توقيت القاهرة المحلي 09:08:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جزر فرسان تبوح بأسرارها

  مصر اليوم -

جزر فرسان تبوح بأسرارها

بقلم - زاهي حواس

في بداية شهر أغسطس (آب) الماضي أعلنت هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية عن اكتشافات أثرية مهمة في عدد من المواقع الأثرية بجزر فرسان الواقعة في البحر الأحمر على مسافة نحو 40 كم من مدينة جازان جنوب المملكة العربية السعودية. وقد قام بتلك الاكتشافات الأثرية فريق علمي أثري سعودي من هيئة التراث بالتعاون مع فريق علمي فرنسي من جامعة باريس الأولى. وقبل أن نتعرض لما تم الكشف عنه وأهميته لا بد من التنويه أولاً إلى أن أعمال المسح الأثري والاستكشافات في جزر فرسان تعود إلى بدايات عام 2005م حين قام فريق علمي سعودي - فرنسي برحلات استطلاعية إلى جزيرة فرسان الغرض منها تحديد المواقع ذات الشواهد الأثرية والتي ستبدأ بها أعمال المسح الأثري والاستكشافات.

بدأت أعمال المسح الأثري بالجزيرة عام 2011م، واستمرت من وقتها حتى عام 2020م، وقد استطاع الباحثون تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة التي أظهرت الكثير من المعلومات العلمية التي لم تكن معروفة من قبل ومنها أن تاريخ تلك المواقع المكتشفة بجزر فرسان يعود إلى 1400 قبل الميلاد. وأن الدور الذي لعبته موانئ فرسان في تجارة العالم القديم عبر البحر الأحمر كان مهماً للغاية.

وبالعودة للحديث عن الاكتشافات الحديثة فقد أخرجت الكثير من القطع الأثرية المهمة التي منها درع نحاسية تعود للعصر الروماني والقرنين الثاني والثالث الميلاديين إضافةً إلى أنواع أخرى من الدروع المميزة خلال العصر الروماني. كذلك تم الكشف عن الكثير من الأواني الفخارية سواء أواني التخزين أو أواني الاستعمال اليومي، وكذلك نقوش رومانية ترجع للقرن الثاني الميلادي، منها نقش من العقيق لأحد الشخصيات الرومانية الشهيرة ويدعى «جينوس»، وأخيراً تم العثور على رأس تمثال حجري حديث.

تؤكد هذه الاكتشافات الدور التجاري والحضاري المهم لجزر فرسان في البحر الأحمر وكيف كانت موانئ فرسان إحدى المحطات المهمة لحركة السفن في البحر الأحمر. ولا تزال أعمال البحث والاستكشاف تجري في «فرسان» وغيرها من المواقع الأثرية وفق استراتيجية محددة الأهداف وضعتها هيئة التراث بالمملكة من أجل إدارة التراث الثقافي وحماية المواقع التراثية والاستفادة منها في خطة المملكة الشاملة من أجل التنمية المستدامة. إن العثور على دروع متنوعة ربما يشير إلى وجود حامية مخصصة لحماية الموانئ وتأمين حركة السفن العابرة. كما أنه بلا شك يشير إلى الأهمية الاستراتيجية للموقع. هذه الدلائل وغيرها تنتظر مزيداً من أعمال البحث والاستكشاف التي ستضيف صفحات جديدة إلى تاريخ المملكة القديم وهذا ما تقوم به هيئة التراث بالمملكة.

وتعد أعمال الكشف الأثري في مناطق الموانئ البحرية من أصعب مهام الكشف الأثري لكثير من الاعتبارات لعل أهمها عوامل التعرية والتآكل المعروفة والتي تتطلب القيام بأعمال مسح دقيقة تعتمد على عمليات حسابية ومعلومات عن حركة الرياح وحركات المد والجذر وغيرها من أجل رسم صورة أقرب للواقع لما كانت عليه المناطق البحرية والموانئ في عصورها القديمة. وجب توضيح هذا لكي يستطيع القارئ تقدير حجم ما يُبذل من مجهود لتحقيق كشف أثري في مواقع كهذه. ولكن كما أقول دائماً فإن فرحة الكشف عن جزء من التاريخ القديم تُنسي الأثريّ كل الجهد والتعب الذي بُذل، وتُحفزه لمزيد من العمل الممتع والمثير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزر فرسان تبوح بأسرارها جزر فرسان تبوح بأسرارها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon