توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعنة المومياوات

  مصر اليوم -

لعنة المومياوات

بقلم : زاهي حواس

أثار موضوع موكب المومياوات الذي سار في شوارع القاهرة السبت الماضي العديد من القصص الخيالية بين أفراد الشعب المصري، بل إن بعض المرشدين السياحيين والصحافيين قد أشاعوا أن هذا الموكب قد تسبب في حدوث لعنة الفراعنة، وخاصة أنه قبل الموكب بأيام بسيطة جنحت سفينة بنمية داخل قناة السويس مما تسبب في خسارة مصر نحو 14 مليون دولار يومياً، وسقطت عمارة سكنية في حي جسر السويس بالقاهرة مما أدى إلى وفاة العديد من السكان، وتَصادَم قطاران بمحافظة سوهاج مما أسفر أيضاً عن مقتل العديد من المواطنين. ووصل الأمر إلى أن أحد الأصدقاء قد هاتفني منزعجاً: «أرجوك كلم د. خالد العناني كي يلغي موضوع نقل المومياوات»، وعندما سألته عن السبب قال لي: «لقد أصبت بكورونا أنا وزوجتي وأولادي بسبب المومياوات!!»، حينها قلت له إن المومياوات لم تنقل هذه المرة فقط، بل إنه وبعد اكتشاف خبيئة الدير البحري ومقبرة الملك أمنحتب الثاني تم نقل المومياوات إلى القاهرة عدة مرات؛ الأولى عام 1881 ودخلت القاهرة تحت مسمى «سمك مملح»، لأن موظف الجمارك لم يجد كلمة مومياء ضمن دفاتر الجمارك. وقد تم فك لفائف مومياء الملك رمسيس الثاني أمام الخديوي توفيق عام 1886، ثم نقلت مرة أخرى إلى متحف بولاق، ولكن بعد أن حدث فيضان أغرق المتحف تم نقلها مرة ثالثة إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة. وبعد أن تم إنشاء المتحف المصري عام 1902 تم نقل المومياوات إليه لكنها لم تعرض على الجمهور إلا عام 1958، ولم يحدث خلال هذا النقل أي أحداث نسبت للعنة الفراعنة.
وقد حدثت لي بعض المصادفات التي أرجعتها الصحافة إلى لعنة الفراعنة، وخاصة عندما قمت بفحص مومياء الملك توت عنخ آمون بجهاز الأشعة المقطعية، فقد كنت أنتظر في الفندق حتى جاءني د. مصطفى وزيري (أمين عام المجلس الأعلى للآثار حالياً)، وذهبنا إلى الوادي، وفجأة أوقف السائق العربة وكاد يدهس طفلاً، حينها ضحك وزيري وقال لي تلك بداية اللعنة. وبعد ذلك وأنا في الطريق اتصلت بي أختي لتخبرني بأن زوجها قد توفي. وبعد وصولي إلى وادي الملوك وجدت اتصالاً من ياسر شبل سكرتير فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك ليخبرني بأن الوزير قد أصيب بأزمة قلبية ونقل إلى المستشفى. وبعدها قمت بإجراء حديث للتلفزيون الياباني وفجأة حدثت سيول وأمطار عنيفة لم تحدث في الوادي من قبل. وعندما أخرجنا المومياء ووضعناها داخل جهاز الأشعة المقطعية توقف الجهاز عن العمل لمدة ساعة. وهنا نسي الصحافيون الدراسات التي قمنا بها لفحص المومياء، وتحدثوا عن لعنة توت عنخ آمون. وتكمن حقيقة اللعنة في أن وجود مومياء داخل المقبرة المغلقة من آلاف السنين يخرج منها جراثيم غير مرئية، وكان علماء الآثار في الماضي يدخلون مباشرة إلى داخل المقبرة ويتعرضون لتلك الجراثيم التي تؤدي للوفاة، وحالياً نقوم بفتح المقابر لتهويتها كي تخرج منها الجراثيم ثم ندخلها بعد ذلك.
لا يوجد شيء اسمه لعنة الفراعنة...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة المومياوات لعنة المومياوات



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon