توقيت القاهرة المحلي 13:02:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة عشق الآثار

  مصر اليوم -

قصة عشق الآثار

بقلم: زاهي حواس

أسافر إلى الولايات المتحدة دائماً في شهر أغسطس (آب) من كل عام بدعوة من جمعية خيرية يطلق عليها اسم «مغامرات في العقل»، وهذه الجمعية تقوم بدعوة 150 من الشباب من خريجي الثانوية العامة، ومن المتفوقين في كل الولايات الأميركية، وتتم دعوتهم لمدة 5 أيام لكي يعيشوا داخل إحدى المدن الجامعية الملحقة بالجامعات، وفي الوقت نفسه تتم دعوة نحو 30 شخصية أميركية من المشاهير في كل فروع العلم والفن والثقافة والسينما، وأنا الأجنبي الوحيد المنضم إلى هذه المجموعة. ونعيش مع الطلاب لكي نحكي لهم قصة نجاحنا، ونتحدث معهم عن أعمالنا، وأنا أنصحهم بنصيحة واحدة وهي «العشق»، وأقول إن العشق يجعل من وظيفتك الصغيرة أهم مهنة في الدنيا. وأحكي لهم قصتي عندما كنت في الثانوية العامة؛ إذ كان من أحلامي أن أصبح محامياً، ولذلك توجهت إلى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية وأنا في الـ16 من عمري، واشتريت في اليوم الأول للدراسة بعض كتب القانون، وذهبت إلى المدينة الجامعية، وبدأت أتصفح الكتب، ولم أجد لديّ أي تجاوب مع القانون ولا كتب القانون، لذلك فقد توجهت في اليوم التالي إلى الكلية لأعيد الكتب، وأحوّل أوراقي إلى كلية الآداب، ودخلت قسم الآثار بالمصادفة، وأنا لا أعرف مستقبل من يتخرج في هذا القسم.
وعشت داخل الجامعة أربع سنوات ولم أكن طالباً متفوقاً، بل كنت طالباً عادياً جداً، وتخرجت بدرجة مقبول، وحصلت على وظيفة حكومية يحصل عليها أي خريج سواء كان متفوقاً أو عادياً. ولم أتحمس للعمل في مجال الآثار، وحاولت أن أحول إلى السياحة أو الخارجية، وفشلت وعدت إلى الآثار مرة أخرى ليقابلني الدكتور جمال مختار، وكان رئيساً لهيئة الآثار في ذلك الوقت، يحذرني من الوجود في القاهرة لأن هناك قراراً بأن أذهب للعمل في الحفائر، وذهبت خوفاً من العقاب، وهناك في الصحراء عثر العمال على مقبرة وطلبوا مني الحضور للإشراف على حفر المقبرة، وفي منتصف الحفائر وجدت تمثالاً وبدأت أنظفه، ثم وجدت نفسي أقول داخلي: «عثرت على حبي»، ولذلك عشقت الآثار. وعشق الآثار جعلني أنظر إلى الأهرامات مثل العاشق الولهان الذي ينظر إلى حبيبته، وبدأ قلبي ينبض بالحب والعشق لهذا العالم الغريب: الفراعنة.
العشق الذي جعلني أعيش بين المقابر والمعابد... عالم الفراعنة بكل عجائبه ومعجزاته، وجعلني هذا العشق أحس بأن الحجر ينطق معجزات وعجائب هؤلاء العظماء، بل أحياناً ما تبوح لي مومياء مجهولة الاسم بأسرار حفظتها لآلاف السنين، واختارتني أنا لكي تبوح بسرها.
عشق عالم الفراعنة يطوف معي العالم كله وأنا أحكي قصة أعظم حضارة إنسانية عرفها التاريخ من خلال السراديب المظلمة التي كشفت عنها في حفائري، وباحت بالكثير من الأسرار. أحسست وأنا داخل مقبرة على عمق 20 متراً أسفل الأرض وبداخلها مومياوات أنني أرقص معها. هذه هي قصة العشق مع الفراعنة، هي قصة لكل شاب في مستقبل حياته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة عشق الآثار قصة عشق الآثار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon