توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «١٢»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «١٢»

بقلم : زاهي حواس

اتصل بى صديق من المشجعين لكتابة مقالات الامتنان عن العديد من نجوم المجتمع، وقال معترضا على الكتابة عن بعض من الأشخاص الذين نالتهم سهام ٢٠١١ وقلت له: ومن سلم من هذه الفترة. وعندما كتبت عن الدكتور فتحى سرور اتصل بى العديد من القراء سعداء بتقديم الشكر لهذا الرجل العظيم وأنا لست قاضيا، وأن أى اتهام لأى شخص يحقق فيه قضاة مصر الشرفاء، ولكن أنا هنا أتحدث عن إنجازات هذا الشخص وما تركه لنا ليسعد حياة المصريين وأيضا أنا لن أدخل فى نيته ولماذا وكيف فعل ذلك، ما يهمنى هو ما قدمه من إنجازات على أرض الواقع وفى هذه الحالة يستحسن أن نقول له شكرا.

وسوف أتحدث هنا عن بعض الأمثلة التى قد تظهر بسبب كتابة هذه المقالات. هناك كتاب نشر باللغة الإنجليزية مترجم إلى العربية باسم «كل رجال الباشا» وملخصه أن محمد على باشا لم يفعل شيئا لمصر ولم يقصد المنفعة العامة بل كان كل توجهه المنفعة الشخصية وتوريث حكم مصر. هذا هو الظاهر ولكن ماذا فعل هذا الرجل لمصر: كوّن جيشا عظيما وأحضر سليمان باشا الفرنساوى لكى يصبح هذا الجيش قادرا على الفتوحات وحماية أرض مصر.

وعندما كوّن الجيش قام بعمل مصانع لعمل المدافع والأسلحة وكان ينتج ١٠٠ بندقية كل أسبوع واحتاج الجيش إلى ملابس، لذلك أقام مصنع إنتاج الملابس والأحذية- عمل قناطر محمد على وقرر أن يبنى قصر العينى فأحضر كلود بيه لعمل هذا الإنجاز وهدفه كان صحة المصريين.

والخديو إسماعيل أظهرته المسلسلات كرجل فاسد وزير نساء ولكنه حول القاهرة إلى باريس الشرق وعمل الأوبرا وأرسل بعثات علمية للخارج وافتتح قناة السويس وأقام طريق من الجيزة إلى الهرم وبنى فندق المينا هاوس وأحضر لمصر رؤساء دول ومشاهير الغرب فى الافتتاح.

الرئيس جمال عبدالناصر نال سهام الاتهام والحقد، لكن هو زعيم دخل كل قلوب العرب وزرع العزة والكرامة فى نفوسنا وكان العالم كله يهاب مصر. وهو زعيم نظيف وكان كل أمله هو رفعة مصر. كل هذا جعلنى أسأل: هل نقيم الحاكم بالنتائج أم المقاصد؟ لذلك يجب أن نترك التهم والمحاكمات للقضاء وأن ننظر إلى ما تركه لنا هذا الشخص من إنجازات ملموسة وظاهرة أمام أعين الجميع ولم يقل له أحد شكرا خوفا من الاتهامات التى مازالت أمام المحاكم.

دكتور يوسف والى

عرفت هذا الشخص عن قرب المرة الأولى عندما كان مستشارا لوزير الزراعة وكان السيناتور الأمريكى مايك سابا يريد عمل معرض آثار عن الزراعة ليظهر للعالم كله أن الفراعنة هم عباقرة الزراعة لذلك حضرت مع السيناتور من أمريكا وكنت أدرس الدكتوراه بجامعة بنسلفانيا فى ذلك الوقت للتفاوض، خاصة أن أغلب الآثار كانت من المتحف الزراعى وللأسف لم يتم هذا المعرض وبعد ذلك وهو وزير الزراعة والإصلاح الزراعى كنت حضرت من أمريكا بعد انتهاء البعثة وكان هدفى هو أن أعود لأعمل ملحقا ثقافيا فى السفارة المصرية مع السفير عبدالرؤوف الريدى وقابلت الدكتور يوسف فى عزاء عمى المرحوم الدكتور أحمد رياض وقال لى «أنصحك أن تستقر فى مصر لكى تقوى عملك العلمى والأثرى» وهذه نصيحة لن أنساها وبعد ذلك كنت أذهب معه إلى الفيوم وأشاهد التواضع والولاء لكل أهل الفيوم وسوف نجد أنه صاحب تطبيق مبدأ الأرض لمن يزرعها وتقديم تسهيلات الاستثمار الزراعى بسعر ٢٠٠ جنيه وخفض إلى ٥٠ جنيها للفدان، لذلك تم فى عهده استصلاح ٢.٥ مليون فدان. هو أول من فك إشكالية العلاقة بين المالك والمستأجر وتعويض المتضررين من القانون بأراض بديلة. هو مؤسس الصوب الزراعية فى مصر لتوفير احتياجات المصريين من الخضار والفواكه. دكتور يوسف هو أول من أدخل الفراولة والكنتالوب فى الصادرات الزراعية وأول من أدخل زراعة التفاح فى مصر، وقد استفاد العديد من المصريين من هذا القرار وأصبحوا من أهم المصدرين للفاكهة.

قام بحل مشكلة عقود الاستصلاح الزراعى بين المنتفعين والمتعاقدين على بيع هذه المساحات وهو أيضا أول من منع استخدام الطائرات فى رش المبيدات وخفض استهلاك المبيدات من 35000 إلى 4000 طن وأول من ربط بين البحوث الزراعية وعمليات الزراعة لتطوير الإنتاج، وكان تعداد مصر فى ذلك الوقت ٤٥ مليونا ارتفع إلى 85 مليونا، وحافظ على استقرار فاتورة استيراد القمح من خلال رفع إنتاجية القمح من ثمانية أردب إلى 18 أردب، وكذلك الذرة والأرز. لم يحصل على راتب من الحكومة طوال حياته ولم يكن هناك حرس بجواره، بل كان يجلس بجوار السائق. رجل محترم متواضع وقدم لمصر الكثير ويعتبر أهم إنجازاته تطوير الزراعة فى مصر، لذلك أقدم له وسام الامتنان ونقول له شكرا د. يوسف.

كتبت عن د. يوسف وإلى هذا المقال منذ شهر تقريبا وللأسف الشديد فقد رحل عن هذا العالم القاسى ولم يقرأ هذه الكلمات. وقد سعدت كثيرا بما كتب عنه فى الصحف، بل وسعدت أكثر بمقال الصديق الكاتب سليمان جودة. وبعد موته أصبح حديث المصريين ولكنه لم يسمع هذا المديح فى حياته، وهذا ما كتب عن الراحل العظيم.

د. درية شرف الدين:

ما جعلنى أكتب عنها الآن وبسرعة هو أننى قرأت لها مقالاً مهمًا جدًا فى «المصرى اليوم» عن مبنى ماسبيرو. هذا المبنى العظيم التى عشقته أميرة ماسبيرو وأشهر من عمل فى التليفزيون المصرى د. درية شرف الدين. ماسبيرو مبنى عظيم يحتاج إلى إدارة قوية تستطيع تغيير هذا المبنى ليصبح منارة إعلامية، خاصة وهناك آلاف المبدعين، ومنهم من هاجر من المبنى وذهب إلى العديد من القنوات الخاصة ليصبح نجمًا بعد أن كان يجلس فى ماسبيرو على الدكة لا يلعب. وقد سمى هذا المبنى على اسم ثانى فرنسى يرأس مصلحة الآثار التى تجاور المبنى وهو جاستون ماسبيرو. وقد عاشت د. درية بين جدران هذا المبنى وأبدعت، سواء فى تقديم البرامج أو إدارة القناة الفضائية أو العمل حتى أصبحت وزيرة للإعلام أى أنها تعتبر الوحيدة التى تدرجت سلم الوظيفة من مذيعة حتى وصلت إلى أعلى منصب: وزيرة إعلام مصر.

وكان لهذا الاختيار وقع جميل على قلب كل المصريين. وأما الفقرة التى أعجبتنى ونالت تقدير العديد من العاملين فى هذا المبنى الجميل ونشرتها فى المصرى اليوم هى «وقعتُ فى هوى هذا المبنى بمن فيه وما فيه منذ رأيته للمرة الأولى، وغمرنى عشقه منذ أن دخلت من أحد أبوابه إلى لجان اختباراته المتتالية كى أحظى بشرف الانتماء له والعمل به، كان حلمًا راودنى منذ سنوات الدراسة الأولى حتى أضحى حقيقة لا خيالاً، يؤلمنى تعثره وانصراف تلاميذه إلى غيره وهو الأصل والمنبع، هو الواجهة التاريخية والأصلية للدولة المصرية، هو إعلام الدولة، إعلام الوطن الذى ينبغى أن يتقدم الجميع وأن يكون هو المقصد عندما تغيب الحقيقة وموطن الثقة عندما يشيع الكذب أو الافتراء». هذه الكلمات قد تظهر لنا عظمة ماسبيرو والعشق الموجود فى قلب د. درية وهنا العشق هو الذى جعلها تقدم لنا نادى السينما بأسلوب هادئ لطيف وإعداد غير عادى وتعرض لنا أفلامًا عالمية كل أسبوع. وأعتقد أننا جميعًا نفتقد هذا البرنامج العظيم ونتمنى أن يعود. لم تأخذ الوقت والفرصة عندما تولت وزارة الإعلام، ولكنها تركت لنا جيلاً محترمًا من الإعلاميين لايزالون يتحدثون عن العشق والعلم والعمل الجاد المحترم مما تعلموه من د. درية. نالت احترام كل الناس وهى سيدة هادئة وفى نفس الوقت قوية ولا تعرف النفاق وكل ما تقوله أو تفعله هو من أجل محبوبة واحدة هى مصر، لذلك احترمها كل المصريين.. ونقدم لها وسام الامتنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «١٢» وسام الامتنان «١٢»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon