توقيت القاهرة المحلي 04:13:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفنون والنقوش الصخرية في جبة

  مصر اليوم -

الفنون والنقوش الصخرية في جبة

بقلم - زاهي حواس

تعد النقوش والفنون الصخرية من أهم اللقايا الأثرية بالنسبة للأثري، يستطيع من خلالها نحت صورة شبه كاملة للمكان سواء الذي استوطنه الإنسان أو مر فقط به خلال ترحاله، ودائماً ما أنبه أبنائي طلبة الآثار إلى أن تلك النقوش والفنون الصخرية ليست مجرد دليل أثري على وجود نشاط بشري، بل إنها لغة تخاطب إنسان العصور القديمة معنا نحن الأثريين.
وتعد المملكة العربية السعودية متحفاً مفتوحاً يضم الملايين من النقوش والفنون الصخرية في شتى أنحاء البلاد سواء كانت على أسطح الجبال القريبة من حدود المملكة الغربية والجنوبية أو حتى أسطح الصخور في الجبال الواقعة في قلب صحاري المملكة، التي يعتبر مجرد الوصول إليها وتوثيقها ونشرها ضمن سجلات التراث الوطني للمملكة من الأعمال التي تحسب لهيئة التراث والتي نالت استحسان وإعجاب المحافل العلمية الدولية في كل مكان بالعالم.
ومن أجمل النقوش والفنون الصخرية تلك الموجودة بموقع جبة إلى الشمال الغربي من مدينة حائل، وعلى بعد 100 كلم داخل الجزء الجنوبي لصحراء النفود. والمكان عبارة عن سهل بحيرة قديمة منخفض، تحيط به الرمال من جميع الجهات، وقد غطت الرمال أجزاء واسعة منه. ويمتد على الطرف الغربي لسهل جبة سلسلة من جبال الحجر الرملي تحتوي على الكثير من الكهوف الصخرية الطبيعية والينابيع.
تشير الدراسات البيئية للموقع إلى أن البحيرة القديمة كانت تختزن كميات كبيرة من المياه العذبة ونمت حولها أنواع مختلفة من الأشجار والنباتات، وبالتالي كانت مصدر جذب للجماعات البشرية وأنواع مختلفة من الحيوانات التي كانت المصدر الرئيسي للغذاء بالنسبة للإنسان الذي عاش بالمكان قبل عشرة آلاف سنة إلى جانب ما توفر له من فاكهة برية. وظلت جبة مصدر المياه الوحيد في الصحراء الكبرى بعد أن سادت الظروف المناخية الجافة، وبالتالي ظلت منطقة جذب للاستيطان البشري على مر العصور.
يعد موقع جبة من أهم وأكبر وأقدم مواقع الفنون الصخرية في المملكة العربية السعودية. ويضم الموقع نقوشاً وعناصر فنية لأشكال آدمية وحيوانية منتشرة في جبل أم سنمان، وفي الجبال القريبة منه (غوطا، وعنيزة، والغرا، ومويعز، وشويحط)، وتعود تلك الفنون الصخرية إلى ثلاث فترات زمنية مختلفة، أقدمها وأهمها ما يعرف بنمط جبة المبكر الذي يعود إلى منتصف الألف السابع قبل الميلاد، ويتميز الموقع بنحت لأبقار ذات قرون طويلة وقصيرة مصاحبة لأعداد من العناصر الآدمية، نفذت بالأسلوب التخطيطي وبأسلوب الأشكال الآدمية المكتملة. أما الفترة الثانية فهي ما يعرف بالفترة الثمودية التي تؤرخ ما بين 1700 و2500 سنة من الوقت الحاضر. وتتميز بنحت الإبل والخيول والوعول وأشكال شجر النخيل إلى جانب النقوش الكتابية الثمودية. وآخر تلك الفترات القديمة هي فترة ما يعرف بالفترة العربية التي يميزها نحت الآدميين راكبي الإبل والخيول والقوافل المحملة بالبضائع.
وقد تم مؤخراً اكتشاف فترة زمنية رابعة أحدث تعود إلى العصور الإسلامية، وتمثلها تلك الكتابات الكوفية المدونة على بعض الأحجار المتساقطة من جبل أم سنمان، التي في مجملها آيات قرآنية وأدعية مؤرخ إحداها بشهر رجب سنة 147 من الهجرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنون والنقوش الصخرية في جبة الفنون والنقوش الصخرية في جبة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon