توقيت القاهرة المحلي 09:21:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرف وصناعات في طي النسيان

  مصر اليوم -

حرف وصناعات في طي النسيان

بقلم :زاهي حواس

منذ مطلع القرن التاسع عشر ظهر ما يعرف اصطلاحاً بالثورة الصناعية في أوروبا، وسرعان ما بدأت تنتشر رويداً رويداً في باقي أنحاء الأرض؛ وبدأ منذ ذلك الحين حدوث التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في المجتمعات التي طالتها سواء الثورة الصناعية أو حتى إرهاصاتها. وحقيقي أن المجتمعات بدأت تنمو بسرعة وتتجه نحو زيادة الاهتمام بالتعليم والصحة والبحث عن سبل الارتقاء بمستوى معيشة البشر، إلا أن هذه الثورة كانت أيضاً السبب في العديد من المشكلات والآثار السلبية التي لا يزال العالم إلى يومنا هذا يبحث لها عن حلول، وعلى رأس هذه المشكلات ما يعرف بـالتغير المناخي أو الاحتباس الحراري، وكذلك استنزاف مصادر الطاقة والموارد الطبيعية من على كوكب الأرض. ومما لا شك فيه أن إحلال الآلة محل يد العامل في الصناعة أدى إلى اندثار، بل واختفاء العديد من الحرف والصناعات اليدوية التي أصبحت مجرد ذكرى من زمن مضى. إلا أننا نكون قد تجاوزنا الحقيقة في اتهام الثورة الصناعية بأنها العامل الوحيد في اندثار الحرف والصناعات اليدوية! فهناك أسباب أخرى عديدة سنناقشها بإذن الله في مقال آخر.
ومنذ نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين بدأت العديد من بلدان العالم تدرك أن هذه الحرف والصناعات اليدوية هي جزء أصيل من تراثها الثقافي ومن ذاكرتها الأصيلة، ولا بد من تسجيلها وتوثيقها لأجيال قادمة، بل وإحيائها إن أمكن. والحقيقة أن المملكة العربية السعودية كانت سباقة في هذا المضمار واستطاعت تحقيق نجاحات شهد بها العالم كله. ولقد شاهدت العديد من المهرجانات السياحية والفعاليات الثقافية التي تقام على أرض المملكة العربية السعودية لإحياء كثير من الصناعات والحرف اليدوية، والأهم من ذلك هو نشر ثقافة الحفظ والتوثيق لكل عناصر التراث الإنساني بين فئات المجتمع.
وقد وقع بين يديّ كتاب مهم من تأليف الدكتور فهد بن علي الحسين، وقد صدر ضمن مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري؛ حيث تم نشره ضمن سلسلة دراسات أثرية محكمة برقم 19، والكتاب بعنوان «الحرف والصناعات البحرية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية». استطاع الدكتور فهد أن يسلط الضوء على التراث والفنون الحرفية التي لا يزال يتوارثها أهالي المملكة في المنطقة الشرقية باعتبارها واحدة من أهم السمات الثقافية المادية المميزة. وقام بالتركيز على دراسة صناعة أدوات العمل البحري، وهي الأدوات التي يستخدمها البحارة في قيادة السفن، وكذلك حرف العمل البحري. ونجد أن سكان المنطقة الشرقية قد اعتمدوا على موارد البيئة البحرية وكانوا يقومون باستخراج اللؤلؤ وصيد الأسماك، وكذلك حرف بناء السفن والأشرعة وأدوات الصيد المختلفة.
استطاع المؤلف، وهو أستاذ ومعلم أكاديمي، توثيق كم هائل من المعلومات عن تلك الحرف والصناعات البحرية القديمة؛ معتمداً على الدراسات الميدانية وعمل اللقاءات مع هؤلاء الحرفيين الذين مارسوا المهنة أو مع هؤلاء الذين عاصروا وقت زهوها وانتشارها. ولذلك يعتبر هذا المؤلَف وثيقة علمية مهمة لتوثيق حرف وصناعات تراثية ارتبطت بالموقع الجغرافي والنشاط البحري للسكان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرف وصناعات في طي النسيان حرف وصناعات في طي النسيان



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

GMT 08:17 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

معقول بيننا من يشمت بحزب الله ؟؟!

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
  مصر اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon