كتب صديقى الكاتب الكبير الدمياطى عباس الطرابيلى فى عموده اليومى بـ«المصرى اليوم» مقالاً بعنوان «وسام الامتنان وزاهى حواس»، حيث أشار فى مقاله إلى ضرورة تبنى تلك المبادرة من قبل مؤسسة أهلية كى تكرم هؤلاء النجوم الذين أضاءوا شموع الحب والأمل بين المصريين.
وأنا شخصياً تم تكريمى العام الماضى بجمهورية صربيا، قامت به مؤسسة أهلية باسم جائزة إخوان كاريتش Karic، ولا يقتصر تكريم هذه المؤسسة على مواطنى صربيا فقط، بل يشمل التكريم العديد من الرموز الثقافية فى العالم كله. وقد حضر التكريم العديد من المثقفين بالإضافة إلى السفير عمرو الجويلى، سفير مصر فى صربيا، وحرمه السيدة حنان دويدار، وقد اختارت أسرة كاريتش فريقاً من المثقفين لاختيار تلك الشخصيات كل عام بعناية.
وقد كتبت أن صديقى سميح ساويرس يمكن أن يفعل نفس الشىء عن طريق مؤسسة ساويرس والتى تتبنى تكريم بعض الفنانين والكتّاب الواعدين، ولكن يجب أن يكون هناك تكريم سنوى لبعض من رموز مصر. وهناك جمعية أخرى بالولايات المتحدة تعرف باسم مغامرات فى العقل adventures of the mind تقوم على تبرعات المواطنين وتقوم فى شهر أغسطس من كل عام باختيار ١٥٠ شاباً من المتفوقين بالمرحلة الثانوية، وقبل دخولهم الجامعة يقومون بمقابلة ٣٠ شخصية من مشاهير الكتّاب والفنانين والعلماء، وأنا الأجنبى الوحيد الذى انضم لتلك الكوكبة من النجوم، حيث نقيم مع الطلاب داخل مدينة جامعية لإحدى الجامعات لمدة خمسة أيام ويحكى كل شخص منّا للطلاب لحظات فشله وتحويلها إلى لحظات نجاح. وأعتقد أن فكرة عباس الطرابيلى يمكن تبنيها من قبل جريدة «المصرى اليوم» ومؤسسها المهندس صلاح دياب ويكون هناك لجنة برئاسة د. عبدالمنعم سعيد لكى تختار عشرة أشخاص من عظماء مصر كل عام ضمن احتفال ضخم فى أحد الفنادق ويتم تقديم وسام الامتنان لهم، فهو وسام شعبى قائم على اختيار الناس لتلك الشخصيات العظيمة.
حسن يونس
كنت مدعواً على العشاء فى ضيافة رجل الأعمال حمدى سليمان، وكان يجلس معنا الدكتور حسن يونس، وتطرق الحديث إلى سد النهضة والمشاكل التى تثيرها إثيوبيا، وبدأ د. يونس يدلى برأيه فى هذا الأمر. وهنا طلب صديقى المفكر د. مصطفى الفقى منا أن نصمت عندما تكلم د. يونس، لأنه يعرف تفاصيل تلك الموضوعات.
الدكتور حسن يونس من مواليد المنصورة وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس، وهو من الوزراء القلائل الذين استمروا فترة طويلة كوزير للكهرباء قبل أحداث يناير وبعدها. وقد عرفت قيمة هذا الرجل من خلال شهادة ابن عمى د. محمد رياض والذى يعمل فى مجال الكهرباء بمدينة مينابولس بولاية مينيسوتا الأمريكية، فقد قال لى إن حسن يونس يعتبر من أهم وزراء الكهرباء فى العالم كله، وهنا فى أمريكا يقدرون علمه ونشاطه وإنجازاته.
ومن أهم إنجازات د. يونس فى رأيى توفير الكهرباء لعدد كبير من المناطق النائية، وفى عهده أصبح قطاع الكهرباء يمثل الريادة والصدارة على مستوى دول حوض النيل. كما قام بتنفيذ مشروع العوينات المهم. ومن قبل أن يتولى حقيبة الكهرباء الوزارية كان يعمل رئيساً للشركة القابضة لكهربا مصر ونائب رئيس مجلس إدارة هيئة كهرباء مصر للتشغيل ومدير هيئة التشغيل ومدير عام هيئة الكهرباء، أى أنه عمل فى العديد من مجالات الكهرباء ولذلك استطاع أن يصل بقطاع الكهرباء لتحقيق إنجازات كثيرة، فقد أقام العديد من محطات الكهرباء مثل محطة العين السخنة وربطها بالشبكة القومية للكهرباء لتكون أول محطة شمسية فى مصر مما أدى إلى تطور الكهرباء فى عهده.
وكانت مصر تعانى من الضغط على شبكة الكهرباء، فعلى سبيل المثال يوجد فى منشآت مصر نحو ٣ ملايين جهاز تكييف، ورغم هذا الضغط نجح د. يونس فى تقديم العديد من المشروعات العملاقة التى تعتبر بداية للإنجاز الذى يتم حالياً وكانت نتيجته عدم انقطاع التيار الكهربائى نهائياً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
د. حسن يونس رجل نظيف محترم كان محبوباً من كل العاملين بالوزارة، ومن الوزراء الذين يتصفون بالتواضع والبعد عن الإعلام، فكان يظهر فى بعض القنوات لكى يجيب عن تساؤلات المواطنين ويحاول دائماً حل مشاكلهم بهدوء وبساطة، كما أنه من القلائل الذين حافظوا على سمعتهم الداخلية والدولية لأنه حظى بحب كل من عمل معه لأنه كان يعطى الحق لكل مظلوم، لذلك نقدم له وسام الامتنان.
هشام زعزوع
يعتبر السيد هشام زعزوع من المبدعين فى العمل السياحى. عمل وزيراً للسياحة فى عهد ثلاثة رؤساء للجمهورية وهم د. محمد مرسى والمستشار عدلى منصور والسيد عبدالفتاح السيسى، ومع أربعة رؤساء وزارة وهم حازم الببلاوى وهشام قنديل وشريف إسماعيل وإبراهيم محلب.
حصل فى بداية حياته على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس ودخل سوق العمل ببنك سيتى وساهم فى تأسيس شركة يو إس للسياحة، كما كان عضواً بالعديد من الهيئات السياحية. عمل زعزوع مديراً للاتحاد المصرى للغرف السياحية وكذلك مساعداً أول لوزير السياحة ومستشاراً للأمين العام لمنظمة السياحة العالمية ورئيس مجلس إدارة شركة مارينا العلمين. ومن أهم الشهادات التى حصل عليها زعزوع هى شهادة من جامعة هارفارد فى مجال الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وكل هذه المؤهلات والخبرات قد أهلته ليكون رجل سياحة من طراز خاص.
حصل زعزوع على منصب وكيل وزارة السياحة إبان تولى السيد زهير جرانة حقيبة السياحة، كما عمل مساعداً للوزير أثناء فترة الحكم العسكرى للبلاد ومساعداً للسيد الوزير منير فخرى عبدالنور، حيث بدأ نجمه يلمع خلال تلك الفترة. وعندما تولى الإخوان حكم مصر طلبه الدكتور هشام قنديل لكى يتولى وزارة السياحة. وقد أصدر زعزوع تصريحاً ملفتاً فى أحد المؤتمرات الصحفية «إننى سوف أعمل مع الجن الأزرق إن كان ذلك لمصلحة بلدى» وكان يقصد وقتها إيران.
ومن أهم ما جعلنى أقدم له وسام الامتنان هو ما صرح به عندما عُين وزيراً للسياحة عام ٢٠١٢ بأنه رجل «صنايعى سياحة» وعمله هو تنشيط السياحة فى مصر دون النظر لأى اعتبارات طالما لديه الضوء الأخضر من الجهات السياسية، كما قام بعمل إدارة لتلقى شكاوى العاملين فى وزارته. وعندما تم تعيين محافظ للأقصر من قبل الجبهة السلفية إبان حكم الإخوان قدم زعزوع استقالته وكان قراراً مهما حاسماً لأنه من غير المتصور أن تلك المحافظة السياحية يمكن أن يتولاها شخص من تلك الجبهة المتطرفة، وبعدها عاد هشام زعزوع ليحمل حقيبة السياحة فى وزارة المهندس شريف إسماعيل. وأنا شخصياً أعتقد أن أهم المناصب التى تولاها منصب نائب رئيس مجلس أعمال منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لدورتين متتاليتين، وهو أول مصرى يشغل هذا المنصب. وقد سافرت معه إلى إسبانيا مشاركاً لتنشيط السياحة ولمست قدرته على العمل الجاد ومدى تقدير العالم السياحى لقيمته. هشام زعزوع رجل محترم جاد أقدم له وسام الامتنان لمواقفه الوطنية العظيمة.