يمكن أن أعترف أننى وجدت متعة فى البحث عن أمجاد مصر العظماء، وعرفت معلومات كثيرة كانت مدفونة أو نسيناها فى زحمة الحياة، ولكنى وجدت أننا يجب أن نظل نقص على أولادنا قصص هؤلاء الرجال والنساء الذين أعطوا لمصر روحهم. وقد تحدثت مع صديقى، المهندس صلاح دياب، وحكيت له قصة. وهى أننى أُدعى سنويًا عن طريق مؤسسة أمريكية تعرف باسم «Adventure of the Mind»، وهى مؤسسة أهلية تقوم بجمع تبرعات من أهل الخير. ومن خلال ذلك تقوم بدعوة 150 طالبًا من كل الولايات الأمريكية، وهم الحاصلون على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة، أى قبل دخول الجامعة مباشرة.
وتعتقد إدارة الجمعية أن هؤلاء الطلاب سوف يكونون نوابغ أمريكا أو علماء المستقبل. وتقوم الجمعية بدفع تذاكر الطيران للطلاب للانتقال من المدن التى يعيشون فيها. وبعد ذلك تتم إقامتهم داخل إحدى المدن الجامعية بإحدى الجامعات الأمريكية.
وتقوم الجمعية أيضًا بدعوة حوالى 30 شخصية عالمية مشهورة لدى الطلاب، ويتم دعوتى كواحد من هؤلاء المشاهير، وأنا الأجنبى الوحيد الذى تتم دعوته.
وكل منا، نحن المشاهير، يتحدث مع الطلاب عن قصة كفاحه ونجاحه ومعلومات عن تخصصه. ومن بين هؤلاء المشاهير نجوم سينما ومسرح وكتّاب وحاصلون على جائزة نوبل وسياسيون.
وقد قابلت العالم الراحل د. أحمد زويل فى أحد اللقاءات مع الطلاب فى جامعة ستانفورد عام 2010. وتنير هذه اللقاءات عقول الشباب وتضىء الطريق لهم قبل العبور إلى معركة الحياة.
وأعتقد أن هذه دعوة لجريدة «المصرى اليوم» الغراء لتبنى مبادرة من هذا النوع، أو أن يقوم السفير عبدالرؤوف الريدى من خلال مكتبة مصر العامة، أو الدكتور مصطفى الفقى من خلال مكتبة الإسكندرية، بدعوة هؤلاء النجوم كى يلتقوا بالشباب، ولكن يلزم التبرع من أهل الخير كى تتم دعوة الطلاب إلى مقابلة أبرز النجوم والمبدعين فى أهم المجالات.
■ د. محمد غنيم:
يعتبر د. محمد غنيم، فى رأيى، هو رائد النهضة الطبية فى مصر. وقد اختار مدينة المنصورة كى يسطر فيها أمجاده الطبية. وقد عرفت د. غنيم أولاً من خلال مكالمة تليفونية كنت أحاول أن أنقذ زميلاً أثريًا من الفشل الكلوى، وبدون أى معرفة، وجدته ينقذ هذا الشاب. وبعد ذلك، نلت الشرف عندما ذهبت العام الماضى كى أحاضر بجامعة المنصورة، وتشرفت بحضوره.
وقد سمعت عن د. غنيم فى الخارج أكثر من الداخل. وقد وجدت أن اسمه لامع فى كل بلدان العالم بين مشاهير المسالك البولية. وقال لى طبيب صديق أمريكى إن د. غنيم هو ثانى أمهر جراح فى العالم فى مجال الكلى والمسالك البولية. وسافر إلى إنجلترا وحصل على الزمالة. وذهب إلى أمريكا وكندا ليعود ويعمل بطب المنصورة.
وبعد زيارة الرئيس السادات إلى جامعة المنصورة عام 1978، استطاع أن يحصل د. غنيم على مساعدة الرئيس ليقوم بإنشاء أول مركز فى الشرق الأوسط متخصص فى جراحات الكلى والمسالك البولية ليعالج أكثر من مليون مواطن مصرى إلى الآن.
وحصل على العديد من الجوائز، وكان أهمها جائزتى النيل وفيصل العالمية. قام بأول عملية نقل كلية عام 1976. ويعتبر مفكرًا سياسيًا. وله آراء قوية فى البحث العلمى وقضايا التعليم. كان يمكن أن يصبح مليونيرًا، لكنه تفرغ للمركز، وأعطى له عمره ليؤكد أن الطب عمل إنسانى ورسالة فى المقام الأول. د. محمد غنيم حصل على أعظم جائزة، وهى حب المصريين، لذا نقدم له وسام الاحترام والتقدير.
■ د. منى مكرم عبيد
سياسية متميزة، من عائلة لها باع كبير فى السياسة فى مصر. وهى دائمًا تفخر بعمها، السياسى الكبير، مكرم عبيد باشا، الذى كان وزيرًا للمالية قبل ثورة 23 يوليو 1952، ممثلاً لحزب الوفد.
وقد قرأت لها تصريحا جميلا أعجبنى جدًا، وهو: «إن المرأة قد حصلت على كل حقوقها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى». وهذه شهادة جميلة من سيدة مصرية ومناضلة سياسية عظيمة. دخلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخرجت فى قسم الاجتماع. وحصلت على منحة الفولبرايت. وحصلت على دراساتها العليا فى جامعة هارفارد عام 1982. وتعمل أستاذًا للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وهى أستاذ بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا. وكانت عضوًا بمجلس الشعب عام 1995.
وخلال فترة عضويتها بالمجلس، قدمت مشروعات مهمة، منها تشجيع المجتمع المدنى واللجان الشعبية، وذلك لإبداء الرأى فى القوانين قبل صدورها، بالإضافة إلى تشجيعها للمنظمات غير الحكومية. وتعتقد أن لهذه المنظمات دورا كبيرا ومهما جدًا فى نهضة ورفعة المجتمع.
وقد طلب منى المتحف البريطانى ترشيح سيدة مصرية للحديث عن التعليم، فرشحت د. منى مكرم عبيد. فألقت محاضرة مهمة جدًا عن التعليم. وأخذت من فيكتوريا كوليدج فى الإسكندرية نموذجًا للتعليم الجاد والمثمر. وقد وصلنى العديد من التعليقات عن أسلوبها فى السرد. واستطاعت أن تدخل فى قلوب الحاضرين. وقد تم اختيارها عضوًا بالمجلس الاستشارى المصرى للمجلس العسكرى عام 2012. وهى من السيدات القليلات اللاتى لهن علاقات دولية على مستوى عالٍ. وتحظى باحترام العديد من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين فى جميع أنحاء العالم مثل نلسون مانديلا وبينظير بوتو وبيل كلينتون وغيرهم. وقد أقامت حفلاً بمنزلها، ووجدت أنه عبارة عن متحف صور يظهر مدى حب المشاهير والرؤساء لهذه السيدة المصرية العظيمة. هى عضو فى حزب الوفد، وكانت أول امرأة تشغل منصبًا بالهيئة العليا للحزب، وهى المستشارة السياسية للوفد. ولها العديد من الكتب المهمة مثل كتابها «مكرم عبيد: مواقف وكلمات». وقد حدثتنا فى حفل التوقيع عن أسرار وحكايات لهذا السياسى العظيم لم أكن أعرفها من قبل، بالإضافة إلى كتابها المهم عن الحياة السياسية فى مصر. ولها مقالات كثيرة باللغتين الإنجليزية والفرنسية. وحصلت على جوائز عديدة من فرنسا وكندا ومصر وجائزة التميز من الجامعة الأمريكية فى القاهرة. وهى رياضية بامتياز وتعشق ممارسة الرياضة، خصوصًا لعبة التنس. د. منى مكرم عبيد نجمة مصرية استطاعت أن تمثل المرأة المصرية بجدارة وتفوق. وتمتاز بالجرأة والحرية فى التعبير عن آرائها، لذلك أتمنى أن أراها عضوًا فى مجلس الشيوخ القادم قريبًا. وأقدم لها جائزة التميز ووسام الاحترام والتقدير.
■ د. إسماعيل سراج الدين
يعتبر د. إسماعيل سراج الدين من المثقفين المبدعين. وقد نال احترامًا دوليًا لم ينله مصرى إلى الآن. وحصل على أكثر من 30 دكتوراه فخرية من أرقى جامعات العالم. وهو عضو فى العديد من الأكاديميات العلمية مثل الأكاديمية الأوروبية للعلوم والآداب والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد فى التخطيط الإقليمى. وتقلد العديد من المناصب الدولية الرفيعة قبل أن يصبح مديرًا لمكتبة الإسكندرية. واستطاع خلال مدة رئاسته للمكتبة أن يجعل للمكتبة سمعة دولية عالمية، وأن يصبح اسم المكتبة مرتبطًا بدورها فى العصر البطلمى. وقد فشل الإخوان فى السيطرة على المكتبة خلال المدة التى حكموا فيها مصر. وقد أعلن المجلس الدولى للعلم عن اختيار د. إسماعيل سراج الدين ليصبح راعى المجلس الدولى للعلم. ولا أذهب محاضرًا فى أى بلد بالعالم إلا وأسمع اسمه يرن كالذهب. وعندما قابلت صديقتى مارى روبنسون، رئيسة وزراء إيرلندا السابقة، كانت تتحدث عنه كأنه راهب فى العلم. وكان معها أول رعاة للمجلس الدولى للعلوم. وأعطته أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا جائزة الرواد عن جهوده فى دعم العلم وخدمة المجتمع الدولى. ومن أهم أقواله: «إن التاريخ سوف ينصف سوزان مبارك.»، وكانت وراء نجاح مكتبة الإسكندرية. وقال أيضًا: «ليس كل من يكتب مثقفًا»، وتم إعلان براءته من تهمة إهدار المال العام. د. إسماعيل سراج الدين رجل هادئ بسيط يتكلم بحساب. واستطاع بعلمه وإخلاصه أن يصبح عالميًا، وينال أيضًا حب واحترام المثقفين المصريين، لذا أوجه له وسام الاحترام والتقدير.