توقيت القاهرة المحلي 10:08:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دومة الجندل في صدر الإسلام

  مصر اليوم -

دومة الجندل في صدر الإسلام

بقلم - زاهي حواس

يكتنف الغموض تاريخ دومة الجندل خلال بدايات العصر الإسلامي، ويتم الاعتماد هنا وبشكل رئيسي على ما ورد في كتابات المؤرخين ومن أشهرهم ابن هشام والواقدي والطبري والمسعودي. ويبدو أن من كان يحكم دومة الجندل في ذلك الوقت تمسكوا بدياناتهم الوثنية لبعض الوقت حتى ذهب بعض المؤرخين إلى القول بأن دومة الجندل كانت بمثابة الملاذ لكل الفارين بدياناتهم الوثنية. وقد قاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً في العام الخامس الهجري وذلك لمنع الجنود من اتخاذ الواحة قاعدة لهم للهجوم على المدينة المنورة نيابة عن الرومان. وقيل إن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الواحة دون قتال بعد فرار العدو، فمكث بها بعض الوقت قبل أن يعود صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. وبينما هذه هي رواية الواقدي عن تلك الحملة العسكرية، ذكر ابن إسحاق أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة المنورة قبل أن يدخل دومة الجندل وبدون حرب أو قتال.
أما عن المعركة الثانية فقد وقعت في السنة السابعة الهجرية، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم على رأس تلك الحملة الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ومعه من المقاتلين لفتح الواحة وضمان عدم تهديدها للمسلمين سواء أهل المدينة المنورة أو من اعتنقوا الدين الإسلامي في ربوع الجزيرة العربية. ودخل عدد كبير من أهل دومة الجندل في الإسلام، بينما فرضت الجزية على من ظل على ديانته. وقد تزوج عبد الرحمن بن عوف من تماضر بنت الأصبغ بن عمر الكلبي، ابنة زعيم قبيلة بنو كلب المسيحية.
وكانت الحملة الثالثة في السنة التاسعة من الهجرة النبوية الشريفة؛ وبعد معركة تبوك وذلك لمنع تهديد البيزنطيين من الشمال، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه على رأس تلك الحملة ومعه مقاتلاً وذلك لمحاربة الأخيضر حاكم دومة الجندل لامتناعه عن دفع الجزية ومحاربته المسلمين. واستطاع خالد بن الوليد إجبار الأخيضر على التسليم وقد عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قبل بدفع الجزية. وقيلت روايات عديدة عن الأخيضر لا يتسنى لنا مع قلة المصادر تحقيقها أو نفيها؛ فقيل إنه دخل في الإسلام ثم انقلب وخرق الاتفاق وهرب إلى حيرة العراق حيث استطاع خالد بن الوليد قتله.
ذكر الطبري أخبار الحملة العسكرية الرابعة التي تمت في عهد الخليفة أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، وذلك في العام الثاني عشر أو الثالث عشر الهجري. وكان خالد بن الوليد هو نفسه من قاد تلك الحملة واستطاع أن يخضع الواحة منذ ذلك الحين لسيطرة المسلمين. على أن من أشهر الأحداث التاريخية التي ارتبطت بدومة الجندل هو كونها مقر المجلس التحكيمي الذي تم تشكيله من بين ممثلي الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان، وذلك فيما بين عامي و هجرية. وتظل دومة الجندل فاعلاً في أحداث التاريخ رغم معاناتها بعد أن تغيرت خريطة الطرق التجارية التي أصبحت تتبع طرق الحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة كما سبق أن فصلنا ذلك في مقال سابق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دومة الجندل في صدر الإسلام دومة الجندل في صدر الإسلام



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
  مصر اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
  مصر اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

النيابة المصرية تكشف تفاصيل مأساوية في قضية طبيب التجمع
  مصر اليوم - النيابة المصرية تكشف تفاصيل مأساوية في قضية طبيب التجمع

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon