توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستر أبو سمبل!؟

  مصر اليوم -

مستر أبو سمبل

بقلم : زاهي حواس

لا أذكر أنني سافرت مرة إلى مدينة نيويورك الأميركية ولم أقم بزيارة متحف المتروبوليتان، فبغض النظر عن قصر أو طول مدة إقامتي بالمدينة ومدى انشغالي بالمحاضرات أو اللقاءات الصحافية والتلفزيونية، لا بد أن أجد الوقت لزيارة المتروبوليتان، وذلك فقط لعشقي لقسم المصريات بهذا المتحف، بخاصة أنه يحوي أكبر قاعة عرض متحفي ربما في العالم كله خصصت لعرض معبد دندور المصري. نعم هناك معبد مصري كامل معروض داخل متحف المتروبوليتان منذ عام 1978. وهو للأسف الشديد أحد المعابد التي قامت الحكومة المصرية بإهدائها إلى الدول التي ساهمت وساعدت مصر في إنقاذ معابد النوبة من الغرق بسبب إنشاء السد العالي وتكوين أكبر بحيرة صناعية في العالم، وهي بحيرة ناصر خلف السد العالي.

شيد معبد دندور في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس، وذلك على أنقاض معبد فرعوني قديم يعود لعصر الأسرة 26 الفرعونية. وقد كرَّس المعبد لإيزيس وزوجها أوزير، وبالطبع تم بناء المعبد على الطراز المصري القديم وبروح العصر الروماني في مصر، وذلك لدمج الآلهة المصرية القديمة مع نظيرتها الرومانية. أما عن اسم دندور، فهو يعود إلى قرية دندور النوبية، التي كانت موجودة بجوار المعبد الذي تحوَّل في العصر المسيحي إلى كنيسة.

أهدت مصر معبد دندور إلى أميركا لمساهمتها بمبلغ خمسين مليون دولار في مشروع إنقاذ معابد النوبة، وأشهرها بالطبع معبد أبو سمبل الذي شيده الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الفراعنة على الإطلاق والذي حكم مصر لأكثر من ستة عقود، ويعد من أكثر ملوك الفراعنة تعميراً وبناءً، فلم يترك مكاناً في مصر من دون وجود أثر له. وهنا لا بد أن أُشيد بالمجهودات العظيمة التي قام بها العالم الجليل الراحل ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت، الذي استطاع أن يقنع الحكومة المصرية ومنظمة «اليونيسكو» والعالم كله للمساهمة في إنقاذ معبد الملك رمسيس الثاني في أبو سمبل والعديد من معابد وآثار النوبة. وقد ذكر لي الصديق الراحل جمال مختار، الذي كان يرأس هيئة الآثار بأنه تم الاتصال بالسفارة الأميركية في ذلك الوقت للمساهمة في مشروع الإنقاذ. وبالفعل قام السفير الأميركي بإرسال الطلب إلى حكومته لإنقاذ أبو سمبل من الغرق، والطريف أن الحكومة الأميركية أرسلت ردها إلى السفير تسأل من هو مستر أبو سمبل؟ كانت ملحمة إنقاذ معابد النوبة من الغرق من أعظم الأعمال الأثرية التي تمت، والتي أعتقد أنها لم تأخذ حقها من التعريف بها وتوثيقها بأحداثها الملحمية بالكامل رغم توفر مواد تسجيلية كثيرة وبلغات مختلفة عن مراحل هذا المشروع الذي أدى إلى شهرة الآثار المصرية والتعريف بأهميتها، ولكن في الوقت نفسه تحولت «اليونيسكو» من مجرد منظمة مجهولة تابعة للأمم المتحدة إلى أحد أشهر المنظمات الثقافية في العالم كله، وذلك بفضل إنقاذ مستر أبو سمبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستر أبو سمبل مستر أبو سمبل



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon