بقلم: زاهي حواس
نحن نعرف فقط وادي الملوك الذي توجد فيه مقبرة الملك توت عنخ آمون وهي المقبرة الملكية الوحيدة التي كشفت كاملة بالوادي، أما جميع المقابر الملكية والتي يبلغ عددها نحو 24 مقبرة فقد نهبت بالكامل ولدينا بردية لصوص المقابر والتي تتحدث عن هذه السرقات. وهناك وادٍ آخر يطلق عليه الوادي الغربي وهذا الوادي توجد فيه خمس مقابر فقط منها مقبرتان لملوك وهما مقبرة الملك أمنحتب الثالث والد الملك إخناتون وهو أول من بدأ في استعمال هذا الوادي للدفن، ومقبرة أخرى للملك آي وهو الذي تولى العرش بعد وفاة الملك توت عنخ آمون، وخاصة لأن هذا الفرعون الذهبي لم يترك وريثاً للعرش وقد أنجب طفلتين واحدة ماتت وهي تبلغ من العمر نحو سبعة شهور والأخرى ماتت وهي تبلغ من العمر تسعة شهور.
أما الفترة بين وفاة الملك توت عنخ آمون وتولي آي العرش فما زالت فترة مظلمة لا نعرف عنها إلا القليل، ورغم ذلك فأنا أعتقد أن الملكة نفرتيتي قد شاركت إخناتون في العرش وغيرت اسمها، وبعد موت إخناتون تولت حكم مصر ولكن لا نعرف مدة الحكم، أما الدليل على أنها حكمت فهو وجود منظر لها وهي تضرب الأعداء وهذا المنظر لم يكن من اختصاص الملكة ولكنه كان من اختصاص الملوك الحاكمين فقط. ولذلك أعتقد أن اسمها قد تغير إلى سمنخ - كارع بعد تولي الحكم مباشرة.
أما الوديان الأخرى المنسية والتي أعتقد أن هناك مقابر في هذه الوديان وخاصة لأن ملكات الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة وكذلك أبناء وبنات الملوك لم يعثر على مقابرهم حتى الآن ولذلك أعتقد أن أحد هذه الوديان قد خصص لدفن الملكات. أما الوادي المنسي الأول فهو الوادي الذي يقف خلف الوادي الشرقي مباشرة، وهذا الوادي لم تعمل فيه أي بعثة أجنبية وقد بدأنا الحفائر في هذا الموقع الشهر الماضي.
أما الوادي الثاني فهو مسجل على الخرائط باسم وادي دولمان أو وادي خوي وقد بدأنا العمل في هذا الوادي منذ شهر تقريباً وعثرنا في بداية الحفائر على نحو 13 غرافيتي بالهيروغليفية والهيراطيقية ومنها جغرافيتي عليه اسم الملك أحمس، أول ملوك الأسرة الـ18 وهو الذي طرد الهكسوس من مصر وبنى هرمه في منطقة العرابة المدفونة بسوهاج وهو آخر ملك يقوم ببناء هرم كامل.
هل هناك أمل في كشف مقبرة ملكية داخل هذه الوديان المنسية؟ هذا ما سوف نعرفه خلال الأيام القادمة. وأنا دائماً أقول إننا كشفنا حتى الآن نحو 30 في المائة فقط من آثارنا وما زال هناك نحو 70 في المائة مدفونة أسفل رمال مصر.