفه عصا مثلما يفعل الرعاة ويعزف ألحاناً على ناي ينفخ فيه ربما كعادة الرعاة أيضاً.

وفنان آخر يبدو أنه قد حضر حفلاً موسيقياً واستمع إلى عزف الفرقة التي لم تعجبه فصور بريشته منظراً فيه حمار وأسد وهما يغنيان على أنغام يعزفها الحمار على (الحنك) والأسد على القيثارة بينما يعزف تمساح على العود وينفخ القرد في مزمار، وبهذا استطاع الفنان أن يسخر من الفرقة الموسيقية ويعبر عن نشاز أنغامها وقبح أصوات مغنييها بأن صورهم حيوانات.

وبالطريقة الرمزية ذاتها في التعبير يعبر فنان عن تغير العادات في مجتمعه فيصور حيواناً يشبه فرس النهر وقد تسلق شجرة ليسطو على عش طائر، بينما نرى صاحب العش على غير عادة الطيور يرتقي سلماً ليصل إلى عشه لكي يدافع عن نفسه بينما كان الأولى به أن يُحلق في السماء ويهوي على عدوه بكل قوته مدافعاً عن مكانه وفي الوقت ذاته كان الأجدر بالحيوان أن يبتغي منزلاً له على الأرض كطبيعة أقرانه ولا يطمع في عش طائر على شجرة، إلا أن الفنان أراد بهذه الطريقة الهزلية الطريفة التعبير عن أن المجتمع قد تخلى عن عاداته وطباعه، ولذا أصبح أفراده يفعلون ما لا يتوافق مع طبيعتهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكتة فرعونية خارجة نكتة فرعونية خارجة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 16:35 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يتخبّط في أزمة حادة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon