توقيت القاهرة المحلي 02:29:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفراعنة بنوا الهرم بالسحر!

  مصر اليوم -

الفراعنة بنوا الهرم بالسحر

بقلم: زاهي حواس

اتضح أن كل التخاريف التي قيلت عن الهرم ليست من اختراع الأجانب، ولكنها جاءت من الرحالة العرب الذين زاروا مصر في القرن التاسع الميلادي. وقد اعتمد د. سيد كريم في كتابه بعنوان «لغز الحضارة المصرية» على أقوال هؤلاء المؤرخين، ومنهم «المسعودي»، إذ قال إن المصريين كانوا يضعون الحجر على أوراق البردي السحرية، ويطرقون عليها، فيندفع الحجر إلى مكانه بالهرم. ويقول إن ما يؤيد ذلك هو عدم وجود خدش أو أثر لآلات أو روافع على أسطح الأحجار، وأيضاً عدم وجود آثار لحبال الشد، مما يؤكد في نظر مؤلف الكتاب أن المصريين توصلوا إلى العلوم الإلكترونية من قوى الإشعاعات والموجات الصوتية والضوئية.
ويمضي المؤلف في تكهناته ويقول إن الهرم كان مركز اليابسة للقارات الخمس، وإن هرم خوفو لم يُبنَ كمقبرة، بل كمرصد فلكي، ولم يُبنَ في الأسرة الرابعة، وإنما بناه كهنة آمون في الأسرة الثانية، وإن ذلك يفسر قول «مانيتون» عن بناء الهرم، وإن من قاموا ببنائه، حسب قوله، إنهم قوم غرباء أتوا من الشرق، وإنه أُنشئ ليكون مرصداً للتنجيم الذي كان يعتبر جزءاً من العقيدة الدينية ومكملاً لبث المعرفة المقدسة وأسرار الوجود. بل وأشار إلى أن التاريخ الحقيقي للحضارة المصرية هو عشرة آلاف عام!
كما قلت من قبل إن أي شخص يقف أمام الهرم وهو غير دارس للحضارة المصرية القديمة، فلن يصدق أن هذا الهرم يمكن أن يبنيه بشر؛ لذلك يفتح هذا الأمر المجال للتخريف، ومنهم من يقول إن قوماً جاءوا من القارة المفقودة الوهمية «أتلانتس»، وإنهم بنوا الهرم، أو إن قوماً جاءوا من الفضاء، أو إن اليهود هم بناة الأهرام!
وهناك نقطة مهمة جداً وهي أن الهرم كان المشروع القومي للمصريين، وقد اشترك في بناء الهرم الشعب كله. أما بخصوص نقل الأحجار، فقد عثر حديثاً على كيفية نقل الأحجار، إذ كشفت بعثة فرنسية تعمل في محاجر «الألباستر» في «حتنوب»، عن طريق أن المصريين في عهد الملك خوفو كانوا ينقلون الأحجار على عوارض خشبية. وكانوا يمهدون الطرق لنقلها وجرها، بالإضافة إلى أن رئيس العمال «مرر» ترك لنا نصاً في بردية وادي الجرف، ويشير فيها إلى طريقة قطع ونقل الأحجار من محاجر طرة نفسها. وكانت تُجر الأحجار وتوضع داخل مراكب من خلال قنوات متصلة بالنيل، حتى تصل إلى الموانئ التي كانت مقامة أمام الأهرامات.
وأشار «مرر» أيضاً إلى مدخل منطقة الهرم الذي كان يدخل منه العمال والأحجار، وأن الملك كان يعيش في قصره بالهرم للإشراف على المشروع القومي. أما عن الحضارة المصرية القديمة، فلا بد أن تعرف أن عمر الحضارة يُقاس بمعرفة الكتابة، فهناك أدلة عُثر عليها بمنطقة «أم الجعاب» بأبيدوس، تشير إلى أن المصريين القدماء كانوا يعرفون الكتابة منذ 3200 عام أي نحو مائة عام قبل حضارة العراق القديم. أما الفترات التي تأتي قبل معرفة الكتابة في مصر، فتعود إلى أكثر من 7000 سنة، طبقاً لما كشفه عالم آثار ما قبل التاريخ «فريد ويندورف».
وبعد ذلك هناك عصور تعود إلى العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث، ثم عصر ما قبل الأسرات حتى الأسرة صفر. وكان الملك نعرمر آخر ملوك هذه الأسرة. وأول ملوك مصر الذي حكم الوجهين القبلي والبحري كان الملك «حور عحا» أو «مينا»؛ ولذلك كل ما يقال عكس ذلك يذهب مع الرياح. وللأسف هذا النوع من الكتب تأخذ دعاية في بداية صدورها، وبعد ذلك تُنسى تماماً؛ لأنها غير قائمة على أسس علمية، وأنها عبارة عن تخيلات وأقوال لبعض الأجانب الذين يكسبون من خلال هذه التخاريف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفراعنة بنوا الهرم بالسحر الفراعنة بنوا الهرم بالسحر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon