توقيت القاهرة المحلي 03:23:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «١٣»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «١٣»

بقلم : زاهي حواس

كنت أبحث فى أوراقى القديمة قبل أن أكتب هذا المقال، وعثرت على كتاب مدون به تعاليم وأمثال بتاح حوتب الذى عاش منذ ما يقرب من 4600 عام، وترك مجموعة من النصائح لابنه. وأعتقد أنها أجمل نصائح نقدمها لشبابنا الآن. ومن ضمن ما استوقفنى عبارة ليست للشباب فقط، ولكن تصلح لكل لمثقفين، خاصة أننا ابتلينا ببعض الأشخاص الذين تخصصوا فى موضوعات بعيدة عن علم المصريات، وبقدرة قادر أصبحوا علماء، بل يطلقون على بعضهم لقب المؤرخ، وكاد أن ينضم أحدهم إلى المجمع العلمى!!، وللأسف، فإننا نطلق كلمة عالم على أى متحدث فى الصحف أو فى وسائل الإعلام، ولم نطلب أن نطلع على تاريخه العلمى كى نعرف مدى إسهاماته العلمية من كتب وأبحاث. إن أغلب من أسمعهم يتحدثون عن الآثار أجدهم حفظوا بعض الكتب القديمة التى تتحدث عن الحضارة الفرعونية، وبالكلام المعسول جعلوا البعض يعتقد أنهم علماء تخصصوا فى التاريخ والآثار. وقد شاهدت فى حياتى منهم الكثير من الذين ركبوا أحداث يناير وأطلقوا على أنفسهم حراس الحضارة أو أرسلوا صورًا للمؤسسات الثقافية بأنهم أنقذوا آثار مصر لمجرد أن ذهبت تلك السيدة إلى متحف ملوى الذى سُرق ومنطقة آثار الحيبة بمصر الوسطى؛ ولذلك حصلت على جوائز لأنها أنقذت الآثار المصرية!!، ولكن الحمد لله لم يستمر مسلسل الكذب والخداع إلى النهاية.

وأعود إلى الحكيم بتاح حوتب الذى قال: «لا تكن متكبرًا بسبب معرفتك، ولا تكن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم، وشاور الجاهل والعاقل؛ لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها. وليس هناك عالم مسيطر على فنه تمامًا. إن الكلام الحسن أكثر اختفاء من الحجر الأخضر الكريم.» ويقول أيضًا: «لا ترقد فى الليل متخوفًا من الغد! والأفعال التى يفعلها الله شيء آخر.» وقد تعنى «أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد». وقال أيضًا: «كن حازمًا فى قلبك وثابتًا فى عقلك. ولا تتحرك مع لسانك؛ لأن لسان الإنسان كسكان القارب، ورب العالمين هو القائد». أعتقد أن هذه التعاليم يجب أن تدرس لأطفالنا لأنهم هم المستقبل والأمل بعد أن تفشى الجهل فى البعض.

■ محمد إبراهيم:

قد لا يعرفه الكثير من العامة؛ لأنه لا يهوى الإعلام ولا يتحدث عن إنجازاته مثل الكثير من العاملين فى مجال النشر. لكن هذا الرجل لم يؤسس دار نشر، تعرف باسم «نهضة مصر» فقط، بل استطاع بناء مؤسسة ثقافية عظيمة غزا بها قلوب المثقفين. ونشر العديد من الكتب المهمة جدًا فى كل المجالات سواء الثقافية أو السياسية أو الإعلامية أو الشخصية. وهو الذى يتصل بالنجوم شخصيًا ليشجعهم على كتابة سيرهم الذاتية، وأهمهم الفنان فاروق حسنى والوزير أحمد أبو الغيط، وترجمت سيرة حياته إلى اللغة الإنجليزية. بدأت هذه المؤسسة عام 1938 عن طريق والده الأستاذ أحمد إبراهيم. وبعد وفاة أبيه تحمل الأستاذ محمد إبراهيم المسؤولية وعمره ثلاثون عامًا. وطور دار النشر لتصبح مؤسسة كبيرة تتبعها 6 شركات منها للنشر وأخرى نهضة مصر للصحافة والإعلام والمحتوى الإلكترونى والدعاية والإعلان والتجارة ولريادة الأعمال. واستطاع أن يطور المطابع على أعلى مستوى بالتعاون مع شركة ألمانية مهمة فى هذا المجال. وقام بالتعاون مع أكثر من مائة وخمسين شركة على مستوى العالم. وترجم مجلة الناشيونال جيوجرافيك للأطفال وديزنى وكتب كمبريدج. وقام بإنتاج أفلام كرتون للأطفال. وعمل العديد من البرامج التعليمية للأطفال فى العالم العربى من سن الحضانة إلى السنة الأولى الابتدائية عن اللغة العربية والدين والأخلاق. وهذه أول مرة أسمع فيها، وأنا سعيد بذلك، أن هناك مادة للصغار باسم الأخلاق. ومن أهم ما قام به الأستاذ محمد إبراهيم هو درس لكل الجالسين على كراسى الإدارة، أن قرر ألا يدير كل هذه الشركات وتركها لأبنائه وأبناء أخوته من الجيل الثالث كى يتحملوا المسؤولية ويديروا هذه الشركات بحرية كاملة. وقد عرفت السيدة داليا محمد إبراهيم، وهى التى تدير دار النشر بحرفية كبيرة جدًا وبنظام إدارى منضبط على أعلى مستوى، وجعلت غالبية المثقفين يصفقون لها. ومن أهم إنجازاته عمل دستور للعائلة؛ لأنه خاف على هذه الشركات، والتى تبنى اقتصاد أى بلد، من أن يفشل هذا الجيل، وبالتالى تفشل هذه الإمبراطورية الثقافية الإعلامية الرائدة الكبيرة. وكان دستور العائلة هو الإنجاز. الأستاذ محمد إبراهيم رجل إدارة متواضع يعشق العمل، وأعطى له عمره وهو من الأشخاص الذين لا يضيعون وقتهم إلا فى العمل وحب الناس وأنا شخصيا أعتبره من أقرب الناس إلى قلبى؛ لذلك صفقوا له للنجاح العظيم الذى حققه ونقدم له وسام الامتنان.

■ د. نوال السعداوى:

تعوم دومًا ضد التيار، وتغرد خارج السرب، ولم تتلون أو تغير رأيها مرة واحدة؛ لذا تواجه العديد من المواقف والمصاعب. وعلى الرغم من أننى لست من المؤيدين لبعض أفكارها، فإننى أحترم جرأتها. وقد حصلت على سمعة دولية كبيرة. وأصبح لاسمها رنين فى المحافل الدولية والنسائية. ودخلت دائرة الحديث عن المحظور من الأفكار والمسكوت عنه. وقد دعتها جامعة بنسلفانيا لإلقاء محاضرة عام 1982 وأنا طالب بالجامعة. وقد حضرت محاضرتها ومعى آلاف من الطلاب والأساتذة. وتحدثت د. نوال عن قضايا المرأة فى مصر والقهر الذى تعيش فيه، على حد قولها. وهاجمت الرجال بحدة. وقالت بعض الكلمات التى لا أستطيع ذكرها هنا، لكنها نالت إعجاب وتصفيق الجميع، خصوصًا أنها شخصية لبقة جدًا ولديها كاريزما عالية فى قذف الكلمات القوية الرنانة التى تعجب الجمهور.

وجاء الحديث عن الرئيس أنور السادات، وهاجمته بضراوة خاصة أنها كانت ضمن من حُكم عليهم بالسجن فى 5 سبتمبر عام 1981. ونحن نعرف الأسباب التى دفعت الرئيس السادات للقيام بذلك. وقد شرحت السيدة العظيمة جيهان السادات عن السبب فى أن الرئيس كان يود الحصول على سيناء وبعد ذلك يطلق سراح كل المعتقلين. وعندما جاء وقت الأسئلة، وقفت أعاتبها بقوة على بعض أقوالها دفاعًا عن الرئيس السادات. وفى النهاية، قالت ضاحكة إنها تحمد الله لأننى لست رئيس جمهورية، وإلا كنت أدخلتها السجن!. ومن أقوال د. نوال: «ليه الرجال قوامون على النساء، فهل يعقل واحد جاهل يبقى قوام على دكتورة؟!».

وقفت ضد ختان الرجل والمرأة. وهى ضد تعدد الزوجات. وأنشأت مجلة نسوية تسمى «المواجهة»، وكانت فيها تدافع عن المرأة بضراوة. وتم رفع العديد من القضايا ضدها مثل الحسبة وازدراء الأديان. ووضعت الجماعات الإرهابية والمتطرفون اسمها على قائمة الموت. ورفضت محكمة القضاء الإدارى إسقاط الجنسية المصرية عنها بسبب آرائها المدافعة عن حقوق المرأة. وقد أسست د. نوال السعداوى جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982.

وهى جمعية تهتم بشؤون المرأة فى العالم العربى. وتم فصلها من قصر العينى بسبب آرائها ومقالاتها العنيفة. وتعتبر روائية وكاتبة. ومن أهم كتبها «سقوط الإمام»، و«الوجه العارى للمرأة العربية»، و«الجنس والمرأة». وتعتقد أن الحجاب ليس له علاقة بالإسلام وموروث عن اليهودية. وتكتب حاليًا مقالًا أسبوعيًا بجريدة «المصرى اليوم». ورغم رفض العديد من المثقفين لآرائها، فإنها استطاعت أن تنصف المرأة وتحررها من العديد من القيود. ونظرا لجراءتها ودفاعها عن المرأة وحريتها لذلك لها وسام الامتنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «١٣» وسام الامتنان «١٣»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 16:35 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يتخبّط في أزمة حادة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon