توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تاريخ الفراعنة يكتب من جديد

  مصر اليوم -

تاريخ الفراعنة يكتب من جديد

بقلم زاهي حواس

استطاع علماء المصريات خلال السنوات العشر الماضية وبفضل الاكتشافات الأثرية المهمة أن يعيدوا كتابة صفحات من تاريخ مصر الفرعوني، كما استطاعوا أيضا أن يغيروا الكثير من معتقداتنا عن الحضارة المصرية القديمة. وبالطبع فإن هذه الاكتشافات الأثرية جاءت نتيجة الحفائر العلمية المنظمة في كل ربوع مصر؛ بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في دراسة المومياوات الفرعونية؛ وكذلك الآثار الموجودة بالمتاحف.
وكان من أهم الاكتشافات الأثرية - والتي للأسف لم تسلط عليها الأضواء بشكل كاف - الكشف عن بردية بموقع ميناء بحري قديم على البحر الأحمر، وتشير نصوص البردية إلى هرم الملك خوفو بالجيزة، وتؤكد على أن المهندس الذي أكمل وأنهى بناء الهرم هو المهندس المعماري العبقري عنخ حاف؛ وتمثاله الرائع معروض بمتحف الفنون الجميلة بولاية بوسطن الأميركية. وقبل الكشف عن البردية كان المعتقد أن المهندس العبقري حم إيونو هو الذي بدأ وأنهى بناء الهرم الأكبر، أما الآن فليس من شك في أن حم إيونو إنما بدأ البناء وقطع فيه شوطا عظيما، وأنهى البناء عنخ حاف، وهو نفسه مهندس هرم الملك خفرع ابن الملك خوفو. وتشير البردية إلى العام 27 من حكم خوفو، وهي المرة الثانية التي يعثر فيها على نص بنفس التاريخ؛ بعد أن عثر عليه من قبل فيما يعرف بنقوش الصحراء الغربية. والعثور على نقش يؤرخ للعام 27 من حكم خوفو يعني أنه قد حكم لمدة لا تقل عن 30 - 32 عاما فقط.
ومن الاكتشافات الأثرية المهمة: الكشف عن مومياء الملكة حتشبسوت الذي شرفت بأنني كنت على رأس الفريق الذي قام بتحديد مومياء الملكة؛ باستخدام أفضل وسائل العلم من تحليل للحامض النووي DNA واستخدام جهاز الأشعة المقطعية ذي القدرات المذهلة؛ والتي أثبتت أن الملكة حتشبسوت ماتت بمرض السرطان ولم يقتلها أحد، حيث كان تحتمس الثالث خليفتها ووريثها على العرش، دائما ما يتهمه الناس بأنه هو قاتل الملكة حتشبسوت؛ وذلك رغم أنها - أي حتشبسوت - كانت عمته وكانت زوجة أبيه، وكذلك حماته بعد أن زوجته من ابنتها الأميرة نفرو رع. وأصبح من المؤكد أن الملكة حتشبسوت إنما كانت تعد الأمير الصغير للحكم بعد أن زوجته ابنتها. أما المغالطة التاريخية القائلة بأن تحتمس الثالث أمر بتدمير آثار الملكة حتشبسوت فقد تأكد أن أعمال التخريب إنما بدأت تحدث خلال أواخر عصر تحتمس الثالث وربما كذلك دون علم منه. كذلك فقد تحققنا من أن المومياء التي كانت موجودة في المقبرة الفرعونية KV 55 بوادي الملوك بالأقصر؛ إنما تخص الملك إخناتون أبا الملك توت عنخ آمون.
وكان من أروع الاكتشافات الأثرية التأكيد على أن منف لم تكن فقط العاصمة السياسية للدولة الفرعونية خلال عصر الدولة القديمة؛ وإنما كانت العاصمة الإدارية لمصر خلال الدولة الحديثة، وكان أمراء الدولة المصرية يقيمون بمنف ليكملوا تعليمهم وتأهيلهم للحكم من خلال الإقامة بأكاديمية منف العسكرية بعدما ملكت مصر أول جيش نظامي تعرفه الحضارات القديمة. وما زال التاريخ الفرعوني يكشف أسرار حضارة مصر.
نقلا عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ الفراعنة يكتب من جديد تاريخ الفراعنة يكتب من جديد



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon