توقيت القاهرة المحلي 07:27:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «٣٢»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «٣٢»

بقلم : زاهي حواس

■ من يحق له الفتوى؟

عجيب هو أمر المصريين، الكل يفتى ويعتبر نفسه عالما لكل الأمور الدينية، فشيخ الجامع يفتى وأساتذة الأزهر يفتون فى أشياء غريبة ويصدرون الفتاوى بينما يجرى خلفهم الإعلام وخاصة إذا ما كانت تلك الفتوى تخص الآثار والفراعنة. لذلك ينشغل الرأى العام بأمور ليس لها صلة بالدين. أجد أن الوحيد الذى له حق الفتوى هو فضيلة المفتى فقط. أكتب هذا المقال بمناسبة تلك الفتوى التى أدلى بها الدكتور أحمد كريمة والتى تخص المومياوات المصرية. ولا أعرف الدافع الذى جعله وبلا أى سبب يدلى بتلك التصريحات ويظهر فى العديد من الشاشات ليفتى فى شىء ليس له دراية أو علم به. وقد اتصل بى الإعلامى محمد موسى مقدم برنامج «خط أحمر» وذلك للرد على الشيخ كريمة، ولم أكن أعرف أنه موجود بالبرنامج، لذلك انتظرت خمس دقائق وأنا أسمع فتاوى غريبة وشاذة. وأعتقد أن من أطلق هذه الفتوى قد نجح فى أن يصل إلى الناس ويظهر فى أغلب الشاشات الفضائية، وتحول من أستاذ جامعى عادى إلى شخص مشهور حين أعلن أن استخراج جثامين أجدادنا وعرضها فى فتارين مقابل دولارات من الزوار هو أمر ضد الشرع والدين، وأن فتح القبور محرم بنهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونبش قبور الفراعنة هو أمر محرم فى الأصل.

ويأتى ردى عليه بأن علماء الآثار لا ينبشون القبور ولكنهم يعملون بالبحث العلمى من خلال استخراج التوابيت والمومياوات وترميمها لكى نعرف أحوال هؤلاء القدماء ونتعلم منهم لأننا ندرس الماضى كى نجعل المستقبل أفضل. أما بالنسبة لعرض المومياوات، فأرجو من الدكتور كريمة أن يذهب لزيارة المتحف القومى للحضارة بالفسطاط لكى يرى ولأول مرة عرض المومياوات بطريقة حضارية ليس الهدف منها الإثارة ولكن العلم والمعرفة، حيث تعرض مومياوات الملوك وبجوارها الآثار والتماثيل الخاصة بهم ومعلومات هامة عن التحنيط، بالإضافة إلى عرض نتائج الأشعة المقطعية والحمض النووى التى أجريت للمومياوات لمعرفة أسباب الوفاة.

آسف جداً عندما أقول له تفرغ للعلم وابتعد عن موضوعات ناقشها العلماء وأفتى فيها من له علم بها وليس من يريد فقط الشهرة.

■ أحمد أبوالغيط

هو دبلوماسى متمرس استطاع أن يعمل سفيراً فى أهم دول العالم ووصل بعمله حتى أصبح من أهم وزراء خارجية مصر ثم انتقل ليتقلد منصب أمين عام جامعة الدولة العربية. تحكم فكرة الدبلوماسى عمله فى السياسة الخارجية من خلال فلسفة واضحة ومحددة استقاها أبوالغيط من خلال قراءات متعمقة فى التاريخ الإنسانى. يغلب على تصرفاته الفهم العقلانى للأمور وعدم محاربة طواحين الهواء أو الأصوات والتهديدات الجوفاء، ومن هنا تصرف فى تنفيذه للسياسة الخارجية المصرية، حسب رؤية الرئاسة المصرية. لذلك أقول إنه دبلوماسى يلتزم الهدوء والاتزان والواقعية. وكل تلك الصفات كانت كفيلة لحماية مصر والمنطقة العربية من قوى الشر المعادية، ونجح فى توظيف علاقاته الدولية القوية والمتعددة فى تأمين الدعم لمصر فى المجالين الاقتصادى والسياسى. تعرض أحمد أبوالغيط لانتقادات ظالمة جداً من عناصر مصرية وعربية لها توجهاتها المتأسلمة من ناحية والليبرالية المبالغ فى يساريتها من ناحية أخرى وخاصة فى أزمتى حرب لبنان 2006 وحرب غزة فى عامى 2008/2009 حيث كانت تلك المناوشات تحركها قوى إقليمية خارجية مثل تركيا وإيران. وقد تم الكشف عن كل هذه التوجهات، وفى مواجهة ذلك الأمر دافع أبوالغيط عن استقلالية القرار المصرى بشكل الصارم عن عدم انغماس مصر بشكل يكلفها مصالحها فى الأزمتين.

أصدر أبوالغيط كتابين من أهم الكتب التى تسرد لنا معلومات هامة لم يكن يعرفها كل من العامة والمثقفين، وتعتبر هذه الكتب بمثابة شهادة عن فترة عمله كوزير للخارجية ودبلوماسى على مدار 46 عاما. ويخرج لنا كتاب «شاهد على الحرب والسلام» ليغطى فترة عمله مع مستشار الأمن القومى حافظ إسماعيل إبان فترة حكم الرئيس السادات وحرب أكتوبر واتفاقية كامب ديفيد. أرى أن أحمد أبوالغيط شخصية فريدة ويتضح من قراءة مذكراته أنه رجل يعتمد على المعلومات قبل اتخاذ أى قرار، بالإضافة إلى أنه وطنى يعمل يعمل دائماً من أجل مصر، ومن الصعب أن يكون له أعداء لأنه يحب كل الناس. ومع ذلك تعرض إلى ألسنة أعداء النجاح، فجاءت تلك المذكرات لكى تنصفه وتضعه فى مصاف الرجال العظام الذين أدوا لمصر خدمات جليلة، وهو فى نفس الوقت صديق مخلص لأصدقائه يقدم لهم المشورة. أحمد أبوالغيط رجل فريد من طراز خاص لذلك نقدم له وسام الامتنان.

■ أحمد سامح فريد

عرفت هذا الرجل عن قرب فى كل مراحل حياته، أولاً كطبيب أعتقد بأنه أهم طبيب فى مصر بتخصص الأنف والأذن والحنجرة، وهو على دراية بكل ما يكتب فى هذا المجال عالمياً ولذلك نبغ فى التخصص، واستطاع أن يصل فيه إلى القمة. وقد حدث أن أغمى على فى حفل تخرج إبنى من الجامعة الأمريكية وذهبت إلى إحدى المستشفيات ولم يعرفوا سبب تلك الإغماءة لكنى ذهبت إلى الدكتور أحمد سامح فريد واستطاع تشخيص المرض ببراعة. وقد عرفته حينما كان عميداً لكلية الطب أثناء عملى عندما كنت أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار حيث ذهبت إلى لقاءه بالكلية لبحث التعاون بين المجلس وكلية طب القصر العينى فى موضوع دراسة المومياوات الملكية عن طريق الأشعة المقطعية وتحاليل الحمض النووى. وقد اقترح لى أسماء بعض أساتذة الأشعة الذين عملوا وبرعوا فى الدراسة، كما وافق أيضاً على أن نبنى معملاً لدراسات الحمض النووى داخل الكلية. وكان لذلك التعاون أثره فى الحصول على العديد من النتائج العلمية التى أبهرت العالم كله. وتعتبر كلية طب القصر العينى من أهم القلاع العلمية فى مصر لدراسة المومياوات، حيث عمل بها الدكتور دوجلاس بيرى الذى كان يعمل مع هيوارد كارتر وأحضر الأجنّة أولاد الملك توت عنخ آمون إلى قصر العينى للبحث والدراسة.

عرفت د. سامح فريد حين كان وزيراً حيث تقابلنا أيام ما يطلق عليها البعض ثورة، لكنها كانت غمة فى القصر الجمهورى يوم حلف اليمين فى 31 يناير وبعد ذلك كان يجلس بجوارى فى اجتماعات مجلس الوزراء. وكنا نتقابل فى مكتبى فى الإجازات نتحدث عما يحدث فى مصر ونضحك على ما قاله أصدقاء الشر الذين اتهموه بأنه دهس المواطنين بعربة إسعاف فى الوقت الذى كان يذهب بنفسه لإنقاذ المواطنين. وعندما تم افتتاح جامعة «نيو جيزة» تم اختياره رئيساً للجامعة وقد انضممت إلى مجلس أمناء الجامعة الذى يضم نجوماً فى كل المجالات. استطاع د. سامح أن يصل بتلك الجامعة الجديدة إلى القمة فى جودة التعليم والنظام المتبع داخلها، حيث تشعر بأنك داخل أعرق الجامعات المصرية، وأقول إنه استطاع أن يسحب البساط من أسفل الجامعة الأمريكية.

د. أحمد سامح فريد رجل محترم ونابغة فى جراحة الأنف والأذن والحنجرة وفى الإدارة الجامعية واستطاع أن يجعل جامعة «نيو جيزة» جامعة عالمية تتعاون مع جامعات إنجليزية وأمريكية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «٣٢» وسام الامتنان «٣٢»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 04:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon