توقيت القاهرة المحلي 03:30:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كاريكاتير القط الذي يخدم فأراً

  مصر اليوم -

كاريكاتير القط الذي يخدم فأراً

بقلم: زاهي حواس

ما زلنا نحاول أن نوضح للقارئ أن المصريين القدماء لم يكونوا ملتزمين بالمناظر العامة التي تخص الحياة في العالم الآخر أو الحياة المثلى التي يتمناها الشخص بعد الموت، لذلك فقد كانت كل المناظر متشابهة، وهي عبارة عن موضوعات يحددها الكهنة وتقدم للفنان لكي يرسمها داخل المقابر، ولكن عثر على مجموعات من الرسومات الهزلية أو الكاريكاتيرية التي قد تعبر عن الفكاهة أو عن رؤية الفنان للأوضاع الملتوية في المجتمع، ولدينا منظر آخر من عصر الرعامسة أي يعود إلى ثلاثة آلاف عام وموجود حالياً بمتحف بروكلين في مدينة نيويورك، والمنظر يظهر قطاً يخدم فأراً وقد يظهر هذا الشكل، النبيل أو الموظف الذي يجلس على كرسيه ويظهر ذلك على مقابر الدولة الحديثة ويحضر إحدى الحفلات ويخدمه بنات يقدمن له الطعام والشراب والزهور.
وهنا في هذا المنظر نرى أن الفنان قد غير في الأوضاع بالمجتمع فرسم هنا القط واقفاً على قدميه وهو يخدم فأراً ويمسك في يده قطعة من قماش الكتان وفي اليد الأخرى مروحة وطائر مذبوح وعلى الجانب الآخر نرى الفأر جالساً على مقعد فخم ويلبس ملابس النبلاء ويمسك في يده كأس حسنة الشراب وفي يديه اليسري نراه يمسك بوردة يقربها من فمه، ولذلك نرى الفنان هنا يشير إلى أن القط - وهو المعروف بأنه القوي الذي يقتل الفئران - خادماً ذليلاً يعمل تحت إمرته. وقد يشير ذلك إلى ما يراه الفنان من انقلاب الأوضاع.
ولدينا منظر كاريكاتير آخر يوضح ضبعاً خائفاً وهو مرسوم على شقفة صغيرة من الحجر الجيري ويعود إلى الدولة الحديثة وقد عثر عليه داخل منازل عمال بدير المدينة وهم العمال الذين رسموا وحفروا مقابر الملوك في الدولة الحديثة وتركوا لنا العديد من الشقافات التي توضح أحوالهم الاجتماعية بل وموضوعات عن علاقاتهم اليومية وعن القضايا التي كانت تقام بينهم، بالإضافة إلى معلومات عن حياتهم الشخصية.
أما هذا المنظر الفريد الذي تركه لنا فنان في الدولة الحديثة فقد أظهر على وجه الضبع الخوف وهذا يظهر براعة الفنان في ذلك الوقت، وهنا قد أراد ان يعبر لنا عن الجبن والخوف بصورة مرئية، لذلك فقد صور هذا الحيوان وهو يتبرز فجأة من شدة الخوف الذي اعتراه عندما شاهد حيواناً أكثر منه قوة وقد يكون هذا الحيوان مرسوماً أمامه ولكن الشقافة مكسورة ولا تظهر هذا الحيوان ويعتقد أن الجانب الآخر من الرسم قد يكون يشكل رأس حيوان فقط ولذلك قد يكون الفنان هنا رسم هذا المنظر لمجرد أن يكون رؤية ساخرة من جانب الفنان لهذا الحيوان وهو في مثل هذا الوضع الساخر. وهذا المنظر موجود في القاهرة بالمعهد الفرنسي للآثار بالمنيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاريكاتير القط الذي يخدم فأراً كاريكاتير القط الذي يخدم فأراً



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
  مصر اليوم - ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024
  مصر اليوم - قائمة الفائزين بـجوائز الكرة الذهبية 2024

GMT 19:22 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
  مصر اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 19:05 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 06:45 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أبرز فوائد فيتامين " أ " على صحة الجسم والمناعة

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

عبد المهدي يتخلى عن معظم مهامه الرسمية

GMT 04:22 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ريم مصطفى تؤكد أن مسلسل "شديد الخطورة" تجربة مختلفة

GMT 07:44 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سامي مغاوري يتحدى ابنه في "واحد من الناس" مع عمرو الليثي

GMT 21:05 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مصرية تطلب الخلع من زوجها وتتفاجئ من رد فعله

GMT 18:29 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخص وإصابة اثنين فى حادث تصادم بالدقهلية

GMT 19:21 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

بوسى برفقة حلا شيحة فى أغرب إطلالة لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon