توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السر عند الملك خوفو (٢)

  مصر اليوم -

السر عند الملك خوفو ٢

بقلم - دكتور زاهي حواس

لايزال هرم الملك خوفو يثير اهتمام العالم كله، فبمجرد أن أعلنا، منذ أيام قليلة مضت، ومن أمام الهرم الأكبر، وفى حضور أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، عن اكتشاف ممر سرى خلف المدخل الأصلى للهرم اهتز العالم كله. وصلت أنباء الكشف المثير إلى كل منزل حول العالم، ونشرته الصحف فى صدر صفحاتها الأولى، وتحدث عنه أهم برنامج توك شو أمريكى «توداى شو». والحقيقة أننا لو أنفقنا ملايين الدولارات لعمل دعاية سياحية لمصر ما كنا لنحصل على مثل تلك الدعاية لحظة الإعلان عن كشف سر من أسرار هرم الملك خوفو.

كان الإعلان من داخل خيمة أمام الهرم الأكبر، وفى حضور آلاف السائحين من كل دول العالم، وقد تبرع بتكاليف المؤتمر الصحفى الخبير السياحى مصطفى لطفى. وقف أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، ليعلن لوكالات الأنباء العالمية وممثلى الصحف والتليفزيونات من اليابان شرقاً وحتى الولايات المتحدة الأمريكية غرباً أن بعثة علمية مشتركة من كلية الهندسة جامعة القاهرة والمعاهد العلمية باليابان وألمانيا وفرنسا قد قاموا بالكشف ولأول مرة عن وجود ممر سرى له سقف جمالونى طوله حوالى تسعة أمتار وعرضه متران وعشرون سنتيمترا، وذلك خلف المدخل الأصلى للهرم الذى يعلو المدخل المستخدم حالياً والمعروف باسم مدخل المأمون. وبعد كلمة الوزير قام الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، بشرح تفاصيل الكشف، وتحدث عن احتمال كونه ممرا لتخفيف ضغط ثقل الأحجار فوق حجرة أو ممر ثان.

بعدها قام الدكتور هانى هلال، المنسق العام للبعثة العلمية، بالحديث عن الأجهزة المستخدمة فى الاكتشاف الجديد، وقام بعرض صورة الممر الذى لم تشاهده عين إنسان منذ لحظة إغلاقه بواسطة بناة الهرم، ولذلك علقت تلك الصورة بأذهان الناس حول العالم. وعندما حانت كلمتى للحديث عن الاكتشاف المذهل، بصفتى المدير العلمى للمشروع، أعلنت أن مصر تقدم للعالم كله أهم كشف أثرى حدث إلى الآن فى القرن الواحد والعشرين. وقبل الحديث عن الكشف المثير سوف أحدثكم فى هذا المقال عن الهرم الأكبر وصاحبه الملك خوفو.

يعد هرم الملك خوفو أعظم بناء معمارى من العالم القديم، ليس فى مصر فقط، بل فى العالم كله، وهو واحد من تسعة أهرامات لملوك الأسرة الرابعة من الدولة القديمة. ويقدر حجم الأحجار المنقولة لبناء هذه الأهرامات بحوالى ستة ملايين حجر. هذا غير أحجار المعابد والأسوار وما بداخلها من أبنية جنائزية وخدمية وكذلك الأحجار المستخدمة فى بناء أهرامات الملكات والأهرامات العقائدية. وليس من الغريب بعد ذلك أن يعتبر ملوك الأسرة الرابعة، وعلى رأسهم الملك سنفرو المؤسس وابنه وخليفته على العرش- الملك خوفو- أسياد البنائيين فى العالم القديم والحديث دون منازع.

يعود الفضل فى عبقرية بناء الأهرامات خلال بدايات الأسرة الرابعة الى الأمير والمهندس المعمارى العبقرى نفر ماعت، الذى وضع داخل هذه الأهرامات الكثير من الأسرار والمعجزات. وقد اختار الملك خوفو وابن عمه المهندس المعمارى حم إيونو موقع هضبة الجيزة لتشييد المجموعة الهرمية للملك وأسرته وموظفيه على حافة الصحراء الغربية، وهو الموقع المعتاد للمقبرة الملكية التى ترتبط بالشمس الغاربة. ويعد التكوين الجيولوجى للهضبة مثالياً لبناء الهرم، حيث تضم التكوينات الجيولوجية الثلاثة لهضبة المقطم، فتمر عبر الهضبة اثنان ضعيفان بهما فجوات وشقوق، بينما أحجار الطبقة الثالثة متماسكة ومن نوعية ممتازة وهى التى بنى منها الهرم الأكبر.

استخدم المصريون القدماء طريقة دقيقة لتحديد اتجاه الشمال، وذلك اعتماداً على الشمس أكثر من النجوم، فكانوا يقيمون قضيباً معدنياً بشكل رأسى فى الأرض بواسطة أداة قياس، ويتم تحديد مدى الظل من خلال هذا القضيب نحو ثلاث ساعات قبل الظهيرة (أى قبل تعامد الشمس فى السماء)، وبالتالى يتم رسم دائرة باستخدام هذا الظل كشعاع، بينما القضيب كمركز، وبعد مرور ثلاث ساعات بعد الظهيرة يتم رسم ظل الشمس مرة أخرى والذى يتقاطع مع الدائرة، ومع ظهور الزاوية من خلال تقاطع خطى الظلال فإنه يمكن الحصول على اتجاه الشمال الحقيقى، وبالتالى تحديد قاعدة الهرم. وفى بادئ الأمر يتم عمل خط شمالى جنوبى بطول جوانب الهرم، ومن ناحية أحد الأركان يتم عمل مربع بزاوية تسعين درجة. وهناك طرق عديدة استخدمها المهندسون القدماء لتحديد الزاوية القائمة بشكل دقيق، إما باستخدام نموذج لمربع أو باستخدام مثلث فيثاغورث أو باستخدام أقواس متقاطعة.

يصل طول ضلع قاعدة الهرم إلى مائتين وثلاثين متراً، وهو الأكبر مساحةً عن أى هرم آخر. تم التخطيط لزاوية ميل الهرم بنحو واحد وخمسين درجة واثنين وخمسين دقيقة، وهو ما يصل بالهرم عند الانتهاء من بنائه إلى ارتفاع ١٤٦، أو ما يعادل ارتفاع مبنى من ثلاثين طابقاً. ومن أجل عمل سطح مستوٍ لإقامة الهرم تم قطع كميات مهولة من صخر الهضبة ما بين سبعة إلى ثمانية أمتار ارتفاعاً بعيدا عن موضع نواة الهرم التى تركت ظاهرة فى المنتصف. وحول قاعدة النواة السفلية للصخرة الأساسية تم بناء رصيف مصنوع من الحجر الجيرى الأبيض الجيد المجلوب من محاجر طرة على الضفة الشرقية للنيل. بينما تبعد محاجر الحجر المحلى الذى بنى منه جسم الهرم بحوالى ثلاثمائة متر إلى الجنوب من الهرم. كان يتم شق قنوات عريضة فى المحجر عبر الصخرة الأم، كما يتم حفر قنوات أقل عرضا بالأحجار المتروكة جانبا من أجل تقسيمها إلى كتل لاستخدامها فى نواة الهرم. ومع انفصال إحدى الكتل عن الصخرة الأم، يأتى العمال بروافع خشبية لنقلها ووضعها على زلاجات خشبية لتنقل عبر طريق الإمدادات إلى موقع الهرم. وقد أشارت تجارب حديثة إلى أنه كان يلزم الاستعانة فقط بعشرة إلى اثنى عشر رجلاً لجر كتل حجرية تزيد على ٢ طن. بنى الهرم وفق مخطط دقيق ليرتفع ببطء نحو السماء، وكان هناك رؤساء عمال مكلفون بالإشراف على جانب محدد من جوانب الهرم.

مع بداية ارتفاع بناء الهرم تم حفر ممر هابط بالصخرة الأم، يبدأ من الشمال حتى الجنوب بطول ثلاثة وعشرين مترا، ويقع مدخل الممر فوق مستوى الأرض بالواجهة الشمالية للهرم، وينحدر لأسفل حتى يستوى عند نهايته ويصل إلى حجرة مستطيلة منقورة بالكامل فى الصخر الطبيعى للهضبة. كان المخطط لتلك الحجرة أن تكون هى الحجرة التى يدفن فيها الملك أسفل الهرم، والذى هو على شكل حجر «البن بن المقدس» ليقوم (الشكل الهرمى) على إرشاد روح الملك إلى السماء. ومع ذلك فان تلك الحجرة لم يكتمل نحتها قط، ومازالت جدرانها خشنة غير مكتملة. ويوجد ممر يتجه جنوبا من الجدار الجنوبى وهو أيضا غير مكتمل ولا يفضى إلى شىء، ومع ذلك فإنه ربما كان بداية ممر يؤدى إلى حجرة ثانية وهى التى لم يبدأ تشييدها قط.

إن وجود حجرة الدفن أسفل الهرم هو تقليد فى معظم الأهرامات السابقة واللاحقة فى كل أهرامات الدولتين القديمة والوسطى، حيث دفن الملوك أسفل أهراماتهم فيما عدا الملك سنفرو وابنه الملك خوفو، وذلك بفضل تخطيط المهندس نفر ماعت وابنه المهندس حم إيونو. ويتضح من فحص الحجرة السفلية أن البناء قد بدأ فيها لتكون حجرة دفن ثم هجرت دون اكتمال، فهل كان ذلك بسبب ما حدث من ثورة دينية فى العام الخامس من عهد الملك خوفو؟ بالفعل لدينا أدلة هامة تشير إلى تعديل تصميم المجموعة الهرمية فى العام الخامس، حيث تركت حجرة الدفن الواقعة تحت سطح الهرم، وتم البدء فى عمل ممر جديد صاعد داخل جسم الهرم ينتهى أيضاً بممر مستقيم يفضى إلى الحجرة المعروفة خطأ بحجرة الملكة. وقد تم التخطيط لعمل ممر صاعد آخر ضخم (البهو العظيم) إما فى نفس وقت بناء تلك الحجرة، أو كتعديل آخر بالتصميم الداخلى. ويعد هذا الممر الصاعد المعروف بالبهو العظيم معجزة معمارية بكل المقاييس المعمارية والهندسية. يصل البهو العظيم إلى حجرة الدفن الثالثة والتى تعرف بحجرة الملك، ولايزال بها تابوت من الجرانيت بدون غطاء.

