توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصطفى الفقي.. كنز قومي

  مصر اليوم -

مصطفى الفقي كنز قومي

بقلم : زاهي حواس

أكتب دائما عن الكنوز المصرية وخاصة الاكتشافات الأثرية، وعن فراعنة مصر العظام مثل الملك خوفو والملك تحتمس الثالث وإخناتون، وعن العامة من المهندسين مثل إيمحوتب وعنخ- خاف وسنموت، والكتاب العظام مثل بتاح- حوتب وآنى. وقد وجدت أن لدينا فى مصر أشخاصا يمكن أن نطلق عليهم كنوزا وطنية مصرية وقد لا نحس بهم لأنهم يمهدون لنا طريق العلم والمعرفة وأحدهم هو الدكتور مصطفى الفقى.

لا أعتقد أننى قابلت فى حياتى شخصية ذات كاريزما عالية بهذا الشكل، فهو موسوعة علمية على مستوى عال سواء فى الحديث عن الشؤون العربية أو السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد لاحظنا أنا وعمرو موسى أن مصطفى الفقى يمكن أن يحكى قصة حدثت وبعد ذلك يمكن أن تسمع منه هذه القصة مائة مرة، ولكنه يستطيع أن يجعلك تذهب إلى هذه الحكاية كأنك تسمعها لأول مرة. مصطفى الفقى متحدث لبق وحديثه مع الإذاعى اللامع شريف عامر فى برنامجه تناول العديد من القضايا الداخلية والعربية والدولية مثل موضوع سد النهضة والعلاقات المصرية السودانية والوضع العربى الداخلى بالإضافة إلى تناوله موضوعات داخلية مثيرة، وبعد البرنامج تصدر الصحف العديد من العناوين الهامة لأحداث الساعة وخاصة لأنه يثير العديد من القضايا الهامة وقد وصل عدد حلقات القضايا إلى مائة حلقة حتى الآن. وقد تخرج مصطفى الفقى عام 1966 من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعمل دبلوماسيا فى العديد من سفارات مصر بالخارج مثل لندن والهند، ثم عمل فى مكتب أسامة الباز وبطرس غالى، وبعد ذلك عين سفيرا لمصر فى النمسا ومندوبا لمصر لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسفيرا غير مقيم بثلاث دول مجاورة لفيينا، وبعد ذلك مساعدا أول لوزير الخارجية وعين رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.

ولكن أهم المناصب التى تولاها كان منصب سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات ولذلك كان مصدرا هاما للرئيس للمعلومات السياسية، وأصبح قريبا جدا من صانع القرار لذلك فقد عرف العديد من قضايا الوطن وخاصة لأنه تجول مع الرئيس فى أغلب مدن العالم. وفى جلساته الخاصة تسمع العديد من المداعبات تحدث بينه وبين السيد الرئيس. وهو من أهم أصدقاء عمرو موسى حتى إن أى جلسة تجد عمرو موسى يسأل «أين مصطفى الفقى؟»، ورغم ذلك دائما يضحك مصطفى ويشير إلى أن عمرو موسى وقف ضده فى العديد من المناصب التى ترشح لها، وبعد ذلك يقول الفقى إن عمرو موسى آهم وزير أو دبلوماسى تولى وزارة الخارجية. وقد استطاع أن يساهم فى تدريب العديد من الدبلوماسيين الشباب عندما كان مديرا لمعهد الدراسات الدبلوماسية، وقد كتب الفقى ما يقرب من 38 كتابا نشرت بالعربية وباللغات المختلفة. وهذه الكتب تتناول العلاقات الدولية والشرق الأوسط وسياسات مصر الحديثة.

وقد عرفت مصطفى الفقى لأول مرة حوالى عام 1973 عندما دعوت الدكتور محمد نور الدين عميد طب الأزهر على الغداء فى استراحة الآثار بسقارة وأحضر معه هذا الشاب النابغ الدبلوماسى مصطفى الفقى. ومنذ تلك اللحظة أصبحنا لا نفترق وأنا شخصيا لا أستطيع أن أذهب إلى أى دعوة دون وجوده حتى إننا أصبحنا توأمين من الحب والصداقة ونتحدث تليفونيا على الأقل مرتين يوميا وهو يعرف فرحى وآلامى ولذلك أصبحنا مثل الأخوين.

وهو يقص علينا دائما قصة عندما قام أنس الفقى وزير الإعلام بدعوتنا إلى لقاء تليفزيونى رمضانى يحدث فيه دائما شجار بين الضيفين ونظرا لأنه تحدث مشاغبات ومداعبات بينى وبين الفقى بصفة دائمة فقد اعتقد أنس الفقى أن هذا اللقاء سوف يكون لقاء رمضانيا جميلا ولكن قبل أن ندخل البرنامج اتفقنا على أن ننادى بعضنا البعض بحضرتك وسيادتك.

وقد كتب الفقى رسالة الدكتوراه عن أقباط مصر وأصبح من المدافعين عن الأقباط وقد كان يطلبنى دائما لإنهاء العديد من القضايا التى تخص ترميم الكنائس المصرية، وفى افتتاح المعبد اليهودى بالإسكندرية تحدث عن تاريخ اليهود فى مصر وكيف أن هناك يهوديا مصريا قد اشترك فى كتابة الدستور وأن الوزارة كان فيها يهودى مصرى.

يحدث فى جلساتنا أن يجعلنا نعتقد أنه يغفو ولكن عندما يسمع موضوعا يطلب التعليق عليه نجده ينطلق فى الإجابة السريعة الدقيقة. وأعطاه الله سبحانه وتعالى ذاكرة حديدية، فهو لا يسجل تليفون أى أحد ولكنه يحفظ جميع تليفونات أصدقائه، وهو خدوم بشكل غير عادى ودائما يقف فى صف الضعيف ويخدم الفقراء ويقف مع صديقه فى وقت الشدة، وقد وقف معى فى شدتى أثناء هجوم اللصوص علىّ فى يناير 2011 وكان يدافع عنى فى كل مكان. لذلك أقول إن مصطفى الفقى كنز قومى يجب الحفاظ عليه. أما كيفية الحفاظ على هذا الكنز فقد يتطلب أن يذهب إلى النادى يوميا لمزاولة رياضة المشى، وقد اتصلت بصديقى صلاح دياب وقلت له إننى أخاف على مصطفى وسألته بالنص: «كيف نحافظ على هذا الكنز الذى لن يتكرر؟»، وقال صلاح: «مطلوب لمصطفى الفقى شىء مهم جدا حتى نحافظ على هذا الكنز وللأسف لا يستطيع تحقيقه غير مصطفى وهو أن يهتم كثيرا بصحته ويراعى وزنه حتى يطول استمتاعنا به مع باقى المصريين». وهنا السؤال: هل يسمع مصطفى الفقى لهذه النصيحة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصطفى الفقي كنز قومي مصطفى الفقي كنز قومي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon