توقيت القاهرة المحلي 03:23:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسام الامتنان «27»

  مصر اليوم -

وسام الامتنان «27»

بقلم : زاهي حواس

هناك لحظات كثيرة مرت بحياتى مازلت أتذكر كل ثانية منها، ومن أهم لحظات حياتى هى لحظات الاكتشافات الأثرية، حين أكتشف تمثالاً أو مومياء مختفية تحت رمال الصحراء منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. فعندما عدت من البعثة الدراسية وحصلت على درجة الدكتوراه فى الآثار المصرية من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، قمت بعمل حفائر إلى الغرب من هرم الملك خوفو وكان يساعدنى فيها الأثرى محمود عفيفى. وكانت المفاجأة حين عثرت على مقبرة ضخمة جداً يجاورها مبنى ملحق نطلق عليه نحن الأثريون مصطلح سرداب، وفى مقدمته طاقة نظرت منها فوجدت تمثالاً يشابه تماثيل الملوك، وفتحنا من أعلى كى أنظر إلى داخل السرداب فأجد هذا التمثال ينظر إلىّ نظرة بديعة. التمثال مصنوع من البازلت الأسود وهو لقزم وعلى جانبه الأيمن نقش بالهيروغليفية يمكن ترجمته «هو الذى يسلى الملك». وضعت التمثال بين يدى وكأننى أحمل طفلى الأول.

وعندما ذهبت إلى وادى الملوك ومعى جهاز الأشعة المقطعية لفحص مومياء الملك توت عنخ آمون. دخلت مقبرة الملك الذهبى وكشفنا غطاء التابوت الجرانيتى لكى أحمل مومياء الملك الصغير الراقدة بداخله وأقابله لأول مرة وجهاً لوجه، وكانت هذه لحظة من أهم لحظات حياتى..

هناك لحظة هامة أخرى عندما بدأت رحلة البحث عن مومياء الملكة حتشبسوت التى حكمت مصر ما يقرب من 22 عاماً ويقال إنها كانت واقعة فى غرام مهندسها المعمارى سننموت الذى ربى ابنتها وبنى لها أجمل وأهم معبد فى حضن جبال البر الغربى بالأقصر والمعروف بمعبد الدير البحرى. بدأت فى جمع كل مومياوات الملكات والأميرات مجهولات الهوية منهن مومياء ملكية كانت موجودة داخل المقبرة رقم 60 والتى تخص مرضعة الملكة. وكان معنا من قبل صندوق خشبى يحمل إسم الملكة حتشبسوت وبداخله جزء من كبدها. طلبت من مساعدى د. هشام الليثى أن يحضر هذا الصندوق فوضعناه داخل جهاز الأشعة ووجدنا بداخله أيضاً «سنة». وبعدها قمنا بفحص أسنان مومياوات الملكات فوجدنا مومياء بفكّها فجوة لسنة ناقصة حينها اكتشفنا أنها تخص الملكة حتشبسوت.

■ يحيى الفخرانى

أعتقد أنه الفنان المصرى الوحيد الذى لم يعتمد على وسامته كى يصبح فتى الشاشة الأول، لكنه اعتمد على عبقريته فى الفن والمُثُل والمبادئ التى سار عليها منذ بدايته الفنية، فهو لا يقدم عملاً إلا إذا كان على مستوى يناسبه ولا يقبل أى دور لا يرى نفسه فيه، وعندما يقتنع بالشخصية التى يؤديها فهو يتقمصها حتى يندمج معها، وما أن يقف أمام الكاميرات حتى ينفصل عن العالم المحيط به. لذلك لا يمكن أن تجد له دوراً إلا وأبدع فيه أفضل إبداع، فتعالوا بنا نعد تلك الأدوار فنجد دوره فى ليالى الحلمية والخواجة عبدالقادر والليل وآخره وعباس الأبيض ونصف ربيع الآخر وأوبرا عايدة ويتربى فى عزه وونوس وغيرها. كما قدم لنا الفخرانى فيلمين دخلا ضمن أحسن مائة فيلم مصرى وهما خرج ولم يعد وللحب قصة أخيرة.

آخر مرة شاهدته يمثل على خشبة المسرح كان خلال دوره العظيم فى مسرحية الملك لير، حيث شاهدت هذا العرض مرتين، فقد استطاع الفخرانى أن يشدنى بقوة وأحسست بتعبيرات جفونه وعيونه وكل جزء فيه وهو ينفعل مع تلك الشخصية، ولذلك جذب الجمهور لهذا العمل العبقرى. وفى بعض الأحيان حين أشاهد الفنان العالمى تايرون باور أتذكر يحيى الفخرانى لأن هناك شبها كبيرا بينهما سواء فى الشكل أو الموهبة الفذة التى يمتازان بها.

عرفت يحيى الفخرانى لأول مرة عندما جاء لمقابلتى وأنا كنت أترأس المجلس الأعلى للآثار حيث كان يود أن يقدم شخصية محمد على باشا فى عمل درامى، وكان العمل من كتابة نصفه الآخر الدكتورة لميس جابر، ولا أعرف حتى الآن سبب عدم تقديم هذا العمل الذى سوف يحكى لنا بدقة فترة هامة من تاريخ مصر، على عكس المسلسلات العشوائية التى تزيف تاريخ مصر مثل مسلسل سراى عابدين الذى قدم شخصية الخديو إسماعيل بشكل خاطئ.

حصل يحيى الفخرانى على بكالوريوس الطب وكان يتمنى أن يتخصص فى مجال الأمراض العصبية والنفسية لكنه لم يكن يتصور أن الفن سيصبح كل شىء فى حياته. بدأ الفخرانى حياته الفنية حينما كان عضواً فى فريق التمثيل بالجامعة وحصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات. وحدث أن كان يمثل دوراً فى مسرحية لبرنارد شو وحدث خطأ ما فى إدارة المسرح جعله يخرج غاضباً لولا تدخل حب عمره لميس جابر التى كانت تؤدى دوراً صغيراً بالمسرحية فصفق له الجمهور. تلك القصة تظهر لنا شخصية عظيمة تهتم بتفاصيل ودقة العمل منذ بداية المشوار، لذلك وصل إلى القمة ببراعة وقوة.

يحيى الفخرانى رجل محترم طيب وأعتز بكونه من أهم أصدقائى ودخل بفنه وإبداعه قلوب الناس، لذلك نقدم له وسام الامتنان.

■ إسماعيل عثمان

هو مهندس وابن مهندس، برع فى هذا المجال واستطاع أن يحقق حلم عمه الراحل العظيم عثمان أحمد عثمان فى أن تصبح شركة المقاولون العرب شركة عالمية تضم مشروعات عملاقة ليس فى مصر فقط، بل وفى إفريقيا أيضاً. تخرج إسماعيل عثمان من كلية الهندسة وكان الأول على دفعته فتم تعيينه معيداً. وكان لدى عمه هدف كبير وهو أن يدرب هذا الشاب لكى يتولى مسؤولية الشركة من بعده فطلب منه أن يستقيل من السلك الجامعى ويعمل معه ويتدرب على امتلاك مفاتيح أسرار النجاح، فاستجاب إسماعيل لطلب عمه وعمل بجانبه واستطاع أن يجعل عائلة عثمان على مضمار النجاح المستمر، تلك العائلة العريقة التى بدأت من مدينة الإسماعيلية عام 1913. واستطاع الشاب حينها أن يدير الشركة ويمد نشاطها فى 14 دولة من دول العالم.

عرف إسماعيل عثمان أن سر النجاح هو أن يحبك الناس ويحترموك فى مقابل أن تبادلهم الحب والاحترام. كما يؤمن أيضاً بدور الفكاهة والضحك فى حياة الإنسان وأن الابتسامة هى جزء كبير من النجاح فى الحياة. لذلك فإن إسماعيل عثمان رجل خفيف الظل لا يترك فرصة إلا بالتعليق بنكتة حاضرة تجعل الجميع يضحكون، كما كان له القدرة على تحويل أى موقف حزين إلى آخر جميل. وقد صادق إسماعيل عثمان رجل الأعمال العالمى بيل جيتس وتعلم منه حكمة: «درب نفسك على أن تستقبل الأخبار السيئة»، حيث دعى لمقابلته مع مجموعة من رجال الأعمال وخرج من هذا اللقاء وهو صديق له، وتعلم منه أيضاً أن القوة فى البساطة، لذلك فإن كل تفاصيل حياته بسيطة بداية من المنزل وحتى علاقاته مع الناس، فسار إسماعيل على نفس نهج المليونير العالمى. ومن الحكايات اللطيفة عن هذا الرجل أنه ذهب إلى واشنطن بصحبة إسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى آنذاك وقابل هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى، وعرض عليه موضوع حفر نفق الشهيد أحمد حمدى ليربط مصر بسيناء، لكن كيسنجر أبدى رفضاً كبيراً معلقاً «هذا المشروع على جثتى..أنتم المصريون تريدون أن تدخلوا من هذا النفق إلى إسرائيل كى تدمروها»، فرد إسماعيل مازحاً بذكاء «سوف نحفر النفق من ناحية إسرائيل نحو مصر كى يدخل الإسرائيليون علينا» فضحك كيسنجر ووافق على الفور على تنفيذ مشروع النفق. حصل إسماعيل على العديد من شهادات التقدير من خلال الشركات التى أسسها وكذلك عدة أوسمة من مختلف الدول مثل ألمانيا وإيطاليا وإيران.

إسماعيل عثمان رجل ناجح قادر على اتخاذ القرار القوى السريع، لذلك فى عهده حدثت العديد من الإنجازات العظيمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسام الامتنان «27» وسام الامتنان «27»



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 16:35 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتخبّط في "أزمة حادة"
  مصر اليوم - الجيش الإسرائيلي يتخبّط في أزمة حادة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon