■ لا أعرف لماذا يعتقد البعض أن الملك شاشانق الأول كان من الجزائر، فقد سمعت العديد من التعليقات التى لا تمت للعلم بصلة حول هذا الموضوع، كما اتصل بى العديد من الصحفيين يسألون عن أصل هذا الملك. تشير كل الأدلة اللغوية والأثرية إلى أن هذا الملك أصله ليبى، لكنه عاش فى مصر واعتبر نفسه مصرياً. وعندما تولى الحكم أعاد لمصر قوتها وهيبتها واتخذ لنفسه ألقاباً نقلها من الملك سمندس الأول. وعندما جاء لمصر أول مرة عاش فى مدينة بوباستس وهى الزقازيق حالياً ويقال إنه وُلد فى مصر. نعرف أنه خلال الأسرة ٢٢ كان كهنة طيبة يسيطرون على الجنوب وأشاروا إلى شاشانق بأنه كبير زعماء «الماشواش». وعندما تولى حكم مصر أسند إلى ابنه المدعو «أبوبوت» منصب القائد العام للقوات المسلحة وحكم الجنوب فى نفس الوقت. ترك شاشانق آثاراً فى معبد الكرنك وصوّر على جدرانه انتصاره التاريخى على مملكتى يهوذا وإسرائيل واكتسح أورشليم، وعادت مصر فى عهده تفرض سيطرتها على سوريا وفلسطين. يعتبر شاشانق الأول هو مؤسس الأسرة ٢٢ وكانت تل بسطة أو بوباستس هى المدينة التى عاش فيها وحكم مصر، وكانت المدينة شهيرة بعبادة القطة باستت، وحكم شاشانق حوالى ٢١ عاماً تمصّر خلالها تماماً واعتنق الديانة المصرية القديمة. هذا هو الملك شاشانق وليس له صلة بالجزائر.
■ الأهلى: أنا أهلاوى ولكنى لست متعصباً، وعندما قلت إن الفراعنة كانوا أهلاوية وإن الزملكاوية هم الذين بنوا الأهرام كانت مجرد دعابة، ولكن للأسف اعتقد البعض أنها حقيقة. بلا شك أن كلا من الأهلى والزمالك من أكبر أندية إفريقيا، وقد قرأت التعليقات حول مباراة الأهلى ونادى البنك الأهلى الأخيرة، حيث قال البعض بأن الكابتن محمد يوسف مدرب البنك الأهلى قد تغلب على الكابتن موسيمانى. ولا أعتقد أن هذا التصريح يوضح سير المباراة الحقيقى، فقد اصطف 10 لاعبين من البنك الأهلى أمام مرماهم دون أى هجمة أو لعب جميل، وهذه ليست كرة القدم الممتعة، حينها تذكرت عندما لعب العظيم الراحل الكابتن محمود الجوهرى بنفس الطريقة أمام منتخب أيرلندا بكأس العالم ١٩٩٠، حينها صرخ المدرب المنافس: دى مش كورة.
■ إلهامى الزيات
يعتبر من رواد قطاع السياحة ونجما من نجوم تلك الصناعة الهامة، وعندما نتحدث عن السياحة يجب أن نذكر اسم إلهامى الزيات. استطاع هذا الرجل أن يؤسس شركة هامة تعتبر من أهم شركات السياحة فى مصر، كما يعود له الفضل فى دخول أنواع جديدة من السياحات، فهو أول من أدخل سياحة المؤتمرات لمصر ومن إنجازاته تنظيم مؤتمر السكان العالمى، كما برع فيما يعرف بسياحة الحوافز وهو تشجيع شركات السياحة لتحفيز موظفيها للسفر.
إلهامى الزيات هو بحق مدرسة فى السياحة، نجح من خلال شركته أن يخرج لنا العديد من الشباب الذين أصبحوا نجوماً فى عالم السياحة، فعندما أقابل أحدهم أجده يقول بكل فخر أنا خريج مدرسة إلهامى الزيات.
يجيد الزيات العديد من اللغات وبطلاقة وله علاقات دولية كثيرة كما يعتبر مرجعاً عالمياً لكل صناع السياحة فى العالم. هو أيضاً قارئ جيد ودائماً ما يجلس وفى يده كتاب، ولا تقتصر قراءاته على الكتب العربية فقط، ولكنه يقرأ كل جديد فى كل المجالات. وقد شهدت بنفسى إلمامه الكبير بالتاريخ والآثار الفرعونية. يعتبر الزيات من الأشخاص المحترمين الذين يعملون من أجل مصر ويبتعد عن الصراعات التى تشتعل بين العاملين فى صناعة السياحة. استطاع أن يتقلد منصب رئيس اتحاد الغرف السياحية ويعتبر من أهم ممثلى القطاع الخاص الذى يشارك الدولة فى صناعة السياحة، حيث إن له علاقات قوية بالعديد من كبار العاملين فى الدولة.
يؤمن الزيات بالتخصص فى العمل لذلك لم يحاول ممارسة أى عمل آخر غير السياحة، كما أنه من القلائل الذين يعرفون الطريق لإقناع الزبون. سافر معنا الزيات فى قوافل سياحية طافت أمريكا وكندا وألمانيا. وعندما يتحدث إلهامى الزيات يعرف كيف يوظف ما هو موجود فى مصر من إمكانيات أثرية وفندقية فى سبيل إقناع السائح لزيارة مصر. وقد حدث أن حاول أتباع الشر وأعداء النجاح إبعاده عن وزراء السياحة ولكن فى النهاية عرفوا قيمته لأنه يفضل مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية.
إلهامى الزيات محاضر وخبير سياحى على مستوى عال استطاع أن يحاضر فى أغلب مؤتمرات السياحة العالمية. مدرسة إلهامى الزيات هى مدرسة فريدة فى عالم السياحة نجح فى أن يترك بصمة واضحة من أجل بلاده لذلك نقدم له وسام الامتنان.
■ محمد حسن الحداد
هو ليس من المشاهير، لكنه شخصية تستحق التقدير، فهو شاعر مهتم بتاريخ مصر. لم يحصل الحداد على شهادات عليا لكنه حصل على شهادة الإعدادية من المنازل، ثم شهادة الثانوية العامة ثم دبلوم السكرتارية وعمل فى وظيفة بمصنع فى مدينة قوص. هو من بنى مزار. أما حبه للكتابة والشعر فقد جاء من خلال أخيه حسن والذى كان يعمل نجاراً لكنه هوى القراءة ولديه مكتبة كاملة تحوى كتباً فى جميع التخصصات، وكان حسن فى كل ليلة يقرأ كتاباً تسمعه والدته ومحمد ومعهما الأخ الثالث وهو حلمى، لذلك فقد تعلم محمد حسن الحداد فى جامعة أخيه حسن النجار وأصبح شاعراً، كما كان فى نفس الوقت يتابع البرنامج الثقافى الذى يقدمه حسين فوزى فى الإذاعة.
زارنى الحداد فى مكتبى ليسلمنى كتابين من تأليفه، الكتاب الأول بعنوان «على حاشية أدب الأجداد: الصياغة الشعرية للأدب المصرى القديم» من تقديم كل من الراحلين د. عبد المنعم تليمة ود. عبد الحليم نور الدين. وفى هذا الكتاب قدم لنا شعراً قصة سنوحى وقصة الفلاح الفصيح وأمثال وحكم بتاح حتب. ومن ضمن شعره على لسان بتاح حتب:
«أسس بيتاً، واتخذ زوجة، وأكرمها جوفاً تشبع ظهراً تسند».
أما الكتاب الآخر والمنشور بدار المعارف فهو بعنوان: «الدرة الفريدة: موسوعة فى قصيدة ديوان مصر القديمة»، حيث استطاع أن يوجز موسوعة العظيم سليم حسن فى حوالى مائة صفحة فقط، ويقول إن من لم يقرأ سليم حسن تاريخاً فليقرأه شعراً، ومن قرأه تاريخاً فليقرأه أيضاً شعراً. فهذا الديوان هو الصياغة الشعرية لموسوعة سليم حسن المكونة من ستة عشر جزءاً بعنوان مصر القديمة. وفى هذا الكتاب يحكى لنا الشاعر محمد حسن الحداد تاريخ مصر منذ الأسرة الأولى ويتحدث عن بناء الأهرام وأبوالهول شعراً حتى يصل بنا إلى ملحمة حرب أكتوبر. يذكر الحداد فى مقدمته:
«.. وسادات ريفى أصيل يسترجع سينا فى العاشر بجنود صاموا واقتحموا بارليف كأسود كواسر..».
محمد حسن الحداد شاعر جميل ورجل طيب ومتواضع يعشق بلاده وأمنيته الكبرى أن يلقى قصيدة عن الملك رمسيس الثانى فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير. هذا الرجل من عامة الشعب يستحق منا الحب والاحترام ونقدم له وسام الامتنان.