تتصل هذه التغييرات المعمارية بما حدث من تغير فى العقيدة الملكية. وربما كنتيجة لصراع قديم بين سنفرو وكهنة إله الشمس رع بمدينة أون (هليوبوليس- عين شمس حالياً)، وربما كان الملك خوفو يريد التأكد من أن ثروات البلاد ستتجه نحو الجيزة، وليس لكهنة رع فى عين شمس. ولذلك أعلن خوفو خلال العام الخامس من حكمه نفسه رباً للشمس! وسمى هرمه «آخت خوفو» بمعنى أفق خوفو، والمعروف أن الأفق يرتبط بإله الشمس رع، بمعنى آخر ساوى خوفو نفسه برع إله الشمس.

تقع الحجرة الثانية على ارتفاع واحد وعشرين مترا، وبها نيشة غير مكتملة ربما خصصت لوضع تمثال للملك. تحمل هذه الحجرة الكثير من الأسرار التى لم يكشف عنها بعد. أما الحجرة الثالثة بعد البهو العظيم فتقع على بعد ثلاثة وأربعين مترا من سطح قاعدة الهرم. وبذلك يكون هرم خوفو هو الوحيد الذى به ثلاث حجرات دفن على ثلاثة مستويات فوق بعضها. بالإضافة إلى وجود ما يطلق عليه داخل الهرم فتحات التهوية أو ممرات التهوية، والتى ناقشناها فى المقال السابق.

أما عن السبب الذى جعل كثيرا من الناس حول العالم يعتقدون أن هرم الملك خوفو بنى بواسطة قوم جاءوا من الفضاء، أو بواسطة علماء القارة المفقودة (أطلانتس)، فهو بالتأكيد عظمة وخلود هذا البناء العبقرى المعجزة. تصل مساحة الهرم إلى ثلاثة عشر فدان، وقيل إن عدد الأحجار به ٢ مليون و٣٠٠ ألف حجر، ويزن الحجر الواحد ما بين نصف طن و٢ طن. وأن وزن هذه الأحجار مجتمعة يصل إلى حوالى سبعة ملايين طن. وأن هذه الأحجار تكفى لبناء سور يحيط بفرنسا كلها بارتفاع ثلاثة أمتار وعرض متر واحد. أو سور يحيط بثلثى محيط الكرة الأرضية عند خط الاستواء وبارتفاع قدم واحد.

أما عن كون الهرم ليس صناعة مصرية، فلقد كان قيامى بالكشف عن مقابر العمال والفنانين الذين بنوا الأهرامات نهاية لهذه الافتراءات، حيث أكد هذا الكشف أن الهرم بنى بأيدٍ مصرية خالصة، وذلك من خلال الكشف عن أسمائهم وألقابهم، وكذلك عن أجسادهم. وقد أكد هذا الكشف كذلك أن الأهرامات لم تبن بالسخرة أو عن طريق العبيد! فلو أن هؤلاء العمال والفنانين كانوا عبيداً لما سمح لهم بالدفن بجوار الهرم أو حتى تشييد مقابرهم للعالم الآخر مثل الملوك والملكات والموظفين. ولدينا أدلة أن الهرم كان المشروع القومى لمصر. وأن تعداد سكان مصر فى ذلك الوقت وصل إلى ثلاثة ملايين نسمة كانوا يعملون فى سبيل أن يصبح الملك إلهاً بعد اكتمال بناء الهرم ودفنه به. ولدينا أدلة أن عدد العمال المشاركين فى البناء وصل إلى عشرة آلاف نسمة. وكانت العائلات الكبيرة ترسلهم، وتساهم بالمؤن وإمدادات الإعاشة لهم.

ولقد عثرت فى الجبانة العليا لمقابر العمال بناة الأهرامات على ثلاثة وعشرين لقبا ووظيفة متصلة بالهرم. كذلك عثر عالم الآثار الأمريكى مارك لينر بالقرب من موقع حفائرى على منطقة الإعاشة والإدارة للعمال بناة الأهرامات، وبها مناطق تجفيف السمك والمخابز. وقد تحدثنا فى المقال السابق عن الكشف عن أقدم وأهم بردية المعروفة باسم بردية وادى الجرف، وفيها يرد المفتش مرر على كل من يقول إن الهرم ليس صناعة مصرية. أما عن تفاصيل الكشف الجديد فهو حديثنا القادم بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السر عند الملك خوفو ٢ السر عند الملك خوفو ٢



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon