توقيت القاهرة المحلي 03:17:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحر الأحمر يبوح بأسراره

  مصر اليوم -

البحر الأحمر يبوح بأسراره

بقلم: زاهي حواس

لا توجد آثار للمملكة العربية السعودية فقط تحت الرمال؛ بل هناك أيضاً جانب كبير منها يتمثل في آثار غارقة على سواحل البحر الأحمر. وقد بدأ الاهتمام بهذا الموضوع لمحاولة معرفة ماذا تخبئ المياه من أسرار، خصوصاً بعد اتفاقية اليونيسكو في باريس عام 2001، التي عرّفت التراث الثقافي الغارق على أنه جميع آثار الوجود البشري التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو أثري، خصوصاً المغمورة تحت الماء لأكثر من 100 سنة. ويستهدف الأثريون الذين يعملون في هذا المجال دراسة بقايا الموانئ والأرصفة البحرية وكذلك دراسة حطام السفن التجارية وبقايا حمولاتها من بضائع مختلفة، والتي توضح لنا العلاقات التجارية بين الموانئ، والتي نذكر منها على سبيل المثال على الساحل الغربي للبحر الأحمر موقع جزيرة سعدانة (40 كام جنوب الغردقة)، ونعرف أن البحر الأحمر في المصادر التاريخية قد ورد تحت اسم «بحر سوف»، وقد أطلق عليه المصريون القدماء اسم «البحر الأخضر العظيم»، أما الجغرافيون والرحالة العرب والمسلمون فقد أطلقوا عليه أسماء متعددة مثل: بحر القلزم، وبحر الحجاز، وبحر جدة، عند ساحل مكة.
لقد لعب البحر الأحمر دوراً مهماً في حركة التجارة ما بين البحر المتوسط وبلاد الصين والهند وشرق أفريقيا، وخلال العصر الإسلامي أدى الانهيار السياسي للخلافة العباسية في بغداد وصعود الخلافة الفاطمية في مصر إلى تحول طرق التجارة من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، وأدى ذلك إلى ظهور العديد من الموانئ المهمة مثل: «عيذاب» و«القصر القديم» على الساحل الغربي، و«عدن» و«جدة» على الساحل الشرقي للبحر الأحمر. وقد وُصف ميناء «جدة» بأنه من أكثر الموانئ ازدحاماً بالسفن، إذ كانت السفن التجارية تتجه منه إلى موانئ الصين والهند وشرق أفريقيا وإلى البحر المتوسط، كما لعب ميناء «جدة» دوراً مهماً في نقل الحجاج خلال موسم الحج.
وقد أدت العديد من العوامل الطبيعية من ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات وحركات المد والجزر وحدوث زلازل، إلى غرق العديد من الأبنية والموانئ بل قرى بأكملها تحت قاع البحر. كما كان للشعاب والجزر المرجانية والصخرية دور في غرق السفن، وهو ما يطلق عليه الآن التراث الثقافي الغارق أو المغمور أسفل الماء.
ومن الآثار المهمة التي عُثر عليها في الجانب الغربي للبحر الأحمر نقوش لرحلة بحرية إلى بلاد بونت والتي صُوِّرت على جدران معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري بمدينة الأقصر، كما تم العثور على العديد من حطام السفن بمرسى جواسيس بمدينة القصير.
وإيماناً بأهمية الآثار الغارقة والمغمورة في المياه كجزء من التراث الوطني فقد نفّذت هيئة التراث ضمن استراتيجيتها في مجال المسح والتنقيب الأثري عدداً من مشاريع الآثار الغارقة بالتعاون مع جامعات ومراكز بحوث عالمية في هذا المجال، هي جامعة فيلبس الألمانية، وجامعة نابولي الإيطالية، وجامعة يورك البريطانية، والمركز الوطني الصيني للتراث الثقافي المغمور بالمياه. وقد أسفرت نتائج الأعمال الأثرية لتلك البعثات المشتركة عن الكشف عن مجموعة من السفن الغارقة والآثار المنقولة التي أوضحت جانباً من العلاقات التجارية لموانئ الساحل الغربي للمملكة مع موانئ حضارات العالم القديم.
ومع أهمية الاكتشافات الأثرية التي قامت بها البعثات الأثرية المشتركة في المملكة فإن سواحل البحر الأحمر خصوصاً حول مدينة جدة ما زالت مليئة بالكنوز الأثرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحر الأحمر يبوح بأسراره البحر الأحمر يبوح بأسراره



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024
  مصر اليوم - قائمة الفائزين بـجوائز الكرة الذهبية 2024

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon