توقيت القاهرة المحلي 03:17:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «25»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «25»

بقلم : زاهي حواس

الدكتورة هالة زايد

سوف أقص عليكم حكاية حدثت بالفعل تثبت لنا أننا أمام وزيرة عظيمة محترمة استطاعت أن تعمل بطريقة علمية لمكافحة كوفيد 19 ذلك الفيروس اللعين، وتذهب إلى الصين فى وقت كنا نخاف فيه الخروج من منازلنا، وتسافر إلى إيطاليا وتصل هناك فجر يوم الجمعة ثم تعود فى اليوم التالى، من أجل مشروع إيطالى لبناء مستشفى فى مصر.

قابلت الدكتورة هالة زايد بالمصادفة فى مطار روما ووجدت أنها سيدة مثقفة على مستوى عال، تقرأ فى كل مجالات الثقافة والعلم كما تقرأ فى تاريخ مصر وتؤكد أن هناك ضرورة فى أن نكتب تاريخ مصر الحديث لكى يكون متاحاً أمام الشباب وأن تتم كتابة الأحداث التى مرت بها مصر دون أن يبدى الكاتب رأيه الشخصى فيها.

مرّت الوزيرة بالعديد من التجارب والصعاب أثبتت فعلاً أنها امرأة حديدية قادرة على خدمة مصر دون استعراض إعلامى أو تصفيق. ولذلك يجب أن نفخر بأن لدينا وزيرة على هذا المستوى استطاعت أن تعيد لمصر الحياة الطبيعية فنتمكن من الخروج من منازلنا ومتابعة أعمالنا ومشاهدة مباريات كرة القدم والعودة للمدارس وفتح الأسواق فى وقت أغلق فيه العالم أبوابه.

أما القصة فكانت كالتالى: كنت عائداً من زيارة أحد الأصدقاء بحى التجمع الأول ووصلنى اتصال من شخص لا أعرفه، عرّف نفسه بأنه من كفر الشيخ وهو يبكى ويصرخ قائلاً

«أمى بتموت ولا أعرف ماذا أفعل لها! إنى أستغيث بحضرتك ولا أريد سوى سرير بالعناية المركزة فى مستشفى عزل جامعة كفر الشيخ» وظل يبكى ويكرر أمى بتموت. طلبت منه أن يرسل لى كل بياناته ورقم هاتفه واسم والدته على تطبيق الواتس أب، لكنى لم أجد معى رقم السيد رئيس جامعة كفر الشيخ، فأرسلت تلك البيانات للدكتورة هالة زايد ومعها رسالة قلت فيها: معالى الوزيرة أنا لا أعرف هذا الشخص، لكنه كلمنى يستغيث بى، ولو قدمت له المساعدة «حتكسبى فيه ثواب». وبعد دقائق من تلك الرسالة، حادثنى الرجل مرة أخرى وأخبرنى بأن وزارة الصحة قامت بالاتصال به لعمل اللازم. وقد ذكرت تلك القصة للصديقة المخرجة ساندرا نشأت، فقالت لى إنها تفعل ذلك الأمر مع كل الناس.

الفنانة جيهان السادات

أعتقد أن هذا اللقب للسيدة العظيمة جيهان السادات يعتبر مفاجأة للجميع، ولكنها فعلاً فنانة تشكيلية مبدعة، فقد قامت برسم العديد من اللوحات الجميلة كما أقتنى فى مكتبى لوحة رائعة بريشتها تصور قرية مصرية على ضفاف النيل مع مجموعة من النساء على رؤوسهن قلل المياه ومجموعة أخرى يحملن مقاطف. لم أتشرف بمقابلة هذه السيدة العظيمة عندما كانت السيدة الأولى للبلاد، ولكن قابلتها ذات مرة فى مطار واشنطن عندما غطت الثلوج أرض أمريكا وأوقفت حركة الطيران. قامت السيدة جيهان بالتدريس فى أهم جامعات أمريكا واستطاعت أن تصبح من أهم المحاضرين عن المرأة والسادات والسلام، خاصة أنها تعرف كيف تختار الكلمات التى تخرج منها مثل المقطوعة الموسيقية. سافرت معها إلى مدينة رينو بولاية نيفادا الأمريكية وحضرنا مؤتمراً بالجامعة، وهناك وجدت كيف ينظر إليها الشعب الأمريكى بإعجاب شديد، فكانوا يتزاحمون للحصول على توقيعها على كتبها ليس لأنها كانت زوجة الرجل الأسطورة أنور السادات، ولكن أيضاً لأنها سيدة مصرية تتحدث عن عظمة مصر بحب جارف. عرفت السيدة جيهان أهمية الآثار المصرية عندما كانت حرم رئيس الجمهورية حيث تتلمذت على يد العلامة د. عبد المنعم أبوبكر ودرست التاريخ والآثار المصرية القديمة. وقد رافقت السيدة إيميلدا ماركوس قرينة الرئيس الفلبينى أثناء زيارتها لمقبرة نفرتارى. وبعد أن خرجت السيدة إيميلدا من المقبرة مازحتها السيدة جيهان بأن إيميلدا هى نفسها الملكة نفرتارى، وقالت لها بذكاء كيف تتركين مقبرتك بهذه الحالة، وعلى الفور تبرعت بمليون دولار لترميم المقبرة. لن أنسى عندما أقامت السيدة جيهان حفل توقيع داخل قصر المانسترلى لكتاب my hope for peace الذى نشرته الجامعة الأمريكية وترجمه السيد إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وشاهدت اندفاع الحاضرين للتصوير معها، ووجدت أنها بحق دخلت قلوب المصريين لأنها سيدة محترمة متواضعة دائماً ما تنصر المظلوم ولم تفعل أى شر تجاه أى إنسان، لذلك رُفعت إلى العلا. وكانت أقسى لحظة مرت عليها وهى ترى جماعة الإخوان يحتفلون بقاتل السادات. وعندما وجدت أن السياحة تنحسر فى مصر وقتها قامت معى بدعوة الأمريكيين لزيارة مصر، حينها توافد عليها الآلاف من الشعب الأمريكى ومنهم من زارها فى بيتها وهم يرون مدى الدفء والحب بين أولادها وأحفادها. السيدة جيهان من القلائل الذين قدموا لمصر الكثير، فقد عشقت مصر من قلبها لذلك أحبها المصريون واعتبروها رمزاً لانتصار السلام.

عزت السعدنى

يعتبر من أهم الكتّاب والصحفيين المصريين، وأنا شخصياً أعتبر أن التحقيقات التى أشرف عليها أثناء عمله كرئيس قسم التحقيقات فى جريدة الأهرام جعلت من عصره هو العصر الذهبى، فقد قام هو شخصياً بالعديد من التحقيقات الصحفية الجريئة ومنها موضوع تعرض قطعة من آثار توت عنخ آمون للسقوط، وكان الدكتور شحاتة آدم رئيس هيئة الآثار حينها وعلى أثر هذه الواقعة اجتمع مجلس الشعب وناقش القضية باهتمام بالغ وتم الخروج بتوصية عدم عرض آثار توت عنخ آمون بالخارج. قام أيضاً بتحقيقات هامة هزت مصر كلها مثل الكشف عن رفات يوحنا المعمدان فى دير الأنبا مقار، وقد ذهبت معه بصحبة عالم الآثار الإسلامية الراحل عبدالرحمن عبدالتواب. وأيضاً زار أستراليا وقدم لنا خمس تحقيقات عن خطوات الإنسان الأول وكذلك العديد من الاكتشافات الأثرية التى نقلتها الصحافة العالمية لأول مرة. وقد صادقت عزت السعدنى وكنت أراجع له الموضوعات الأثرية ونذهب معاً إلى سيدنا الحسين ونجلس فى المقاهى المحيطة ونأكل معاً الكوارع ولحمة الراس، بينما كان يأتى السعدنى لزيارتى فى كوم أبو بللو ونشر خلالها العديد من التحقيقات الصحفية. ومن أهم كتبه التى لا أنساها كتاب «الشيطان يسكن المدينة»، حيث كان يشير إلى أن الشيطان موجود فى كل مكان، وكذلك كتاب «إعلان موت الحب» والذى يشير فيه إلى مأساة المرأة المصرية وظلمها من الرجال، وكان يود أن يقول إنه لا يوجد شىء اسمه حب. وأهدانى كتابا آخر بعنوان «فجر الضمير المصرى» وبمجرد أن بدأت فى قراءته وجدت أنه رسالة حب وعشق من كاتب كل متعته فى الحياة هى أن يكتب عن أيام عظيمة فى تاريخ هذا البلد العظيم، وأن يحشر أنفه فيها ليس من قبيل التطفل لا سمح الله، وإنما ليستنشق عبق الأيام المهيبة التى سطرها أجدادنا بحروف من نور فى صفحات التاريخ. أجرى السعدنى حواراً شيقاً ولطيفاً مع ملوك مصر القديمة، واستطاع بما يملك من حس إنسانى أن ينقل لنا مشاعر هؤلاء العظام الذين بنوا تلك الحضارة. قام السعدنى معى بتحرير أول مجلة للأطفال والكبار وهى مجلة «حابى» والتى غزت الأسواق لكنها توقفت بفعل ثوار التحرير. وهنا أشكر صديقى علاء ثابت رئيس تحرير وعضو مجلس إدارة الأهرام، لأنه ترك مساحة كبيرة لعزت السعدنى لكى يمتعنا بمقال السبت الذى يدخل به قلوب المصريين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «25» وسام الامتنان «25»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 16:35 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يتخبّط في أزمة حادة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon