توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دمروا أبوالهول الصين

  مصر اليوم -

دمروا أبوالهول الصين

بقلم - زاهي حواس

ثار العديد من الأثريين والمواطنين على قيام الصين بعمل تمثال ضخم لأبوالهول، وكان سبب الاعتراض هو قيام الصينيين بعمل هذا التمثال هناك دون الحصول على موافقة الحكومة المصرية. وطالب العديد بضرورة تدمير هذا التمثال والتخلص منه حتى نستريح. ولكن دعونا نناقش هذا الموضوع ببساطة وننظر إلى قانون الآثار الذى ينص على أنه ليس من حق أى إنسان فى الداخل أو فى الخارج نسخ أى أثر من الآثار المصرية نسخة طبق الأصل، وفى هذه الحالة يجب أن يحصلوا على موافقة الجهة المسؤولة عن ذلك وهى وزارة الآثار. نحن نعرف أن طول التمثال الأصلى يصل إلى 72 مترا و55 سم، وارتفاعه يصل إلى حوالى 20 مترا. أى أن لو أى مصرى أو أجنبى نحت تمثالا على شكل أبوالهول ووصل طول التمثال إلى 71 مترا فلن يكون فى استطاعة أى إنسان الاعتراض. وأعتقد أن التمثال الذى صُنع فى الصين ارتفاعه ليس بهذا الشكل، وكذلك الطول.

وفى نفس الوقت أود أن أوضح أن هذا التمثال ووجوده فى الصين هو خير دعاية للسياحة المصرية، فأعتقد أن أكثر السائحين الذين يزورون مصر الآن هم من الصين نتيجة للولع والغرام بالفراعنة. إنه جنون اسمه الفراعنة، ولو أنفقنا ملايين الدولارات لعمل دعاية فلن تكون مثل الدعاية التى حصلنا عليها لمجرد أن الصينيين صنعوا هذا التمثال، فلو ظهرت صورته فقط فى الصحف فهذه دعاية جبارة لمصر.

كما أعتقد أن الذى صنع هذا التمثال ونحته لم يكن فنانا ماهراـ حيث إن الوجه قبيح جدا، وكان يجب على السفارة المصرية هناك التدخل بشأن إعطائهم الخبرة اللازمة فى النحت. ولو طلبوا من د. محمود مبروك، النحات العظيم الذى رمم معنا تمثال أبوالهول، لأخرج لهم تمثالا عظيما. لذلك يجب ألا تأخذنا الفرعنة ونعترض، يجب أن ندرس هذا الموضوع ببساطة ونعرف الفوائد التى سوف تعود على مصر لمجرد وجود الفراعنة فى الصين فى صورة هذا التمثال.

نفس الشىء حدث مع الهرم الذى أُطلق عليه «الأقصر» والذى أُقيم فى لاس فيجاس، وهو عبارة عن كازينو للقمار، وقد صُمم الكازينو على شكل هرم يتقدمه تمثال أبوالهول، وهو عبارة عن مدخل للكازينو. ومن الداخل أقاموا نهر النيل ويطوف من خلاله مركب فى النهر لتشاهد الآثار الفرعونية. وقد قاموا بعمل نموذج رائع لمقبرة توت عنخ آمون مثل المقبرة الموجودة بداخل القرية الفرعونية. ويزور هذا الهرم آلاف السائحين. وفجأة، خرج علينا الذين يعترضون لمجرد الاعتراض، أو لمجرد أن يُكتب اسمهم فى الصحف دون النظر إلى الموضوع بعقلانية، بل قام البعض بالمطالبة بهدم هذا الهرم وقالوا إن هناك الملايين يزورون هذا الهرم، وإن هذا سبب قلة عدد السائحين لمصر.

أولاً، يجب أن نعرف أن كل دولة من دول العالم لها شعار أو عمارة تمثل عظمة هذا البلد، فهناك العمارة الهندية، والصينية، واليونانية، والرومانية ممثلة جميعا فى لاس فيجاس. وكل مبنى يدخله الآلاف يوميا، أى أن الأرقام التى أعلن عنها بعض المصريين هى من يزورون لاس فيجاس عامة وليس الهرم بالتحديد. وقد أقام هذا الهرم الراحل العظيم فؤاد سلطان، بل قامت هيئة تنشيط السياحة، فى ذلك الوقت، بإعطاء المسؤولين عن هذا الهرم قطعة حجر من مصرـ مازالت موجودة داخل الهرم. لن تتصور حجم السياحة والدعاية التى تحصل عليها مصر لمجرد وجود هذا الهرم «الأقصر» فى لاس فيجاس، أو تمثال أبوالهول فى الصين. فهذا ما يطلقون عليه «الإيجيبتومانيا» أو مرض عشق مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمروا أبوالهول الصين دمروا أبوالهول الصين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon