بقلم - زاهي حواس
من أهم الأحداث الثقافية المرتبطة بالتعريف بالتراث وخلق تواصل بين الأجيال الصغيرة وتاريخ أوطانها، خبر مبادرة «المكتشف الصغير»، وهي مبادرة وطنية تستهدف صغار السن والشباب في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، لإعداد جيل يعي أهمية الآثار ويحميها ويحتفي بها، وإشراكه في عمليات التنقيب عن الآثار في المملكة.
وقد أطلقت هيئة التراث فعاليات «المكتشف الصغير»، التي تنقسم إلى مرحلتين رئيسيتين، تستهدف الأولى الأطفال من عمر ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة، وستقام في عدد من المراكز التجارية في عشر مناطق بالمملكة، محتضنة عدة فعاليات وأنشطة، من بينها الإرشاد حول طرق الكشف عن الآثار واستخراجها وتوثيقها وترميمها، وحفظ المقتنيات الأثرية باستخدام أسس علمية مبسطة ومصحوبة بوسائل إمتاع وتسلية لبناء علاقة بين الطفل والآثار، وربطه بتاريخه، وتنمية روح العمل الجماعي لدى الأطفال.
ويشاهد الأطفال عبر ركن «كان يا ما كان» مشهداً تمثيلياً يبسط مفهوم علم الآثار في أذهانهم، وأنه الوسيلة الوحيدة للكشف عن آثار الحضارات القديمة، والقيمة العظيمة لهذه الآثار وإرثها الثمين، ويعزز في نفوسهم أهمية المواقع الأثرية بالمملكة.
وهناك ركن آخر للأطفال يعرف باسم ركن «النظارة التفاعلية»، الذي يعرض للطفل عبر نظارات الواقع الافتراضي صورة ثلاثية الأبعاد لخريطة المملكة يتعرف من خلالها على المواقع الأثرية العشرة المعروضة بالخريطة وأسماء هذه المواقع وتحديدها جغرافياً.
ويعد تعمق الأثر الفني المرتبط بمجال التنقيب عن الآثار هو الطريقة العلمية التي يمكن أن تجعل الطفل يعرف تاريخه بطريقة جديدة تحمل المغامرة التي يعشقها الأطفال، وهذه المغامرة تقودهم إلى أن يكتشفوا ويسجلوا ويرمموا. وبذلك نعزز حب أوطاننا في قلوب الأطفال